الإنترنت دمر حياتي...فكيف أتخلص من شره؟

0 414

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في مقتبل العمر، مشكلتي تكمن في إدماني على الإنترنت، حيث أجلس على شاشة الكمبيوتر أكثر من 24 ساعة، وهذا سبب لي بعض المشاكل الاجتماعية وسبب لي بعض المشاكل التعليمية، حيث أصبحت مهملا في دراستي والمذاكرة، كذلك أنا مدمن على متابعة الأفلام الإباحية أعزكم الله.

خلاصة الأمر أنني عندما أجلس أمام شاشة الكمبيوتر وأبدأ أتجول في عالم الإنترنت، فإنني لا أستطيع السيطرة على نفسي ولا حتى التحكم في وقتي أو ضبط نفسي، فقد أعطيت نفسي كامل الحرية المطلقة في هذا العالم الافتراضي.

والمشكلة أن 90% من تعاملاتي على الإنترنت هي للتسلية والترفيه أو الدخول إلى المواقع المحرمة فقط.

حاولت أكثر من مرة أن أغير من نفسي لكن بلاد جدوى، حاولت أن أضع لي وقتا محددا أجلس فيه على الإنترنت إلا أن المشكلة بالنسبة لي هي أكبر بكثير مما تصورت.

وما دفعني إلى مراسلتكم موقف حصل لي، حيث اتصل بي أحد الزملاء المقربين جدا مني وهو يعرف عن خصوصياتي وأسراري أكثر من غيره وكان يعتب علي لعدم زيارتي له وانقطاعي الدائم والمتواصل عن المجتمع الخارجي، فكان مما قال: الإنترنت سوف يدمر حياتك إذا استمررت على هذا الوضع.

وجدت كلماته بعد أن أغلق سماعة الهاتف مكانا في قلبي وكأنها صفعة تحذيرية على وجهي، يا دكتور ما هو الحل؟ هل أتخلص من الإنترنت وأكتفي بالأماكن العامة التي توفر هذه الخدمة أم ماذا؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحبا بك ابننا الحبيب في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدي قلبك وييسر لك أسباب الخير.

لا شك أيها الحبيب أن هذه الكلمات من صديقك كلمات صادقة، وهي سبب من الأسباب التي بعثها الله سبحانه وتعالى لتنبيهك من غفلتك هذه، فلا شك أن هذه العادة التي أنت مقيم عليها عادة قبيحة لما فيها من ارتكاب الآثام ومجاوزة حدود الله، ولما فيها من تضييع العمر، وظاهر جدا أثرها عليك في حياتك، فتضييعك وإهمالك لدروسك وانعزالك عن الناس وغير ذلك من الآثار التي ستنمو وتكبر في المستقبل، بحيث تفقدك فعلا مكانتك في المجتمع وتسقط من أعين الآخرين، كما أنها ستجلب لك أيضا أنواع التأخر والفشل، ولهذا فالحزم كل الحزم أيها الولد الحبيب أن تسارع وتبادر في محاولة التخلص من هذه العادة السيئة، وهناك أمور ينبغي أن تأخذ بها لتكون عونا لك بإذن الله تعالى في تحقيق ذلك:

أول هذه الأسباب: أن تتذكر أيها الحبيب مراقبة الله تعالى لك، وأنه سبحانه وتعالى يراك، وأنه لا تخفى عليك خافية، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} فمهما احتجبت عن عيون الناس فإن الله عز وجل يراك ومطلع عليك وستقف يوما ما بين يديه سبحانه وتعالى ويسألك عن أعمالك، فلا تجعل الله عز وجل أهون الناظرين إليك، فإنك تستحي أن يراك أحد الأطفال الصغار وأنت على هذه الهيئة تنظر إلى المناظر المحرمة وتخجل أشد الخجل لو رآك شخص كبير، فكيف إذا كان الكبير المتعال سبحانه وتعالى هو الذي يراك وأنت تقلب عينيك في تلك المناظر القبيحة وتتجاوز حدود الله سبحانه وتعالى الذي حدها لك.

فتذكرك بمراقبة الله تعالى لك يدعوك إلى إحسان عملك وتجنب السيئة.

الأمر الثاني أيها الحبيب: أن تتذكر أن هذه المعاصي والسيئات من ورائها عقاب والخوف من عقاب الآخرة وتذكرك للنار وما فيها والحشر وأهواله والوقوف للعرض والحساب، كل ذلك يقلع من قلبك الشهوة والتعلق بها.

وثالث الأمور: ينبغي أن تتذكر أيها الحبيب بأن المعصية تذهب بلذتها ويبقى عقابها، فأنت الآن لا تتنعم بتلك اللذة التي كنت تقضيها بالأمس أو ما قبل الأمس، ولكن تلك اللحظات التي عصيت الله تعالى فيها سطرت في سجلك ومكتوبة لك وستقف يوما ما لتسأل عن هذه الأعمال، فالمعاصي والشهوات تذهب ويبقى عقابها، وإذا تذكرت هذا علمت أن العقل والحزم أن يسعى الإنسان للابتعاد عن تلك المواقف.

رابع الأمور: حاول أيها الحبيب أن لا تستعمل الإنترنت في حال الانفراد عن الناس، واجعل اتصالك به في محضر الآخرين سواء كان ذلك في البيت أو في غير البيت، فنصيحتنا لك أن لا تنفرد بهذا الجهاز، وأن تجاهد نفسك لأن يكون اتصالك به ودخولك على الإنترنت في حضور أهلك في البيت، فإن حضور الناس بجانبك سيحول بينك وبين الدخول لتصفح مثل هذه المواقع السيئة، وستقتصر فيه بإذن الله تعالى على ما ينفعك.

من الأمور المهمة التي تعينك أيها الحبيب: مخالطة أصدقاء الخير وأصحاب الفضائل والاعتناء بكثرة مجالسة طلبة العلم وحضور أنشطتهم النافعة في دين أو دنيا، فإن هذا النوع من الأنشطة يملأ لديك الفراغ ويعينك على تحقيق ما ينفعك في دينك ودنياك.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول كيفية التخلص من الإدمان على المواقع الإباحية: 3731 - 1978 - 26279268849 - 283567.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك إلى كل خير ويجنبك الشر وأسبابه.

مواد ذات صلة

الاستشارات