جرعة الديباكين والتجريتول لعلاج الصرع

1 982

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر (23) سنة، عند سن الخامسة عشرة كانت تنتابني نوبة سرحان أثناء الكلام (غياب لحظي عن الوعي) أي سماع الآخرين ولا أستطيع الرد عليهم، متزامنة مع التبول اللاإرادي لا تستغرق وقتا، ولكنها تتكرر كثيرا، لم يكن يلاحظ علي السرحان من قبل الأهل، ولكن لاحظوا علي التبول، ثم توجهنا إلى طبيب المسالك البولية وأتم الفحوصات وقال لا يوجد به شيء، وكنت لا أعرف ما المشكلة بالضبط، إلى أن جاءتني نوبة الصرع الكبرى، وهنا توجهنا إلى طبيب المخ والأعصاب، ووصف لي (تجريتول 200) حبة في اليوم، ثم ناوبني الصرع مرة أخرى بعد شهرين، إلى أن رفع جرعة التجريتول إلى ثلاث حبات يوميا - والحمد لله - لم ينتبن الصرع مرة أخرى.

ولكن كانت تكمن المشكلة في أن نوبات الصرع الجزئية وهي السرحان المتزامن مع التبول اللاإرادي ما زالت موجودة، ولكن نوبة الصرع الكبرى - لله الحمد - لم تنتبن، وهنا بدأت الحيرة بين الدكاترة وكثرة الأدوية، فكنت أتناول أربع حبات تجريتول ولا يوجد نفع، ثم تناولت ثلاث حبات تجريتول مع دوجماتيل ولا يوجد نفع، ثم تناولت سيروكسات، ثم مرت سبع سنوات على ذلك الحال إلى أن أراد الله وذهبت إلى طبيب آخر ووصف لي (ديباكين كرونو 500) حبة يوميا، مع ثلاث حبات تجريتول - ولله الحمد - تحسنت بنسبة 80%، وذهبت له بعد شهر وزاد لي جرعة الديباكين، فصرت أتناول حبة ونصف ديباكين مع حبتين تجريتول - والحمد لله - تحسنت تماما، ثم ذهبت له بعد ستة شهور فثبت لي العلاج على حبة ونصف ديباكين، وحبة ونصف تجريتول - والحمد لله - لم تنتبن الحالة لمدة سنة كاملة.

أخبرني الدكتور في آخر جلسة بأنه سوف يسحب جرعة التجريتول مع تثبيت جرعة الديباكين، وهنا صارت المشكلة، عندما سحبت جرعة التجريتول خلال شهر تقريبا -أي بعد سحب جرعة التجريتول بعشرة أيام- ناوبتني حالة الصرع الكبرى، فذهبت إلى الطبيب في السعودية، حيث أني سافرت من مصر فرفع لي جرعة الديباكين إلى حبتين يوميا، ورجع لي التجريتول إلى حبة ونصف تدريجيا، وقال السبب هو سحب جرعة التجريتول، وقال لي الدكتور بعد شهرين تراجعني بتخطيط المخ - والحمد لله - راجعته بعد شهرين ولم ينتبن شيء، وقال لي التخطيط جيد وسنكمل الستة شهور، ثم سأبدأ أخفض لك جرعة الديباكين، ومرت الستة شهور - والحمد لله - لم ينتبن شيء، ولكن تفاجأت عندما ذهبت إلى المستشفى بعد ستة شهور بأن الدكتور سافر نهائيا.

ما العمل الآن؟ علما بأن الجرعة الحالية هي حبة ونصف تجر يتول وحبتان ديباكين، وأنا أتناول الديباكين منذ سنتين ولم تنتبن حالة السرحان المتزامنة مع التبول اللاإرادي نهائيا، حتى بعد نوبة الصرع الكبرى، وقد أخبرني الطبيب الأول بأنة سوف يخفض جرعة الديباكين بعد سنتين، فهل هذه الحالة تسمى بالانتكاسة في العلاج؟ وهل يعتبر الديباكين هنا علاجا جزئيا -أي لحالة السرحان- والتجريتول أساسيا؟ علما بأني أتناول التجريتول منذ ثمان سنوات.

أنا محتار وحالتي النفسية صعبة، الرجاء الرد، مقدرا لكم ولمجهودكم العظيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم 
الأخ الفاضل/ ayman     حفظه الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، 

شكرا لك على الشرح الوافي لقصة حالتك، وما مررت به من أعراض وعلاجات.

أنت وبعد كل هذه التغييرات في العلاجات تتناول حاليا حبة ونصف تجريتول أي (200+100=300) ملغ، وحبتين ديباكين أي (500 +500=1000) ملغ، ويعتبر هذا مزيجا موفقا طبيا أولا، وثانيا أنه ناسبك تماما، حيث اختفت النوبات الصرعية الكبيرة، وكذلك نوبات أو حالة السرحان المتزامنة مع التبول اللاإرادي.

وكما يعلم الجميع أن في دماغنا جميعا شحنة من الكهرباء التي تبقينا أحياء، وتبقي الأقسام المختلفة في حالة الوظيفة المطلوبة منها، ولكن في بعض الحالات المرضية إما أن تزيد كمية الشحنة الكهربية عن الحد الطبيعي، أو أن عتبة تحمل مثل هذه الشحنات الكهربية تكون منخفضة، فتحدث عند المصاب النوبات الصرعية، سواء النوبات الكبرى من الاختلاج العام الذي يصيب الجسم، أو النوبات الأصغر، بحيث يفقد المصاب القدرة على السيطرة على بعض الوظائف فيحدث التبول اللاإرادي أو حالة من السرحان كما هي في حالتك.

طبعا الدرس المستفاد مما مر معك أن نوع الصرع الذي عندك يمكن علاجه بهذه الأدوية، وبهذه الجرعات، وثانية أنه في حال إيقاف أحد الأدوية فالغالب أن نوبات الصرع ستعود مجددا، وأنه لا بد من متابعة استعمال الدواء دون انقطاع، ولا بأس أن يطول هذا سنوات، قبل أي مراجعة أو تعديل لهذه الأدوية.

ورأيي الخاص في هذه المرحلة أن تستمر مع هذين الدواءين، وبهذه الجرعات التي ذكرت في الأعلى، ودون أي تغيير لسنة أو سنتين على الأقل، قبل محاولة أي تعديل أو تغيير، وبصراحة قد أميل لاستمرارهما لعدد من السنوات من دون أي تعديل، فكلا الدواءين آمن ومريح، والأهم أنهما سريريا ضبطا كل أعراض الصرع الذي تعاني منه.  

ويمكن أن نسمي هذه حالة انتكاس، إلا أن علينا أن نتذكر أنها حصلت بسبب انقطاع الدواء، وأننا إذا استمرينا بالعلاج فالغالب أن الأعراض لن تعود بإذن الله.

يا لها من نعمة أننا تقدمنا كثيرا في علاج حالات النوبات الصرعية، وبحيث نستطيع التحكم في أعراضها بدواء أو دواءين، وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله).

والله الموفق.
 

مواد ذات صلة

الاستشارات