السؤال
السلام عليكم.
أطرح عليكم مشكلتي وأملي في الله أن تساعدوني بإيجاد علاج لحالتي التي بدأت منذ سبعة أشهر من هذا العام؛ حيث ابتدأت المشكلة شعرت بألم وضغط شديدين بالأذنين وكتمة، راجعت الأطباء وقالوا بسبب الالتهابات والاحتقانات، ولم يكن هناك أي التهاب بالأذن الوسطى، ورغم أخذي العلاجات مثل المضادات الحيوية وبخاخات الأنف لفتح قناة استاكيوس ومضغ اللبان، إلا أن حالتي تطورت أكثر إلى طنين يشبه صوت صرصور الليل بالأذن اليسرى خاصة، بالإضافة إلى ألم في منتصف الوجه الأيسر، وضغط على مؤخرة الرأس من الجهة اليسرى مثل الكدمة أو ضربة الرأس.
راجعت أخصائيا وجراح أذن وقام بعمل صورة مقطعية أظهرت مشكلة التهاب بالقرب من قناة استكويس، وكان المخ سليما، وأعطاني مضادات حيوية وطلب مني صورة رنين مغناطيسي للمخ والأذنين لتفسير هذه الحبة التي بالقرب من قناة استكويس، وعملت الصورة - الرنين - ولم تظهر هذا الحبة بصورة الرنين واختفت، بالإضافة أن الصورة والحمد لله سليمة من أي شيء حسب ذكر الدكتور، والمخ والأشياء الأخرى سليمة، وأن الالتهاب ذهب مع العلاج حسب قوله، وفسر حالتي بأنه تهيج عصبي بالعصب الخامس يسبب لي هذا الألم والطنين المستمر، وأعطاني علاجات مضادة للاكتئاب مثل lyca 75 ومضادات للقلق والتوتر، ومهدئات، وعلاج ديكورت وسينارزين وتيريل 200، وفيتامينات وعلاجات أخرى.
ورغم كل هذه والمشكلة مستقرة منذ سبعة أشهر ولم تتحسن، وأنا في ألم وقلق دائم، وطنين مستمر بالليل والنهار، وأحس الطنين والزنة بكل رأسي أيضا، وخاصة الجهة اليسرى، بالإضافة إلى آلام (الضاغط على الجانب الأعلى من مؤخرة الرأس والخدران بالوجه، وثقل بالعين اليسرى).
أرجو من حضراتكم توجيهي وتحليل ما هي مشكلتي هل مثل ما قال الدكتور أم هناك سبب آخر؟ وهل الألم الضاغط على الرأس هو شيء ضاغط على العصب مثل -لا قدر الله- ورم أو غيره وتنصحون بإعادة الرنين المغناطيسي الذي عملته قبل أربعة أشهر وكانت سليمة؟ وما هو العلاج والحل؟
أرجو الاهتمام بحالتي وإعطائي النصائح والعلاج، وأي تحاليل أو صور رنين يجب أن أعملها برأيكم؟ وهل هناك خطورة من وضعي لأني خائف من وجود أورام لا قدر الله؟
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا، وأرجو أن تتسع صدوركم لقراءة مشكلتي وأسئلتي وإعطائي إجابات كاملة. وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي مثل هذه الأعراض أتفق معك أنها مزعجة، والذي يسبب الإزعاج أكثر هو أن التفسيرات الطبية قد لا تكون مقنعة لصاحب العلة، وتجد أن قناعات الشخص الذي يشتكي الحالة تكون ضعيفة جدا، وأفكاره مشتتة حول الذي يحدث له، وكثير من الناس يفكر أن هذه الأعراض ربما تكون مردها إلى وجود أورام في المخ مثلا لا قدر الله.
أخي الفاضل هنالك مؤشرات تشخيصية قوية جدا أن حالتك هي حالة بسيطة، ربما يكون هنالك بالفعل التهاب في الأذن، وهذه الالتهابات الفيروسية منتشرة جدا، وحتى بعد أن تختفي يظل الجانب النفسي موجودا، والجانب النفسي يتأتى من القلق، والقلق يسبب انقباضات عضلية والانقباضات العضلية تسبب آلاما عضلية، وأكثر المناطق التي تتأثر هي عضلات الرأس وعضلات الصدر، وعضلات البطن، وعضلات أسفل الظهر؛ لذا نجد ارتباطا وثيقا جدا ما بين القلق النفسي وما بين الألم أو الخدر في هذه المناطق التي ذكرتها.
ما ذكره لك الطبيب أو لتهيج العصب الخامس هذه الرؤية من وجهة نظري رؤية جيدة جدا والاحتمالية كبيرة، وهذا الالتهاب غالبا يتلاشى تدريجيا مع مرور الوقت، ويعطى علاجات مسكنة وأعتقد أن الطبيب قام بإعطائك عقار lyca وهو من أفضل الأدوية في هذا المجال، ربما تكون محتاج إلى أن ترفع جرعة (lyca) إلى 150 مليجراما في اليوم لمدة شهر ثم بعد ذلك تخفضها مرة إلى 75 مليجرام في اليوم، واستمر عليها لمدة شهر إلى شهرين.
ومن جانبي أود أن أضيف دواء يعرف باسم الدوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد، هذا الدواء مفيد جدا لعلاج القلق خاصة القلق الذي ينتج عنه ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية وجرعة السلبرايد هي 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ترفع بعد ذلك الجرعة إلى 50 مليجرام إلى ثلاثة مرات في اليوم لمدة شهرين ثم تخفض إلى 50 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر ثم إلى 50 مليجراما، أي كبسولة واحدة لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أعتقد أن الــ lyca زائد الدوجماتيل سوف يكون هو العلاج الأفضل بالنسبة لك.
أما بالنسبة للقيام بفحوصات أخرى مثل الرنين المغناطيسي لا أعتقد أنه يوجد أي داعي لذلك، لأنك الحمد لله قد تأكدت من خلال الصورة الأولى وليس هنالك مؤشرات تدل على وجود ورم أي شيء من هذا القبيل.
فيا أخي الكريم أرجو أن تطمئن وتعتبر هذا الموضوع نتاج من التهاب فيروسي والالتهاب قد يكون أصاب الأذن الداخلية، وكذلك العصب الخامس، وبعد أن تلاشى الالتهاب كانت تبعاته هي هذه الأعراض وتحولت الحالة إلى حالة نفسوجسدية.
أخي الكريم: ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، سوف تكون إضافة علاجية مهمة جدا، عليك أن تنام على وسادة خفيفة، وهنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تتدرب عليها، وللتدرب على هذه التمارين يجب عليك تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية عمل هذه التمارين.
أخي الكريم .. أرجو أن توظف وقتك بصورة جيدة، لا تترك فراغات زمنية لتملأ بهواجس نفسية سلبية مثل المخاوف واستغلال الوقت بصورة جيدة دائما، أثره الجانبي إيجابي جدا، الطنين سوف يختفي تماما بإذن الله تعالى باستعمال الدوجماتيل الذي ذكرته لك، حاول أن تتجنب تناول الأسبرين، لأن الأسبرين قد يزيد من هذه الوشوشة أو الطنين في الأذن.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرجو أن تفيدني بعد شهر من الآن بدرجة التحسن التي وصلت إليه، وأنا أملي كبير في الله تعالى أنك شاء الله تعالى سوف تشفى تماما.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.