لا أستطيع النوم إلا بعد تناول السيروكويل، فما الحل؟

0 590

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من أعراض مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وطبعا لن أطيل في الكلام، حيث زرت الكثير من الأطباء النفسيين، والآن أنا مستقر على علاج (Sroquel) عيار (200) ملغرام مرة واحدة فقط في اليوم، وصار لي سنة كاملة بالضبط تماما، آخذ هذا العلاج، - والحمد لله - مرتاح عليه جدا، ولا أستطيع النوم إلا على هذا العلاج، لا أستطيع أبدا النوم إلا على سيروكويل، حتى إنني ظللت (3) أيام بدون نوم ولم أستطع بسبب عدم أخذي للسيروكويل، فهل لو أخذت علاج تريجترول وانتظمت عليه أستطيع النوم وأترك السيروكويل؟ وأيهما أفضل بالنسبة لي تريجترول أم سيروكويل؟ ودائما أنام بعد الفجر، أي أصلي الفجر وأنام ولا أقوم إلا بعد الظهر، فهل هذا يزيد من حدة المرض، وعدم تنظيم النوم؟

كلما أحاول أن أنظم نومي أرجع أسهر من جديد، والسبب في ذلك أنني لا أستطيع أخذ الدواء قبل موعده، مثلا للتوضيح، أنا فرضا أنام الساعة (9) عشاء اليوم الثاني، ممكن أتأخر للساعة (12) ليلا، فإذا تأخرت إلى هذه الساعة يجب في اليوم الثالث أن أنام الساعة (12) ليلا، ولا أستطيع أن أنام قبلها، أي لو شربت السيروكويل لن أستطيع النوم إلا بعد (12) ليلا، بالمختصر أنني لا أستطيع أن أقدم الساعة البيولوجية بجسمي للنوم، بل يجب من جديد أن أسهر وأواصل لكي أنام في التاسعة ليلا.

أريد حلا لهذه المشكلة، لأنني إذا لم أنم من (8 - 9) ساعات في اليوم لا أستطيع أن أكمل يومي جيدا، ولا أستطيع أن أدرس، ولا حتى كلمة واحدة، وفي كثير من الأحيان أنام فقط (5) ساعات وأقوم ولا أستطيع أن أنام بعدها، فيكون مزاجي اليوم في نعاس، فما حل لذلك؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإذا كنت بالفعل تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة من الدرجة الأولى، وأكد لك الأطباء ذلك، فأنا أقول لك إن السيركويل والتجراتول كلاهما أدوية ممتازة، ويجب تناولهما مع بعضهما البعض، فالسيركويل لوحده لا يكفي، والتقراتول لوحده قد يكفي، ومن الأفضل أن يدعم بالسيركويل، وجرعة السيركويل وهي (200) مليجرام ليلا تعتبر جرعة ممتازة جدا، والتجراتول يتم تناوله بمعدل (200) مليجرام في الصباح، و (200) مليجرام في المساء، وهذا يا أخي، هو النظام الصحيح لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فاستعمال مثبتات المزاج مثل التجراتول يدعم التعافي لدرجة كبيرة.

بالنسبة للنوم، النوم يعتبر غريزة بيولوجية، وأنت ذكرت النمط لنومك، وأنا أقول لك إن الساعة البيولوجية يمكن أن تدار، ويمكن أن ترجع إلى وضعها الطبيعي، وذلك يجب أن تتجنب النوم النهاري، تحرص على ذلك حرصا شديدا، وتعرف أنك في مرحلة علاجية تتطلب ذلك، النوم بعد صلاة الفجر ولساعات طويلة مثل الذي ذكرتها ليس بالأمر الصحيح، خاصة في مثل عمرك، ونحن نعرف بعد مرحلة البلوغ قد يزداد النوم لدى الإنسان، وهذا يقاوم من خلال ممارسة الرياضة، والانضباط في مواعيد الذهاب إلى الفراش، ولا مانع من أن يتناول الإنسان كوبا مركزا من القهوة في الصباح، هذه الطرق الطيبة والجيدة والمفيدة.

أنا أنصحك بأن تتناول الأدوية بصفة يومية الساعة الثامنة والنصف مساء أو التاسعة مساء، أي بعد صلاة العشاء، وليس من الضروري أن تذهب إلى الفراش مباشرة، اجلس واقرأ موضوعا أو شاهد التلفاز، وحين تحس أن النعاس قد أتى اذهب إلى الفراش، وكن حريصا على أذكار النوم، ويجب أن لا تتناول أي منبهات في فترات المساء.

الرياضة ذات قيمة وعائد إيجابي على الصحة النومية والنفسية للإنسان، فكن حريصا عليها، لكن تجنب الرياضة المسائية المتأخرة، فهي قد تزيد من درجة اليقظة.

إدارة الوقت بصورة جيدة سوف تساعد على ترتيب النوم، الوفاء بمتطلبات الدراسة والتواصل الاجتماعي والترويح عن النفس والعبادة، هذه كلها يمكن للإنسان أن ينجزها، وذلك من خلال وضع خارطة ذهنية ثابتة لإدارة الوقت واستثماره بصورة صحيحة، وباتباعك لهذه الأسس سوف تجد أن نومك قد تحسن تماما وأصبح نوما صحيحا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات