زوجتي تكثر من سبي ولعني وشتمي وشتم أمي، فكيف أتعامل معها؟

0 528

السؤال

متزوج منذ سنتين، ولي بنت عمرها سنة، سؤالي هو: كيف أتعامل مع زوجتي حيث إنها تكثر من سبي وشتمي وشتم أمي، وتكثر كذلك اللعن، أنا والله أحاول نصحها وأبين لها حرمة مثل هذا العمل وما يترتب عليه من عقوبات عاجلة وآجلة، حيث أني حافظ للقرآن وملتزم - ولله الحمد -.

أفيدوني.. هل تهاوني في الدفاع عن أمي عندما تشتمني زوجتي وتسبني بها يعتبر عقوقا؟ حيث أني أشعر بذلك، الرجاء التوضيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يهدي زوجتك سواء السبيل، وأن يجنبها هذه الأخلاق السيئة، ولا شك أن ما تفعله إساءة، فإن سب المسلم عموما إساءة فكيف هذا المسلم من أقرب الناس إليها وهو الزوج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق)، وزوجتك أيها الحبيب إذا وصلتها الموعظة بأسلوب حسن والرفق اللين الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) إذا وصلتها الموعظة بهذه الطريقة فإنها حرية - بإذن الله تعالى - أن ترجع وتتوب، ولذلك نصيحتنا لك أن لا تمل في نصحها بأسلوب هين لين، وحاول أن تسمعها بعض المواعظ التي تتكلم عن آفات اللسان، وما يجنيه الإنسان من عقوبات بسبب لسانه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) فحاول أن تسمعها بعض المواعظ التي فيها الترهيب من مساوئ الكلام سواء كان السب أو الغيبة أو النميمة أو غير ذلك، وهذه المواد مسجلة، وهي كثيرة على موقعنا وعلى غيرها من المواقع - ولله الحمد - فحاول أن تترفق بزوجتك وتذكرها بعواقب هذه الأعمال، فإذا تذكرت العقاب فإن تذكر العقاب من أعظم الروادع التي تردع الإنسان عن الذنب.

أما سكوتك أنت عن سبها لأمك فإنه ليس من العقوق، فلا تستجب لمحاولة إثارة الشيطان لك بالرد عليها أو الخروج بالأمر عن حد الكلام إلى ما وراء ذلك، فحاول أن تتسلح بالصبر، وأن تحاول إصلاح هذه الزوجة باللين، ولك في ذلك - إن شاء الله - عظيم الأجر، فإن صلاح هذه المسلمة على يديك وتجنيبها الزلل في القول من الأعمال الصالحة التي ينبغي لك أن تتقرب بها إلى الله عز وجل، وهي لا تضرك بسبها في الحقيقة وإنما تضر نفسها، ولا تضر أمك بالسب أيضا، فإن ذلك يجر إليها حسنات، فإنه لن يدخل الجنة حتى يستوفي حقوقه ممن ظلمه، وهذه الزوجة لن تغادر عرصات القيامة إلا بعد أن تؤدي الحقوق التي عليها، ومن ثم فينبغي أن تذكر بأن حسناتها ستذهب إلى هذه الأم التي تسبها، فلا تقلق كثيرا أنت لهذه الكلمات التي تصدر من الزوجة، وابذل وسعك وجهدك في محاولة إصلاحها وتهذيب لسانها، وأنت مأجور على كل جهد تبذله في هذا الطريق.

ومما جعله الشرع دواء وعلاجا لمثل هذه الزوجة ما أخبر به الله عز وجل في تأديب المرأة الناشز، فإذا ترفعت المرأة على زوجها وسبته وآذته فإنها ناشز، والناشز توعظ، وهذا ما قلناه في أول الكلام أنها لا بد لها من مواعظ ترقق قلبها وتخوفها من عقاب هذه الذنوب، وإن لم يفعل فيها الوعظ، فينتقل الزوج للمرحلة الثانية وهي الهجر في الفراش، فيحاول أن يهجرها، والهجر أشد إيلاما لها من عقوبة أخرى، وإذا لم يجدي فيها ذلك فله - أي يجوز له لا يستحب ولا يجب، لكنه يجوز - أن يضربها ضرب تأديب، ليس ضرب انتقام، إذا كان هذا الضرب يرجى منه إصلاحها، أما إذا كان لا يرجى إصلاحها بالضرب فإنه لا يجوز.

فهذه المراحل شرعها الله عز وجل علاجا للمرأة الناشز، لكن ظننا أيها الحبيب أن بالخطوتين الأوليين وهي الوعظ إذا كان على الوجه الأمثل وكذلك الهجر، ظننا أن هذه الأساليب ستؤدي ثمارها - بإذن الله تعالى -.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك وأن يصلح لك زوجك، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات