السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف أستطيع أن أقنع زوجتي بالزواج من ثانية؟ حيث إنها تهددني بالخروج من البيت، وأنا نفسي تتوق توقانا شديدا للزواج، حيث أن الدين الحنيف أحله.
أفيدونا حتى يتضح لنا الصواب، هل العادات أولى أو أن شرع الله أحق أن يتبع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يعف فرجك، وأن يصلح لك دينك ودنياك.
لا شك أيها الحبيب أن تعدد الزوجات مما أباحه الله سبحانه وتعالى، لكن شرط لذلك سبحانه وتعالى القدرة على القيام بحقوق الزوجات، والأمن من الوقوع في الظلم، فإذا آنس الإنسان من نفسه العدل والقدرة على أن يقوم بحقوق الزوجات، فقد أباح الله له أن يعدد زوجاته إلى أربع، وقد يكون هذا الزواج مطلوبا من الإنسان إما وجوبا وإما استحبابا بحسب حاجته، فإذا كان الرجل يخشى على نفسه الوقوع في الحرام وأن الزوجة الواحدة لا تعفه فإنه يتعين عليه ويجب عليه أن يتزوج بأخرى ما دام قادرا على ذلك.
أما إذا لم يكن الأمر كذلك بأن خاف على نفسه الظلم وعدم العدل بين الزوجات، أو آنس من نفسه عدم القدرة على القيام بحقوقهن، فإنه ينبغي له أن لا يتزوج بأخرى، وطبيعة النفس البشرية أيها الحبيب أنها لا تكتفي بما عندها، فإذا تزوج الرجل بواحدة أراد أخرى، وإذا تزوج بالثانية أراد ثالثة، وهكذا، وأنت طبيب نفسك، فإذا كنت ترى من نفسك القدرة التي ذكرناها فقد أباح الله عز وجل لك أن تتزوج، وحاول أن تتلطف بزوجتك بقدر الاستطاعة، ولا تطمع أبدا بأن الزوجة ترضى كل الرضا بأن تتزوج عليها، فهذه طبيعة النفس البشرية، وغيرة المرأة من ضرتها أمر معهود معلوم.
حتى في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقد وجد بين نسائه من الغيرة ما وجد، فلا تطمع أبدا بأن ترضى الزوجة بذلك، لكن حاول فقط أن تهدئ من روعها وتخفف من وطأة الأمر على نفسها، وذلك بأن تحاول إهداءها ما تحبه، وأن تعدها بأن هذا لن ينقص حبها في قلبك، ولن يذهب بمكانتها منه، ونحو ذلك من الكلام الطيب المعسول الذي تطمئن به الزوجة، وأنها الحبيب الأول وأم الأبناء، ونحو ذلك من الكلام الذي يطمئنها ويغرس في نفسها الثقة بأنها لن تخسر شيئا كثيرا.
إذا فعلت ذلك بإذن الله تعالى ورأت منك الزوجة العدل في القيام بينها وبين ضرتها، واتقيت الله تعالى فإن الله عز وجل سيجعل لك محبة في قلب زوجتك، لكن لا تطمع أبدا في زوال الغيرة، ولا تطمع أبدا في رضا الزوجة الأولى بالزواج من أخرى رضا تاما، لكن قس نفسك أنت وزن نفسك بهذا الميزان الدقيق، فإذا رأيت أن المصلحة لك في الزواج فبادر إلى ذلك، مع اتباع الخطوات التي ذكرناها مع الزوجة.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.