أخي مريض نفسيا، ويرفض الذهاب للطبيب النفسي، فكيف نقنعه؟

1 378

السؤال

السلام عليكم.

أرسلت استشارة رقم: (2123384) ولقد قمتم بالرد عليها مشكورين، وأريد أن أضيف معلومات تذكرتها قد تفيد في الاستشارة أو تغيرها، حيث أن أخي الأكبر قد تذكر أنه حين خرج أخي عليهم غاضبا وطردهم كان حسن الهيئة، ومكانه نظيف، ثم حين خرجوا كتب لهم رسالة مطولة بجواله، ولكن ذلك كان باللغة الإنجليزية، واعتذر منهم، وقال اتركوني في حالي، فقط هذا ما أريده.

وكان العام السابق على وشك أن يحج، ولكن دوره في استلام مسكن حكومي ثم تغيب تغيبا مستمرا فجأة عن دوامه بعد غيابات متقطعة، وقد سأل إخوتي جيرانه وكلهم أثبتوا أنه جار رائع مهذب، ولكنهم لاحظوا غيابه عن مجتمعهم، ولم يعد يخرج كثيرا، ولنا أخ أصغر عمره (25) سنة أصيب بحالة اكتئاب وتعالج، وعندما علم بأننا قد نستخدم الشرطة، والعلاج بالقوة لأخي المريض رفض ذلك بقوة، وقال: إن ذلك سيحطمه وأنا عانيت نفس الشيء، ولا أرى أن تستخدموا القوة.

المشكلة أن المريض في منطقة بعيدة جدا عنا، ولا يستجيب مؤخرا لأي اتصالات، وعلمنا أنه قال لأحد إخوتي أنه قد ذهب لعيادة نفسية، وصرفت له علاجات، وقرأ النشرة الخاصة بالعلاج، فقرر أن لا يستخدمها، لا أدري هل هذه المعلومات ستغير شيئا من الاستشارة السابقة أم لا، وأريد أن تعرض كلتا الاستشارتين على القسم الشرعي، أود معرفة رأي علماء الدين في وضع أخي، وجزيتم الجنة وبارك الله لكم في عملكم وحياتكم، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على هذه الإضافة الجيدة، ونحن حقيقة ندعو بالطبع للتواصل الإنساني في مثل هذه الحالات، ولا ندعو مباشرة لإحضار الشرطة إلا إذا كانت هنالك خطورة على حياة الإنسان أو أنه يشكل خطورة على الآخرين، لكن هذا الأخ يظهر أنه يمكن التواصل معه، وأعتقد أن أخاك الذي تواصل معه، وذكر له أنه قد ذهب لعيادة نفسية، وصرفت له علاجات، ولما قرأ النشرة الخاصة بالعلاج قرر أن لا يستخدمها، أعتقد أن هذا الأخ يمكن أن يكون وسيلة تواصلية جيدة، ويمكن لهذا الأخ أن يستغل هذا الموضوع، ويقول له ويتواصل معه بأي طريقة له، ويقول له (أنا سوف أحضر إليك ويمكن أن نذهب إلى طبيب آخر، ونتفقد أحوالك) وشيء من هذا القبيل.

أعتقد أن هذا سوف يكون عملا طيبا، - وإن شاء الله تعالى - سوف يثمر في نهاية الأمر أن يقتنع هذا الأخ بالعلاج، وأعتقد أنه من واجب الطبيب أن يشرح له، وليس كل ما يكتب في هذه النشرات دقيق وصحيح، حتى إذا قرأ الناس بما يكتب حول البنادول فلا أعتقد أن أحدا سوف يستعمله، لأن شركات الأدوية مكلفة قانونيا وأخلاقيا أن تذكر كل أثر جانبي يحدث من الأدوية، حتى وإن حدث لشخص واحد وسط مليون شخص.

أعتقد أن الأخ الذي تم التواصل معه يمكن أن يكون وسيلة لأن يقنع هذا الأخ بالذهاب إلى العلاج، وبالنسبة للرسالة التي أرسلها باللغة الإنجليزية: هي رسالة تواصلية ولا شك في ذلك، وهذا دليل قاطع أن الإنسان مهما بلغ به المرض نفسي أو حتى العقلي لا يصل إلى الدرجة التي يفقد فيها كل ملكاته العقلية والذهنية، فكثير من الناس لديهم ما يسمى بازدواجية التوجه، تجدهم ممتازين في أشياء كثيرة فيما يظهر، ولكن حقيقتهم أن الجانب المرضي أيضا يسيطر على تصرفاتهم وأفعالهم في كثير من الأحيان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات