السؤال
أعاني من الخوف الشديد والخجل عند المقابلة أو عند جمع كبير من الناس، أتمنى أن أموت وألا أقابل أحدا، وأنا أود أن أسألك: هل دواء اندرال (10) ملجرام لمدة شهر نافع أو دواء زاناكس ربع حبة لمدة أسبوعين؟
أرجوك أن تصف لي الدواء المناسب لحالتي، لأني سأبدأ بالتطبيق في المدارس، وأريد حلا يفيدني بسرعة، حتى لو كان علاجا وقتيا، لأني سمعت أن الزاناكس حبوب مهدئة وقتية، ممكن أن تتحول إلى مخدرة، وبالتالي إدمان وعادة، فهل هي هكذا؟
أرجوك دكتور ساعدني، ولك مني خالص الدعاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبداية يجب أن نتوقف عند كلمتك أنك تخافين للدرجة التي تتمنين فيها الموت، لماذا هذا الشعور وهذا الخوف الذي يجعل الإنسان يتمنى الموت؟
أرجو أن تصححي مفاهيمك، وتعرفي أن الخوف هو طاقة نفسية مطلوبة، والإنسان يجب أن يخاف حتى يحمي نفسه، لكن ليس لهذه الدرجة أبدا، فنحن نطالبك بما نسميه بتصحيح المفاهيم، انظري إلى الآخرين، وأنت لست بأقل منهم أبدا، وخالطي الناس، اخرجي وتوكلي على الله، كوني مواظبة على الدعاء والأذكار، وهذه -إن شاء الله- فيها حفظ كبير للإنسان وتعطيه الشعور بالطمأنينة، وليس هنالك شيء يمنعك من مواجهة الآخرين، هم ليسو أفضل منك، وهذا مهم ومهم جدا.
عليك بالابتعاد عن التجنب، والتجنب يزيد من الخوف والرهبة الاجتماعية، هذا من جانب، أما من حيث العلاج الدوائي فأقول لك الأدوية متوفرة والأدوية جيدة وتساعد، لكن لابد للإنسان أن يدعم فعالية الدواء بأن يحسن من إرادته للتفاعل الاجتماعي وللاختلاط بالآخرين، وأن يحقر فكرة الخوف.
عقار أندرال وزاناكس هي أدوية تساعد في تقليل القلق والتوتر المصاحب للخوف الاجتماعي، لكن لا نعتبرها أدوية أساسية، الزاناكس قد يؤدي إلى التعود وهو دواء يعالج العرض، لكنه لا يعالج المرض، وكثير من الناس يستعمله في لحظات المواجهات الطارئة، وهذا لا بأس به، لكن هنالك أدوية أفضل وأجود إذا تم الالتزام بتناولها حسب الجرعات الموصوفة.
مجموعة الأدوية التي تعرف بموانع استرجاع السيرتونين انتقائيا هي أدوية جيدة، وعلى رأس هذه المجموعة عقار يعرف باسم سيرتللين ، وآخر يعرف باسم باروكستين (Paroxetine) والثالث يعرف باسم استالوبرام (Escitalopram) وآخر يعرف باسم فنلافاكسين (Venlafaxine) والفلوكستين أيضا دواء جيد في هذا السياق.
ذكرت لك الأدوية بأسمائها العلمية، لأن هذا هو الأفضل لشخص يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، والدواء الذي أنصح بتناوله في مثل هذه الحالات هو عقار باروكستين (Paroxetine) وجرعة البداية هي (10) مليجرام، يتم تناولها يوميا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى (20) مليجراما، أي حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم ترفع إلى حبتين في اليوم -أي (40) مليجراما- وهذه هي الجرعة العلاجية لحالات الخوف والرهاب الاجتماعي، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى (30) مليجراما -أي حبة ونصف يوميا- لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، وهذه هي المدة العلاجية المطلوبة، مع ضرورة الالتزام بالجرعات، والدواء سليم وفاعل، وربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن في بعض الأحيان، لكن هذه يمكن تخطيها من خلال تنظيم الأكل وممارسة الرياضة، والباروكستين في الولايات المتحدة الأمريكية يعرف باسم باكسيل (paxyl).
هنالك نصائح أخرى مهمة من وجهة نظري، وهي تطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه مفيدة جدا، وللتدرب وتعلم هذه التمارين يمكنك تصفح أحد مواقع الإنترنت، وعليك بالتواصل الاجتماعي فهو سوف يفيدك.
أما بالنسبة لعقار أندرال فهذا الدواء لا بأس به لتخفيف الأعراض الجسدية الفسيولوجية المصاحبة للمخاوف، خاصة إذا كانت هنالك رعشة أو تسارع في ضربات القلب، وفي مثل هذه الحالة يتم تناول الأندرال بجرعة (10) مليجرام صباحا ومساء، أو (20) مليجراما صباحا ومساء، هذه أيضا جرعة جيدة لبعض الناس، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم يمكنك أن تخفضها لمدة شهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن تناول الدواء، ويمكن تعاطيه عند اللزوم.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145)، وعلاج عدم القدرة على الحديث والتعبير سلوكيا: (280676 - 267560 - 267075 - 257722).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.