السؤال
شكرا على الرد على استشارتي السابقة.
ضغطي أحيانا يكون مرتفعا عندما أغضب، وأحيانا يكون ضغطي جيدا، وعندما يرتفع يصل إلى 140 /100، وأنا أعاني من الصداع النصفي من صغري، ويزداد الصداع عندما يرتفع ضغطي، وآخذ دواء سيبازموميجران من 30 سنة، وهذا الدواء لا يجدي نفعا، فهل هناك دواء آخر أستخدمه لعلاج الصداع؟ وهل من علاج لارتفاع الضغط؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الصداع النصفي لا شك أنه شائع بين النساء، ويزداد إذا كانت هنالك جوانب عصبية أو انفعالية زائدة في شخصية الإنسان، والصداع بالطبع يمكن علاجه من خلال اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، وكذلك العلاجية.
أما بالنسبة للوقائية: فالإنسان يحاول أن يتجنب الانفعالات بقدر ما يستطيع؛ وذلك من خلال التعبير عن الذات، وأخذ قسطا كافيا من الراحة، والحرص على الرياضة خاصة رياضة المشي، وهي تفيد كثيرا في مثل عمرك، وتجنب بعض الأطعمة كالأجبان الحامضة، والشوكولاته، والقهوة المركزة، هذه تحمل مكونات تؤدي إلى إثارة الصداع النصفي، وممارسة تمارين الاسترخاء أيضا تساعد، وهذه التمارين يمكن أن يتدرب عليها الإنسان وحده، ويمكن أيضا الذهاب إلى أخصائية نفسية للتدرب عليها بصورة أفضل.
ولتطبيق هذه التمارين إن لم تستطيعي الذهاب إلى أخصائية نفسية: اجلسي في مكان هادئ في الغرفة، فكري في شيء جميل، أغمضي عينيك، ثم بعد ذلك قومي بأخذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، واحبسي الهواء قليلا في صدرك، ثم قومي بعملية الزفير وهي إخراج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون ببطء وقوة.
كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجدين إن شاء الله مفيدا لك جدا.
في مثل عمرك لا شك أن الاكتئاب النفسي يصيب كثير من النساء، وأرجو أن لا يكون هذا أمرا مزعجا بالنسبة لك، لكن الذي قصدت أن أقوله هو أن وجود الاكتئاب أيضا ربما يزيد من نوبات الصداع، لذا نحن في مثل هذه الحالات ننصح في بعض الأحيان بتناول أدوية مضادة للقلق والاكتئاب.
بالنسبة لضغط الدم: أعتقد أن التواصل مع الطبيب لمراقبة ضغط الدم هذا أمر مهم جدا، وكثيرا من الناس يتحدث عما يسمى بضغط الدم الانفعالي أو العصبي، هذا التشخيص أو التفسير لارتفاع ضغط الدم هنالك تحفظات كثيرة حوله، فكثير من الأطباء الجيدين المتميزين يعتقدون أن أي إنسان يرتفع لديه الضغط إن كان منفعلا أو عصبيا أو متوترا، هذا يعني أنه لديه القابلية الأكيدة لأن يكون لديه ارتفاع في ضغط الدم. فأرجو أن تتابعي مع الطبيب، وإذا قرر أن تتناولي دواء مضادا للضغط فليس هنالك ما يمنع أبدا.
بالنسبة للأدوية المضادة للصداع النصفي: عقار سيبازومجران هو من الأدوية القديمة التي تعالج الصداع النصفي، وهو دواء مشهود له بالفعالية، لكن ربما يؤدي إلى تعود بسيط، فأنا من وجهة نظري أن تراجعي طبيب الأعصاب أيضا، وتوضحي له هذا الأمر، وهنالك بدائل جيدة وممتازة جدا، وفي مثل حالتك قد تكون الحاجة فقط لتناول دواء واقي مثل الإندرال أو التوباماكس، هذه كلها حلول جيدة ومتوفرة، وبالطبع تناول دواء لمدة ثلاثين عاما لابد أن تتم بعض إعادة التقييم في مثل هذه الحالة، فأرجو أن تقومي بذلك.
أرجو أن تكوني دائما إيجابية في تفكيرك، عبري عن نفسك، هذا مهم جدا، فالكتمان يؤدي إلى الاحتقان النفسي، والاحتقان النفسي يؤدي إلى التوتر ويؤدي إلى العصبية.
أنا أرى أن تناول دواء بسيط مثل موتيفال – وهو متواجد في مصر بكثرة – سوف يحسن أيضا من مزاجك ودرجة الانفعالات والعصبية، جرعة الموتيفال المطلوبة هي حبة ليلا، يتم تناولها لمدة شهر، ثم اجعليها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في المساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هو دواء بسيط ورخيص الثمن وفعاليته جيدة وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.