ما سبب صعود سائل مثل الماء من المعدة إلى الحلق؟

0 671

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما سبب صعود سائل مثل الماء من المعدة إلى الحلق يوميا؟ وبعض الأوقات يكون مصحوبا بحرارة بأعلى الصدر، وأحيانا أشعر بطعم مر في فمي؟ وهل هذا يسبب كتمه بالصدر، وبلغما أبيض طوال اليوم؟
علما أني لا أعاني من حساسية الصدر، ولا آلام بالمعدة، ولا أي مرض والحمد لله.

أرجو إفادتي بالعلاج المناسب دون اللجوء للمنظار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن ما تعاني منه يسمى الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux Disease (GERD) يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، إلا أنه عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإن العصارة المعدية ترجع من المعدة صاعدة إلى المريء، والعصارة المعدية حامضة، والمريء بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

لذا فإن العصارة المعدية تسبب تخريشا للمريء، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة، أو بضيق حاد في التنفس، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء وتضيقا أحيانا.

من أعراضه السعال وخاصة الليلي، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب ارتخاء، أو توسعا، أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب).

كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة؛ مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

زيادة حموضة المعدة لها أسباب متعددة، منها: (تناول الأدوية المسكنة، التدخين، تناول الكحول، تناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، قرحة المعدة، القلق والتوتر).

لتشخيص المرض لا بد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك.

أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

عدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع لأن بعض الحالات تكون شديدة ومعقدة على العلاج، ومن ناحية أخرى على المريض الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها، والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.

كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا، حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات