السؤال
السلام عليكم..
امرأة عمرها (38) عاما، عاشت مع أم زوجها ثلاث سنوات، وكانت أم زوجها تضطهدها وتتحكم فيها، وكانت تكتم، والآن - بفضل الله - تعيش هذا المرأة في بيت مستقل، ولكن أتتها حالة بأنها تكلم نفسها، وتتحدث مع نفسها عندما تكون لوحدها، أي عندما يأتيها ناس ثم يذهبون وتكون لوحدها تعيد الكلام الذي قالته مع هؤلاء الناس، وهكذا ... ما اسم هذه الحالة؟ وما العلاج المناسب لها؟ مع العلم بأنها لا تستطيع الذهاب لطبيب نفسي، فالمحيط الذي تعيش فيه يمنعونها من الذهاب، بحجة أنه لا يذهب إلى الطبيب النفسي إلا مجنون!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال المثير حقيقة، ومن المفيد جدا معرفة طبيعة تاريخ هذه الحالة، وهل هي منذ أن غادرت بيت حماتها، أو أنها تعود لسنوات ماضية، ومجرد عرض أنها تكلم نفسها وتتحدث مع نفسها عندما تكون بمفردها، مجرد هذا العرض لا يكفي للتشخيص، وإن كان مؤشرا قويا، ومن المفيد معرفة إن كانت تسمع أصواتا تجيبها على حديثها عندما تتحدث مع نفسها، فهناك من الناس من يبدو وكأنه يتحدث مع نفسه، وهو في الحقيقة يفكر بصوت مرتفع وكأنه يتحدث مع نفسه، والأمر الأهم هل يسمع هذا الشخص صوتا يجيبه؟
إن وجد هذا الصوت الذي تسمعه هذه السيدة، فالغالب أنه حالة "ذهان" حيث لديها إهلاسات سمعية، ولابد هنا من تأمين العلاج المناسب لها، وهو أحد الأدوية المضادة للذهان، وهذا النوع من الأدوية يحتاج لمتابعة طبيب نفسي متخصص، ليؤكد التشخيص بشكل دقيق، حيث أن هناك مجموعة من الأمراض التي تسبب مثل هذه الإهلاسات السمعية، وليتأكد أيضا من عدم وجود أعراض أخرى يمكن أن تعرض هذه السيدة نفسها للخطر، أو تعرض غيرها للخطر.
إذا تعذر ذهابها لطبيب نفسي، وفي حالات خاصة، يمكن عرضها على طبيب عام، وأن يكون معها أحد ممن يعرف عن هذه الأعراض الواردة في السؤال، ولصعوبة الذهاب للطبيب النفسي، فأكيد أن الطبيب العام سيقوم بالواجب في حدود خبرته ومعرفته.
لابد هنا من كلمة عن هذه "الوصمة الاجتماعية" من التعاطي مع الأمراض النفسية، وأنه لا يذهب إلى الطبيب النفسي إلا "المجنون" فكم من الناس يتأخر علاجهم كثيرا، فيعاني المريض وأسرته بسبب تأخر هذا العلاج، ولا ننسى أنه كلما تأخر علاج بعض الأمراض النفسية كلما أصبح من الصعب علاجها، بالإضافة إلى تعريض المريض أو من حوله لبعض المخاطر - لا قدر الله - ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله) ويدخل في هذا أمراض الجسم بالإضافة لأمراض النفس التي خلقها الله تعالى.
وللاطلاع أكثر على طبيعة الأمراض النفسية، أعراضا وتشخيصا وعلاجا، يمكن الاطلاع على كتاب (المرشد في الأمراض النفسية اضطرابات السلوك) د. مأمون مبيض، وهو متوفر في بعض المكتبات، أو يمكن طلبه من موقع "نيل وفرات" (neelwafurat.com).
والله الموفق.