أعاني من ضيق تنفس وعدم القدرة على أخذ نفس عميق... فما سببه وعلاجه؟

1 1736

السؤال

أرجو منكم قراءة رسالتي وتقييم حالتي، وتشخيصها بالتفصيل مع ذكر ما يتوجب علي فعله.

أنا أعاني من ضيق تنفس منذ سنة تقريبا، وسوف أصفه كالتالي: أشعر بأن صدري مكتوم والتنفس لدي قصير، وأشعر بثقل على صدري وانغلاق، ولا أستطيع أخذ نفس كامل للصدر إلا بعد تكرار المحاولة 3 مرات على الأقل ثم أشعر بصدري سمح بمرور الهواء، وهكذا، كما لدي تنهد مستمر مع شعور كالشد في عضلات الصدر، وتقلص بحيث لا يسمح بمرور الهواء بسهولة مع ألم في يسار الصدر بالأعلى، ولكن هذا الألم عند الضغط على الصدر لا أشعر به، وإنما أشعر بألم يأتي، ويذهب كطعنة السكين، وإذا كنت أتحدث لا أستطيع مواصلة الحديث، وأصمت فترة لكي آخذ نفسا ثم أكمل الحديث، كما أن لدي بلغما أبيض مستمرا من فترة لأخرى.

باختصار أشعر بأن التنفس ينقطع بسرعة، أو يتوقف فجأة، وأشعر بأني سوف أختنق وأموت، ثم اضطر لأخذ نفس عميق بين فترة وأخرى بحيث أصبحت عملية التنفس لدي غير تلقائية.

وليس لدي ربو أو حساسية أو صفير أو كحة، وليس لدينا في العائلة تاريخ مرضي بالربو، كما أن وزني مثالي، ولست بدينا.

ذهبت لعدد 2 استشاريين صدر، وطبيب قلب، وقالوا كشفك سليم ، ولم أفهم ما معنى كشفك سليم، وأنا مازلت أشعر بأني سأختنق وأموت.

الفحوصات التي أجريتها: فحص سريري بالسماعة – أشعة صدر – وظائف تنفس – صورة دم مع تحليل غدة درقية – تخطيط قلب مع ايكو، جميع الفحوصات التي ذكرتها إيجابية وسليمة.

ولكن أنا مازلت أعاني كل يوم تقريبا من ضيق التنفس هذا، وأشعر بأني لم أوضح حالتي للأطباء الذين زرتهم بوضوح، أو أنهم يخفون شيئا علي، لأنهم يقولون كشفك سليم، وخلاص ارتاح ، وأنا لا أشعر بالراحة أبدا من حالتي، فماذا أفعل، وإلى أي طبيب أذهب؟ وهل سوف أختنق؟ وهل سوف ينقطع نفسي فجأة؟ ولماذا لا أستطيع أخذ نفس عميق بسهولة إلا بعد تكرار المحاولة3 مرات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي أود أن أطمئنك لقد قرأنا رسالتك بكل تمعن وتدبر، وقد فهمناها تماما، وأنا أقول لك أن تشخيص حالتك هي كلمة واحدة وهي القلق، أنت تعاني من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، والقلق له عدة أنواع وتشعبات والذي يحدث إن الإنسان حين يقلق حتى وإن لم يظهر عليه هذا القلق تحدث له انقباضات عضلية وأكثر العضلات التي تنقبض هي عضلات الصدر والبطن والقولون وأسفل الظهر والرأس، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر هذه العضلات، ومن ثم تؤثر هذه العضلات على وظيفة الجسم حسب الجهة الموجودة بها، فإن كان الانقباض والشدة في عضلات الصدر فهذا من الطبيعي أن يجعل الإنسان يشعر بشيء من اضطراب التنفس، أو ضيقه أو الكتمة، أو عدم تيسره، أو أنه لا يستطيع أن يتنفس إلا بعد عدة محاولات، وهذا أيضا يأخذ الطابع الوسواسي إلا إن القلق يؤدي إلى الوساوس.

فأيها الفاضل الكريم حالتك هي حالة قلق نفسي، وليس أكثر من ذلك، والشعور بالاختناق، وهذا الاختناق قد يعقبه الموت هو شعور قلقي وسواسي رهابي، والرهاب نعني به الخوف.

ولا أعتقد أنك تعاني من نوبات الهلع، فيا أيها الفاضل الكريم أرجو أن تفهم أن حالتك هي حالة نفسية 100% وليست عضوية، والأطباء الذين ذكروا لك أن كشفك سليم يقصدون بذلك بأن جسمك سليم، صدرك وقلبك وبطنك وكل أعضاء الرئيسية سليمة، فالحمد والشكر لله تعالى على ذلك.

لكن كان من المفترض أن يقول لك أذهب إلى الطبيب النفسي، وأنت لديك علة نفسية وهي القلق وهي تسبب هذه الأعراض، هذا كان من المفترض أن يحدث وأنا الآن أدعوك أن تذهب إلى الطبيب النفسي ولا تحس بأي نوع من النقص أو الخجل أو الوصمة في هذا الأمر فالطب النفسي هو فرع من فروع الطب مثل فروع الطب الأخرى، وكل الذي سوف يحدث أن يوجه لك الطبيب بعض الإرشاد، ويدربك على تمارين الاسترخاء، ويدربك على كيفية صرف الانتباه عن القلق، هذا كله إن شاء الله تعالى يفيدك تماما، وقد يصف لك بعض الأدوية هذا هو المنهج الأفضل وأن كنت لا تستطيع الذهاب إلى الطبيب فأنا أقول لك يمكنك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، وعقار لسترال يعتبر دواء جيدا واسمه العلمي هو سيرترالين Sertraline جرعته هي نصف حبة أي 25 مليجراما يتم تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ترفع الجرعة إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهر ثم ترفع الجرعة إلى حبتين أي 100 مليجرام، ويمكن أن تتناولها كجرعة واحدة أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، واستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة أربعة أشهر أخرى ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بجانب اللسترال هناك دواء يعرف باسم فلوناكسول نفضل أن يتم تناوله كدواء مساعد في مثل هذه الحالات، وجرعة الفلوناكسول هي نصف مليجرام أي حبة واحدة في الصباح، ويتم تناولها يوميا لمدة شهرين ثم التوقف عنه، وتستمر على اللسترال.

أخي الكريم: هذا هو المنهج العلاجي الذي سوف يساعدك، وتطبيق تمارين الاسترخاء مهم جدا، وسوف يقوم الطبيب بتدريبك، وإن صعب عليك ذلك أرجو أن تتصحف أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

عش حياتك بصورة عادية، وتواصل مع إخوانك، واحرص على صلاة الجماعة، مارس الرياضة كما ذكرنا لك، وكن إيجابيا في تفكيرك، وأنا أؤكد لك أن حالتك ليس مرضا عضويا، وهي حالة نفسية بسيطة، وما قاله له الأطباء من أنك كشفك سليم يعني أن جسدك سليم 100%.

أسأل الله تعالى على أن يديم عليك العافية وعلينا جميعا، وأن يجعلنا من الشاكرين عليها.

وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات