زوجي طيب وذو خلق ودين لكنه بخيل في مشاعره وهداياه!

0 497

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي طيب ذو خلق ودين، لكن فيه سلبيات منها أنه بخيل ليس ماليا لكنه بخيل معي بمشاعره وهداياه، شخصيته هادئ الطبع، ودود، كثير السرحان، حينما أتحدث معه يقول (ما سمعتك! زين ما رأيت) أغضب بسرعة، أناقشه بحرقة، يتكلم معي بهدوء، يحبني، معجب بشخصيتي على حد قوله، يعتمد علي كثيرا.

حتى في الفراش يرغب مني أن أكون أنا المبادرة، وأنا تعبانة بسبب وفاة والدي وظروف عملي التي جعلتني صعبة المزاج قليلا، أرغب أن يحتويني، لا ألتفت إليه إلا إذا غضبت عليه وبينت له حتى يهدئني، وهو يبكي أحيانا ويقول أنا مقصر معك، والناس حوالي يقولون أنا غير كريم معك! وبخيل عليك. يمكن نظرتهم هذه زادت من غضبي منه.

أريد منه اهتماما بي، أريد أن أخبره أنه بخيل من ناحية الهدايا، قد أخبرته مسبقا لكن لا حياة لمن تنادي، عزمت أنني لن أهديه لأني دائما كنت أتذكره وأشتري له إذا رحت السوق، وأقارنه مع إخوتي فأنقهر؛ فهم كرماء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يبارك لك في زوجك، وأن يصلح ما بينك وبينه، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فإني أرى أن زوجك قد من الله تبارك وتعالى عليه بشهاداتك بصفات طيبة جدا ورائعة، فهو رجل صاحب دين وصاحب خلق، ورجل لطيف ومتواضع، ورجل مؤدب ومهذب، ولكن مشكلته أعتقد أنها مشكلة في التربية، فهذه الأشياء السلبية التي ركزت عليها إنما هي ظروف تربوية، وأعتقد أنه يحتاج إلى نوع من المعالجة حتى يتخلص منها، لأنك بارك الله فيك تركت هذه الجوانب الجميلة جدا والرائعة وركزت على هذه النقاط البسيطة، وهذا حقيقة ليس من الإنصاف أو العدل أختي الكريمة (أم البنات).

إن أعظم ما يتمتع به الرجل إنما حسن الخلق والدين، ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فالدين والخلق قد أكرمك الله تبارك وتعالى في زوجك، وهذه من فضل الله تعالى ونعمته، فالمرأة التي تكرم برجل صاحب دين وخلق تعتبر امرأة محظوظة، لأن هذه أهم الصفات التي تحتاجها المرأة في شريك حياتها.

أما عن هذه السلبيات التي ذكرتها فهي مسائل تحتاج إلى علاج، وأعتقد أنك قادرة على ذلك بإذن الله تعالى، لأنها ليست مستحيلة، وأنا واثق أن زوجك يشعر بنوع من الألم أكثر مما تشعرين أنت به، لكن ليست لديه القدرة على تغيير هذا الواقع، وأعتقد أنك الوحيدة القادرة على أن تساعديه على ذلك، وأعظم وسيلة من وسائل المساعدة إنما هي الصراحة، أن نتكلم مع بعض بوضوح ما دمنا نتكلم مع بعض بأدب واحترام، فأعتقد أن أقصر طريق للوصول إلى حل المشكلة إنما هي الصراحة والحوار.

ما المانع بارك الله فيك أن تذهبوا إلى مكان هادئ بعيدا عن البيت والأسرة، وتبدئي في الثناء عليه أولا فتقولين: (لقد من الله تبارك وتعالى علي بك، وأنت فيك من الصفات، فيك وفيك وفيك)، وقولي له الكلمات الطيبة والصفات الجميلة التي فيه، ولا تتكلمي عن السلبيات؟

ثم قولي له: (أنا أريدك أن تتكلم عني أيضا فهلا تذكر لي ما في من أشياء إيجابية) وهو سوف يتكلم، ثم تقولين: (دعنا الآن نتكلم عن السلبيات، فإن هناك شيئا يزعجني وهو النقطة الأولى والنقطة الثانية، ما رأيك أن نحاول أن نعالج هذه المسائل بهدوء؟) وابدئي بنقطة واحدة، ومن خلالها سوف تنتقلين إلى النقطة الثانية بإذن الله تعالى؛ لأني أرى أن المسائل التي أشرت إليها -الحمد لله- ليست حقيقة كبيرة وليست ضخمة، ولكنها تحتاج فقط إلى نوع من العلاج الهادئ ومراعاة الظروف، لأن هذه الصفات اكتسبها زوجك من البيئة منذ أن كان صغيرا، وقطعا هو يريد أن يجاريك فيما أنت فيه، ولكن ليست لديه القدرة، لعله يستحي، لعله لا يعرف الطريقة، فأنت بيني له ذلك بارك الله فيك، وأنت الوحيدة المستفيدة من هذا التغيير.

حاولي أن لا تتكلمي عن سلبيات زوجك أمام أحد، لأن هذا الكلام أيضا يسبب لك نوعا من الحرج، وإنما ضعي يدك في يد زوجك، واستعيني بالله تعالى، وساعديه على أن يتغير حاله وأن يتغير موقفه وأن يكون في وضع أحسن بإذن الله تعالى.

أقول لك أختي الكريمة (أم البنات) من واقع التجربة: هذه نقاط بسيطة جدا للغاية، وعلاجها بإذن الله تعالى سهل. أنت تقولين (لا حياة لمن تنادي) أقول نعم، لعل الطريقة لم تكن موفقة أو مناسبة، نحتاج أولا إلى فتح قلب هذا الرجل، ثم بعد ذلك نخرج ما لديه من الأفكار السلبية، ثم نضع له الأفكار الإيجابية، ونعينه على أن يتدرب عليها، ونعينه على أن تصبح صفة ومهارة له؛ لأنك كما ذكرت الوحيدة المستفيدة من تغييره الإيجابي.

بارك الله فيك أختي الكريمة الفاضلة، فالأمر ليس مستحيلا، ولكن فيه بعض الصعوبة التي تقتضي منك الصبر الجميل وطول النفس، مع الدعاء والابتهال إلى الله تعالى أن يصلح الله لك زوجك، وأن يعينه على التخلص من تلك الأمور السلبية التي تعكر صفو الحياة الطيبة الجميلة الرائعة.

أنت الوحيدة القادرة، ولكن كما ذكرت لك بعدم جرح المشاعر؛ لأن الرجل لو أهينت كبرياؤه أو أهينت كرامته قد يتحول إلى أسد جسور أو ثور هائج لا يقبل أبدا أي شيء حتى وإن كان حقا، وإنما بيني له بارك الله فيك ما أنت فيه حاجة إليه بعد أن تثني عليه بأنه زوج رائع وزوج ممتاز وجميل وأن الناس يحسدونك عليك، ولكن هناك بعض النقاط التي تتمنين أن تكمل بها هذه الصورة الجميلة، وهي نك تشعرين بعدم الاحتواء، وأن عنده جفاف أو عنده بخل في عواطفه ومشاعره رغم أنه لطيف ورغم أنه حنون وطيب، وأنك تحتاجين منه كذا وكذا وكذا وكذا.

بيني له، ثم تكلمي عن موضوع الهدايا وقولي له (الهدايا شيء حقيقة يفتح قلبي لك، وأنت لماذا تحرمني من هذه النعمة؟! هدية بسيطة ولو وردة بمبلغ زهيد، هذه ستكون عندي أجمل من أي هدية تأتيني، لأنك أعظم شخص في حياتي وأعظم إنسان لي في العالم).

هذا الكلام إن شاء الله تعالى أنا واثق من أنه سوف يغير من سلوك زوجك، وسوف يتحسن، وكلما تقدم خطوة إيجابية حاولي أن تثني عليه وأن تشجعيه حتى يتبع الخطوة بخطوة، وبذلك تكتمل مسيرة الحياة الزوجية الجميلة الرائعة.

أسأل الله تعالى أن يوفقك لمساعدة زوجك لكي يكون على الصورة التي ينبغي أن يكون عليها، كما أسأله تعالى أن يرزقك الصبر وأن يمدك بمدد من لدنه سبحانه، وأن يرزقك الحلم والأناة، وأن يجعلك وزوجك من سعداء الدنيا والآخرة.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات