السؤال
أنا سيدة أبلغ من العمر 31 عاما، منذ فترة قصيرة حوالي شهر وأنا أشعر بألم في مؤخرة الرأس، وأشعر بنبض قلبي كأنه يخرج من رأسي، وأحيانا أشعر بهبوط بسيط في سرعة ضربات القلب التي أتت مع ألم الرأس، هذا مع العلم أنني أتناول دواء اسمه كلوزابكس 25 للنوم، والدكتور هو الذي كتبه لي، منذ سنة وأنا أتناول هذا الدواء.
أنا خائفة جدا من هذا الألم الذي أشعر به في رأسي، خاصة أني أول مرة أشعر بألم في رأسي بهذا الشكل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فآلام الرأس من الناحية الطبية يجب أن ينظر إليها من محورين:
أولا: هل هذا الألم أو الصداع ناتج من مرض عضوي أم هو ناتج من حالة نفسية أم هنالك أسباب أخرى؟
آلام الرأس التي تكون أسبابها عضوية كثيرة جدا: هنالك الالتهابات العصبية، هنالك التهابات الأوعية الدموية، الالتهابات الدماغية، الأورام بجميع أنواعها، هذا كله قد يؤدي إلى ألم الرأس.
أما من الناحية النفسية: فأكثر الأسباب هي وجود القلق النفسي، والقلق قد يؤدي إلى توتر نفسي، وهذا التوتر النفسي ينتج عنه توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الرأس، وكذلك الصدر وعضلات البطن وأسفل الظهر.
ألم الرأس أيضا يكون مرتبطا – وهذا شائع جدا – بعلل بسيطة في الأسنان أو النظر أو الأذنين أو التهابات الجيوب الأنفية المزمنة أو وجود خشونة في فقرات الرقبة، هذا سبب شائع جدا للألم الذي يحدث في الرأس خاصة في مؤخرة الرأس.
الوصف الذي ورد في رسالتك حول طبيعة هذا الألم وشعورك بالنبض في منطقة الرأس، أعتقد أنه ناتج من قلق بسيط، والسبب الآخر – وهذا ربما يكون أوجه – هو أنه في الغالب حدث لك شد عضلي، وهذا الشد العضلي يتمركز في خلف الرقبة، ومن ثم يمتد ليشمل عضلة فروة الرأس الخلفية.
وأحد الأسباب الضرورية لهذا الصداع هو النوم الخطأ، فبعض الناس يستعمل أكثر من وسادة أو تكون المخدة عالية، وهذا يؤدي إلى الشد العضلي.
بعض الذين يعملون أيضا في المكتبات لفترات طويلة وتتطلب أعمالهم الكتابة أو التعامل مع الكمبيوتر لساعات طويلة أيضا قد تأتيهم آلام من هذا القبيل.
بالنسبة لضربات القلب: أنا لا أعتقد أنها عضوية أبدا، أعتقد أنه مجرد قلق وليس أكثر من ذلك.
أيتها الفاضلة الكريمة: الذي أراه هو أن تذهبي إلى الطبيب، فهذا سوف يطمئنك كثيرا، أنا لا أعتقد أنه توجد علة رئيسية، لكن يفضل أن تذهبي إلى الطبيب، وطبيب الأعصاب هو أفضل من يقوم بمناظرة حالتك، وإن شاء الله تعالى يقوم بكل الإجراءات الطبية والفحوصات اللازمة.
لكن بصفة عامة: اطمئني أن الأمر بسيط، وحاولي أن تنامي بصورة صحيحة، تجنبي استعمال المخدات المرتفعة، وفي نفس الوقت يمكن أن تستعملي الأدوية البسيطة التي تؤدي إلى الاسترخاء العضلي مثل عقار (مسكودال) أو (بزارول) تتناوليها بمعدل حبة إلى حبتين ليلا لمدة أسبوع، وبعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.
الجانب الآخر في استشاراتك هو استعمالك لدواء (كلوزابكس) هذا الدواء معروف لدينا، وهو من الأدوية التي تساعد في علاج القلق، وهو دواء استرخائي ويحسن النوم بصورة جيدة جدا، وأعتقد أن استعماله لمدة سنة كاملة يحتاج أيضا إلى مراجعة الطبيب الذي قام بوصف الدواء لك.
الدواء ليس خطيرا من جميع النواحي، هو سليم، لكن يفضل بالطبع أن تراجعي الأمور بواسطة الطبيب المعالج حتى يقوم بإرشادك ونصحك حول المرحلة القادمة في كيفية التعاطي مع هذا الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.