السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
موقع إسلام ويب المتميز: لكم جزيل الشكر, وثقل الله ميزان حسناتكم, أما بعد:
أنا شاب بعمر (21) سنة, أكملت دراستي الجامعية - والحمد لله - كنت أعاني قبل سنتين من القلق والرهاب بصورة لا يتخيلها أحد, كنت أقلق من أي شيء, وأخاف بصورة غير طبيعية, ذهبت للطبيب النفسي, فأعطاني دواء (سيبرالكس) هذا الدواء ممتاز للغاية, والشفاء من عند الله, ومنذ سنة ذهب القلق والخوف بلا رجعة, وأصبحت إنسانا آخر - والحمد لله -.
المشكلة الآن أني أعاني من أرق رهيب, منذ مدة كان يأتي على فترات متقطعة, مثلا يأتي لمدة أسبوع ولا يعود إلا بعد شهر, وهكذا .. علما بأنني في السابق كنت أنام بصورة جيدة, الآن أصبح الأرق يقلقني جدا, وليست لدي أي مشاكل, وأداوم على الأذكار يوميا - والحمد لله - وأعلم أن الأرق يأتي بسبب القلق, لكن - سيدي الطبيب - ليس لدي قلق, كل ما في الأمر أني أحاول أن أنام فلا أستطيع, إنه صراع مع النوم, أخاف أن يؤثر القلق على مستقبلي, علما أني أكبر الأسرة.
آسف للإطالة, وثقتي بالله كبيرة جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، أشكرك أخي على كلماتك الطيبة في حق إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.
أنا سعيد أنك تناولت السبرالكس, وقد أفادك كثيرا, وهذا الدواء - بفضل الله تعالى - مشهود له بالفعالية التامة، وبالنسبة لموضوع الأرق: إذا كنت تتناول السبرالكس في فترة المساء فربما يكون هو أحد الأسباب، في مثل هذه الحالة نقول: يجب أن تجرب تناول الدواء في فترة النهار, وتتجنب تناوله ليلا, وبما أنك ذكرت أنك لا تعاني من قلق, أو أي نوع من التوترات, فأعتقد أن الحل لمشكلتك هذه يكون من خلال تحسين الصحة النومية، وذلك باتباع سلوكيات معينة تتمثل بالتالي:
أولا : تجنب النوم النهاري، وأنا أعرف أن أهل السودان - وأنا من السودان - كثيرا ما ينامون أثناء النهار، القيلولة الشرعية لا مانع منها مطلقا, بحيث لا تتعدى (45) دقيقة.
ثانيا: عليك بممارسة الرياضة، فهي تعتبر أمرا سلوكيا أصليا في تحسين النوم.
ثالثا: تجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء.
رابعا: عليك أن تثبت وقت النوم.
خامسا: كن في حالة استرخائية تامة, من ساعة إلى ساعتين قبل النوم, وكذلك تناول العشاء مبكرا، ولا مانع من أن تقرأ بعض المواضيع التي لا تكون شيقة قبل النوم، هذا يساعد كثيرا, وأنت - الحمد لله تعالى - محافظ على أذكار النوم, وهذا شيء طيب.
أخي الكريم: أنت ذكرت أنك في صراع مع النوم, هذا نوع من التوجه, ونوع من القلق, ويعرف أن النوم حين تبحث عنه لا يأتي, دع النوم يبحث عنك, وذلك من خلال تعزيز مفهوم أن النوم هو أمر غريزي وطبيعي وبيولوجي، وقل لنفسك لماذا أقلق حول النوم؟ فهو سوف يأتي - إن شاء الله تعالى - ارجع إلى كتاب الإمام النووي ( الأذكار) فهناك أذكار طيبة حول معالجة الأرق الذي يأتي للإنسان ليلا.
أيها الأخ الكريم:إذا استمر معك اضطراب النوم هذا؛ فلا تتناول الأدوية التي تساعد على النوم مثل: الاكتفان, أو الفاليوم, أو الزاناكس، وأعرف أنها متداولة كثيرا في السودان، هذه الأدوية تساعد على النوم؛ لكنها لا تخلو من مضار كثيرة, وعلى رأس هذه المضار يأتي الإدمان.
هنالك دواء بديل يعرف باسم تربتزول, واسمه العلمي هو امترتلين (Amtriptyline), وهو دواء بسيط جدا, وهو في الأصل مضاد للاكتئاب, واستعماله بجرعات صغيرة يساعد كثيرا على النوم، فإذا كان لابد من إضافة دواء فليس لدي مانع أبدا من أن تستعمل التربتزول بجرعة (25) مليجرام ليلا, تناوله قبل النوم بساعتين, وسوف يحسن نومك, وهو لا يتعارض مع السبرالكس, فقط ربما تشعر بآثار جانبية, مثل: الشعور بالجفاف في الفم، أو ثقل في العينين, أو ربما إمساك في الأيام الأولى, لكن بعد ذلك سوف تجد أن هذه الأعراض قد اختفت، وأنت تحتاج لتناوله لمدة أسبوعين فقط, وبعد ذلك يمكن أن تتناوله عند اللزوم.
لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الأرق وقلة النوم سلوكيا (268557 - 277975).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.