كيف أتصرف مع من تدبر لي المكائد وتشوه صورتي في العمل؟

0 586

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أواجه مشكلة في العمل وفي الحياة العامة، وأود إفادتي بعلمكم وتجارب لأتغلب عليها.

المشكلة الأولى: (تتعلق بالعمل): أنا أعمل كسكرتيرة منذ حوالي عشر سنوات، وتوظفت عندنا موظفة جديدة، وأصبحت تحيك لي العديد من أفكار الشر لتبعد عني مسؤلتي في العمل وتلفت نظرها إليها، مع أني أنا من علمها نظام العمل لدينا، واتجاه عملها لا يتعلق بنظام عملي إلا أننا في نفس القسم، وقد وجدت أنها تراقب كل تحركاتي وتنقلها إلى الرئيسة، وتحاول تشويه صورتي وصورة عملي حتى في الخارج ممن لديهم تعامل معنا.

والذي يضايقني أن الرئيسة بعد أن شرحت لها ما يحدث في المكتب من أفعال تلك الموظفة لم تتخذ أي إجراء حاسم، بل قامت بعمل ود هزلي مما ضايقني كثيرا، ولا أعلم الآن ما هو التصرف الحكيم مع تلك الموظفة التي تتعامل بعدة وجوه في آن واحد وتضعني أمام عينيها على أني عدوها اللدود الذي لا بد أن يزاح.

المشكلة الثانية: خلال تربيتي في بيت أهلي كنا لا نتبادل الكلام الجارح أو البذيء بيننا أو حتى النقاش ذا الصوت العالي، بل يحاول كل منا إقناع الثاني برأيه بهدوء.

مشكلتي أنني تزوجت من رجل تربى هو وإخوته عكس ذلك، ويطلب مني التواجد معهم وزيارتهم، وأنا لا أحب أسلوبهم في الكلام ونقاشهم الذي لا يخلو من الانتقاص لبعضهم، وحتى حين النقاش في موضوع عادي يرفضن أي رأي، ويحاول فرض رأيهم على أنه هو الصحيح، ويشعروني بأني لا أفقه من الحياة شيئا، فما الأسلوب الأفضل في التعامل معهم؟

شاكرة جهودكم المبذولة، وأدعو الله لكم بالتوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك ما جازيت من أساءت إليك بمثل أن تحسني إليها وكون واثقة أن العاقبة- بإذن الله- لك، وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فحافظي على عملك، واثبتي على تميزك، واحرصي على رضوان الله، فإن قلب المديرة وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقبلها سبحانه.

وتذكري أن التي تعيب على الناس مليئة بالعيوب، فتوكلي على الله، واعلمي أنه سبحانه يدافع عن المؤمنين ويؤيد الصادقين، وتأكدي أن طريق الظلم مظلم، فلا تنزلي لمستوى من ساءت أخلاقها، ولست أول من تواجه المكايد والحسد وقد أحسن من قال:

ولولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما عرف الناس طيب عرق العود

فلا تهتمي بتصرفاتها واحرصي على التميز في عملك.

أما بالنسبة للمشكلة الثانية: فأمرها هين لا تحملي نفسك فوق طاقتك، واعلمي أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن لأنهم مختلفين في كل شيء، ومع ذلك فالمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وأولى الناس بالاحتمال هم أهل الزوج إكراما للزوج، وعلى الزوج أن يحترم أهل الزوجة ويقبلهم كما هم.

وإذا عرف الإنسان طباع من حوله سهل عليه التعامل معهم، والمداراة مطلوبة ولكن المداهنة هي المرفوضة، والإنسان لا يستطيع أن يغير الناس ولكن علينا أن نكون واقعيين، وندرك أن أصابع اليد الواحدة مختلفة.

ولا يخفي عليك أن تغيير العادات صعب ويحتاج لوقت طويل جدا، فابحثي عن إيجابياتهم، وتذكري أنه لا يوجد إنسان خال من العيوب.

ورغم تقديرنا لمعاناتك إلا أننا ندعوك لعدم إظهار معاناتك حفاظا على مشاعر زوجك، ولا مانع من تقليل مدة الجلوس وتفادي النقاش والجدل بقدر المستطاع، والأمر كما قيل ( طنش تعش).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات