السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من ارتجاع معدي، وأريد معرفة الأسباب، وأفضل علاج، ومدة استخدامه، كما أعاني من التهاب الحلق وسائل ثخين ينزل من الأنف إلى الحلق، هل هو بسبب التهاب الحلق أو من الارتجاع؟ وما هي أسباب نزول السائل وعلاجه؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
التهاب الحلق لديك قد يكون بسبب السائل السميك الذى ينزل من الأنف إلى الحلق، وقد يكون بسبب ارتجاع حمض المعدة إلى الأعلى ليصل إلى الحلق مسببا تلك الالتهابات.
وأسباب نزول هذا السائل السميك من الأنف إلى الحلق إما:
1- اعوجاج بالحاجز الأنفي وهذا يلزمه عملية جراحية لتقويم هذا الاعوجاج.
2- حساسية بالأنف مما يترتب عليه العطاس والرشح وانسداد الأنف، ونزول هذا السائل أو المخاط الكثيف، والذى يكون لونه أبيض بسبب الحساسية، وقد يحدث التهاب بكتيري على هذة الافرازات المتجمعة بالأنف ويتحول لونه إلى الأصفر أو الأخضر.
ولعلاج هذة الحساسية يجب البعد تماما عن مهيجات الحساسية ومن أشهرها:
التراب والدخان والعطور والبخور والمناديل المعطرة ومعطرات الجو والمنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية، ووبر الصوف والغنم، وزغب الطيور ، ورائحة الطلاء والوقود، وبعض المأكولات مثل البيض والسمك والموز والفراولة والمانجو والشيكولاتة والحليب وغيرها من المهيجات والتي تتفاوت من شخص لآخر، وكذلك بتناول مضادات الهيستامين مثل حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميا أو رينوكورت أو رينوكلينيل مرتين يوميا للتغلب على أعراض حساسية الأنف.
ولعلاج التهاب الجيوب الأنفية، وخاصة مع تجمع افرازات ملونة بالأنف يجب استخدام غسول قلوى لتنظيف الأنف، والتخلص من هذة الأفرازات عن طريق الأستنشاق والأستنثار عدة مرات يوميا فتخرج من الفتحة الأمامية للأنف بدلا من النزول من الفتحة الخلفية للأنف إلى الحلق، وكذلك تناول مضاد حيوى قوي للوصول الى داخل هذة التجاويف العظمية مثل تافانيك حبة واحد يوميا أو سيبروسين أو سيبروباى 500 مج حبوب مرتين يوميا لمدة سبعة الى عشرة أيام متواصلة للقضاء على الالتهاب بصورة جيدة.
أما عن الارتجاع المعدى: فمن المعلوم أنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة, وبالتالي يحصل التهاب للغشاء المخاطي المبطن للمريء, وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء, وتضيقا أحيانا.
وأما عن أعراضه فهى كثيرة وأهمها: الإحساس بالحرقة في منطقة أسفل الصدر وأعلى البطن, وقد يصحبه عدم ارتياح, أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى: الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة, أو بضيق حاد في التنفس, وعلى ما يبدو فإن هذا سبب ما يسميه ابعض بالكتمة, وهذا يسبب القلق عند الإنسان, ومع القلق يزداد التوتر, وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين الذي يسبب اليقظة, وتسارع ضربات القلب, وأحيانا ارتجاف الأيدي.
ومن أعراضه أيضا الكحة المزمنة، والتغير في الصوت نتيجة التهاب الحنجرة والحبال الصوتية، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، وهي:
- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل: الدهون والمقليات والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب.
وزيادة حموضة المعدة لها أسباب متعددة, منها:
- تناول الأدوية المسكنة.
- التدخين.
- تناول الكحول.
- تناول الأطعمة الحارة.
- الفلفل.
- البهارات.
- قرحة المعدة.
- القلق والتوتر.
ولتشخيص المرض، فإنه يفضل عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع، بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك، والعلاج يعتمد على الالتزام بالتالي:
- تجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرنها آنفا, والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.
- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.
- كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس, بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
أما العلاج الدوائي فيكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة, وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين إذا كانت الأعراض شديدة، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر, وأحيانا لسنوات, ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائى يتم اللجوء للعمل الجراحي.
والله الموفق لما فيه الخير والسداد.