السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أعاني من ضعف الذاكرة وعدم التركيز، وأضع أشياء كثيرة في المنزل ولا أجدها، وأضيع الكثير من الوقت في البحث عنها، أرغب في أداء عمل ما، ولكنني لفترة طويلة أظل أفكر ما هو هذا العمل!
حدثت لي حادثة أزعجتني جدا، وهي أنني كنت أتناول وجبة سريعة برفقة زوجتي، وفجأة وجدت غطاء علبة المشروب مفتوحا، حملقت فيها وسألت زوجتي: من الذي فتح العلبة؟ أجابتني أنت! فأصبت بالذهول! لا أذكر أنني قمت بفتح العلبة أبدا، ما هذا الذي يحدث؟! هل تلبسني الجن فصرت لا أعلم ما أفعل؟! هل هو انفصام الشخصية أم ماذا؟!
أجيبوني رحمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فكونك استطعت كتابة سؤالك، متذكرا تفاصيل ما حدث معك أثناء تناول الطعام مع زوجتك، فهذا يطمئن بعض الشيء عن موضوع الذاكرة، فذاكرة الإنسان لها أنواع مختلفة، القصيرة الأمد، والمتوسطة، والبعيدة، وهناك الكثير من المشكلات والصعوبات النفسية، مما يظن الإنسان أن لها علاقة بالذاكرة وضعفها، ولكن حقيقة الأمر أنها لا تتعلق بالذاكرة تماما.
هناك مثلا حالات الاكتئاب، أو حتى التعب الجسدي، مما يضعف قدرة الإنسان على التركيز، ولأن تركيزه ليس كما يجب فإنه لا يذكر بعض التصرفات التي مرت به، ليس لأن عنده مشكلة في الذاكرة، وإنما وبسبب ضعف التركيز فهو لم يسجل الحدث أو السلوك الذي قام به، ولأنه لم يسجله فهو لن يستطيع تذكر ما لم يسجله أصلا.
أرجح أن ما حدث معك في موضوع غطاء علبة المشروب هو من هذا النوع، وهو منتشر عند الناس، بالرغم من أن ذاكرتهم جيدة ولا توجد عندهم مشكلة في هذا، وخاصة أنك ذكرت في أول سؤالك من ضعف الذاكرة وعدم التركيز.
اطمئن.. فقطعا ما حدث معك ليس تلبسا من الجن، وليس انفصام الشخصية التي تكثر فيها عند الناس أخطاء شائعة، حيث تكونت عندهم أفكار غير علمية من وحي الروايات والأفلام السينمائية، والفصام من كل هذا بعيد، وكلاهما له أعراض أخرى كثيرة لم يرد في سؤالك شيء منها.
إذا أحببت فهناك بعض التمارين التي تقوي ذاكرة الإنسان، وكذلك تعزز عنده القدرة على التركيز، وهذه التمارين متوفرة في الكتب الكثيرة الموجودة في المكتبات عن تقوية الذاكرة.
والله الموفق.