لا أستطيع التحدث مع زميلاتي في الجامعة، ما الحل؟

0 474

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر (19) عاما، وأدرس في الجامعة، ومشكلتي هي أنني لا أستطيع أن أتحدث مع الفتيات الأخريات معي في الجامعة، وإذا تكلمت معهن يكون كلامي قليلا ومختصرا جدا، وإذا جلست معهن أبقى صامتة وأبتسم أو أضحك بهدوء -حسب الموقف- وهن يتحدثن وأنا أبقى صامتة، إلا إذا سئلت فأجيب باختصار شديد، وفي الصباح ألقي السلام عليهن وعبارات أخرى مثل صباح الخير، وكيف الحال فقط، وأحيانا لا أستطيع ولا أحب أن أتحدث أمام مجموعة من الفتيات، ولا يعجبني حالي أبدا، ولا أدري ما هو شعورهن تجاهي، فمن الممكن أنهن يعتبرنني متكبرة أو غير مهتمة بهن، أو بالحديث معهن، وأنا والله عكس ذلك، فأنا أحبهن وأود الحديث معهن وإبداء رأيي، ولكن لا أستطيع، وغالبا لا يأتي في بالي أي شيء أقوله، ولا أدري ماذا أقول فأسكت.

لا أدري هل أخاف إذا تكلمت أن أغلط، أم أنه خجل زائد، أو ربما رهاب اجتماعي، أو اكتئاب، لا أدري، لكن في المنزل أكون عادية مع أمي وأختي وإخواني، ولكن أبي لا، فأنا أخاف وأخجل منه، ولا أتحدث معه إلا إذا سألني أجيب باختصار، فأبي قاس جدا، وأمي كذلك، وفي الحقيقة أنا أكره أسرتي لأنهم سبب تعاستي، ودائما يوبخونني ويشتمونني ويجعلونني دائما الغلطانة، ويحسسونني بأنه لا قيمة لي في الحياة، ولي صديقات من المرحلة الثانوية ولسن معي الآن منذ عام، وهذا العام الثاني، فمنهن من تدرس بعيدا، ومنهن من لم تكمل دراستها، فقدتهم كثيرا، ولكن معي صديقة أجلس معها دائما وأستطيع التحدث معها ومناقشتها بشكل عادي، لأني أعرفها منذ زمن طويل، أما الزميلات الأخريات في الجامعة، فكما قلت في بداية كلامي ليس من السهل أن أتعرف بسهولة على الفتيات الأخريات في الجامعة.

نفسيتي متعبة جدا من هذه المشكلة، أرجو منكم أن تساعدوني وترشدوني إلى الحل والعلاج المناسب؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشكرا لك على السؤال الذي لم تطيلي فيه، حيث أعطيتنا بعض التفاصيل الهامة، ومن الواضح أنك لا تجدين صعوبة بالتواصل مع إخوتك وأخواتك في البيت، وصديقتك القريبة منك في الجامعة، وكذلك الكتابة لموقع الشبكة الإسلامية.

لا أعتقد مما كتبت في سؤالك أنها حالة اكتئاب، وإنما هي أقرب إلى ضعف الثقة بالنفس فيما يتعلق بالتواصل مع الناس الذين لا تعرفينهم، بينما تواصلك طبيعي جدا مع من تثقين به وتعرفينه، ولا شك أن لهذا علاقة قوية بطريقة تربيتك داخل البيت، وطريقة تعامل أسرتك معك -مما وصفت في الرسالة- من اتهامك بالغلط وعدم إشعارك بقيمتك في هذه الحياة.

كونك تستطيعين السلام على صديقاتك في الجامعة، والترحيب بهن صباحا، ولو باختصار، فهذه بداية حسنة، فاستمري عليها، فهي ستتحسن مع الوقت، أولا بتعرفك أكثر على هذه الزميلات، وثانيا مع زيادة ثقتك بنفسك، واطمئني فهن سيعرفن بأنك طيبة ومتواضعة وغير متكبرة، وإن كان كلامك قليلا، فالطيبة والتواضع تظهر ملامحها على الوجه وعلى السلوك، والناس عادة لا يخطؤون في قراءة هذه المشاعر، فاطمئني.

قد يكون لب المشكلة أنك حريصة جدا على تجاوز هذه المشكلة في قلة حديثك أمام زميلاتك، وأحيانا إذا كنا حريصين على فعل أمر ما، فالغالب أن لا ننجح في تحقيق هذا بسبب الحرص الزائد، وهناك شيء نسميه "قلق الأداء" وهو أننا نقلق من أننا قد لا نستطيع فعل شيء، فإذا بهذا الحرص وهذا القلق يكون سبب فشلنا في تحقيق هذا العمل الذي كنا حريصين على القيام به.

والنصيحة هنا أن تخففي من حرصك وقلقك فيما تستطيعين الحديث أو لن تستطيعي، وتتركي الأمر ليتطور بشكله الطبيعي، متذكرين أن كثيرا من الناس قد لا يشعرون بالارتياح الكثير للحديث أمام الأصدقاء، أو بالأصح الزملاء الذين لا يعرفونهم بشكل جيد، وإذا حاول الإنسان التفكير في موضوع ليتحدث به مع زملائه، فإنه وبسبب حرصه وبحثه عن موضوع ما ليتحدث فيه، يجد أن كل المواضيع قد طارت من رأسه، والأولى أن يكون الحديث طبيعيا ينسجم مع ما يدور من حديث بين الزميلات، وما العيب في أن يكون كلام بعض الناس قليلا؟ إن مشكلتنا في كثرة الكلام وليس في قلته، فقليل الكلام وله معنى أفضل من الكثير الذي لا معنى له، وكما يقول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538)، وعلاج عدم القدرة على الحديث سلوكيا: (280676).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات