السؤال
الدكتور الفاضل: محمد عبد العليم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن تكون بوافر الصحة والعافية.
مشكلتي هي: أعاني من وسواس قهري شديد, تأتيني وساوس بإيذاء الآخرين, فأشعر معها بحالة من الخوف والهلع, ولكني دائما أقوم بعكس هذه الوساوس, ولا أتبعها مطلقا, وأشعر أيضا –دائما- بكتمة بالصدر, ومزاج سيء جدا, وقد راجعت طبيبا مختصا فوصف لي (سيبراليكس) 30 mg, (لاميكتال) 75 mg, (لاريكا) 150 mg.
وأنا مستمر على هذا العلاج منذ شهر تقريبا, ولكن لم أشعر بفائدة حقيقية.
فأرجو نصيحتكم, ولكم الشكر الجزيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أرجو أن لا تنزعج كثيرا ما دمت تحت ملاحظة ومتابعة الطبيب النفسي، أنت ذكرت أنك تعاني من وسواس قهري شديد، وتأتيك هذه الوساوس أيضا بإيذاء الآخرين، أنا أود أن أؤكد لك أنه وبفضل من الله تعالى أن أصحاب الوساوس من هذا النوع – أي النوع الذي يدعو إلى العنف، وإيذاء الآخرين – لا يتبعه صاحبه أبدا، بل يقوم بعكس ذلك تماما، وها أنت تتبع نفس المنهج، فأرجو أن تطمئن من هذه الناحية.
الكتمة في الصدر هي جزء من الوساوس القهرية، لأن الوساوس في الأصل هي قلق، ومن أكبر سمات القلق الكتمة في الصدر.
سوء المزاج وعسره ينتج أيضا من الاكتئاب الثانوي الذي غالبا يكون مصاحبا للوساوس القهرية.
أنا نصحتك في البداية بالمتابعة مع الطبيب، لأني ألاحظ أنك قد أعطيت أدوية مثبتة للمزاج وهي (لامكتال), و(لاريكا) وهذه الأدوية تثبت المزاج أكثر مما تعالج الوساوس القهرية, أما السبرالكس وبهذه الجرعة (ثلاثين مليجراما) فهو دواء متميز جدا لعلاج الوساوس القهرية، وكذلك لعلاج القلق والتوترات.
وربما يكون للطبيب وجهة نظر أخرى، بمعنى أنه استعمل مثبتات المزاج إما كداعمة للسبرالكس, أو أنه رأى أنك تعاني من درجة ما من تقلب المزاج تستحق هذا النوع من العلاج.
فأرجو أن لا تنزعج، وعليك بالصبر، وإن شاء الله سوف تستفيد من العلاج تماما، فقط راجع الطبيب، وبلغه ذلك فربما يقوم بإجراء بعض التعديلات.
أما من ناحيتي فقد لا يكون أمرا حكيما وجيدا أن أقترح أي نوع من الأدوية؛ لأن الطبيب الذي فحصك وقام بمعاينتك ومناظرتك لا شك أنه مدرك وفي وضع أفضل مني ليشخص حالتك بكل دقة.
ربما يكون بجانب الوساوس القهرية لديك اضطراب مزاجي أو شيء من هذا القبيل، ولذا هو رأى هذه التشكيلة من الأدوية، والتي هي أدوية سليمة، لكن ربما تكون محتاجا للمراجعة، وهنالك أدوية أخرى كبدائل إذا لم تفدك هذه الأدوية, هذا من جانب.
من جانب آخر: لا بد أن تكون لك الدافعية والرغبة الأكيدة في التحسن، هذا نسميه بإرادة التحسن، وهي مهمة جدا, الإنسان دائما يكون في جانب التفاؤل، دائما يفكر إيجابيا، يستثمر وقته بصورة جيدة وصحيحة، وهذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرا في التخلص من هذه الحالة التي أنت تعاني منها.
مبدأ محاربة الوسواس بتجاهلها والقيام بما هو ضدها هو مبدأ سليم جدا، والحمد لله تعالى أنت على وعي تام بذلك، ونضيف إلى ذلك أنه: يستحسن أن لا يناقش الإنسان وساوسه, ولا يحاول أن يخضعها للمنطق – هذا مهم جدا – كما أنه توجد تمارين ومهارات لصرف الانتباه عن التفكير الوسواسي، وهذه يمكن أن يقوم الطبيب بتوجيهك إليها، كما أن التدرب على تمارين الاسترخاء يعتبر أمرا مفيدا خاصة في علاج الكتمة في الصدر، وهذه أيضا من خلال مقابلتك للطبيب وسيقوم بتدريبك على ذلك.
نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.