السؤال
أخي تعرض لنزول السكر عند ولادته، مما أثر على جزء من دماغه، فلا يمكنه الكتابة أو الحساب أو أي شيء يخص الدراسة، في حين أنه يتمكن من رفع أشياء ثقيلة، ويحفظ أماكن منازل أفراد عائلتي، ونلاحظ أن لديه قدرة على حفظ كل شيء، إلا ما يخص الدراسة، إضافة إلى كرهه لها، كما أنه لا يقول الحروف بطريقة جيدة، وهو الآن في العاشرة من عمره، فما هي كيفية علاجه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ درة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التأثيرات الدماغية لا شك أنه ينتج عنها تبعات سلبية، مثل الذي حدث لأخيك -شفاه الله- ونحن نعتبره بهذا الوضع من أصحاب الاحتياجات الخاصة، والإنسان قد تكون له مصادر قوة كثيرة جدا ومقدرات في بعض الأشياء، ولكن نجده أيضا ضعيفا جدا في مقدرات أخرى، وهذا ينطبق على أخيك بكل وضوح حسب ما ورد في رسالتك.
هذا الابن -حفظه الله- يحتاج إلى تأهيل نفسي واجتماعي ووظائفي، وأعني بذلك أن يدرب، إذا كان هنالك مكان مختص بالتأهيل لمثل هذه الحالات هذا هو الأفضل، اذهبوا به واعرضوه على المختص، وسوف يعطى برامج لتطوير مهاراته على النطق وعلى التواصل الاجتماعي.
بالنسبة للدراسة والاستيعاب الأكاديمي، لا شك أن هذا أيضا يعتمد على مستوى ذكائه ومقدراته المعرفية، وهذه توجه التوجيه الصحيح أيضا من خلال المختص، أي أن مقدراته سوف تقيم وعلى ضوئها توضع له البرامج التي تناسبه هل يستطيع أن ينخرط في سلك التعليم العام أم يدخل في برامج الدمج الأكاديمي -إذا كانت موجودة في تونس- أو من الأفضل له أن يكون في مدرسة تختص بتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا هو الأفضل والأحسن لهذا الابن.
أما من ناحيتكم كأسرة فحاولوا تشجيعه، حاولوا أن تطورا مهاراته، وذلك بأن يعلم كيفية إخراج الحروف وكيفية نطقها، هذا بالطبع يستغرق وقتا طويلا، لكن بالتكرار وبالتحفيز وبالتشجيع -إن شاء الله تعالى- ستتحسن مداركه بدرجة جيدة جدا.
مثل هؤلاء الأطفال ربما تكون لهم فرص أكبر في التطوير المهني وليس التطوير الأكاديمي، بمعنى أن الواحد منهم إذا وجد التدريب والتعليم الكافي قد يستطيع أن يجيد مهنة من المهن، كالنجارة والحدادة، وغيرها، فإذا كانت هنالك معاهد مختصة في هذا الشيء أيضا يمكن أن تتاح فرصة لهذا الابن، لكن بالطبع هذه المعاهد تتطلب سنا معينة ومقدرات معينة، أتمنى من الله تعالى أن يكون أخوك من المستوفين للشروط للقبول في هذه الأماكن التدريبية والتأهيلية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.