علاج الحساسية المفرطة تجاه المواقف

0 469

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو التكرم بالإفادة والإجابة.

أنا أعاني في بعض الأحيان - وليس باستمرار - من حالة ضيق وشعور بالملل والاكتئاب، وخاصة عند مواجهتي مشكلة ولو كانت صغيرة، أي لدي حساسية مفرطة تجاه أي مشكلة أو عائق بسيط في حياتي، رغم إدراكي بأن ذلك الموقف لا يستحق ذلك الاهتمام والضيق، ولكن للأسف لا أستطيع تفعيل ذلك واقعيا، فدائما أجد نفسي فريسة للهموم والضيق والشعور بالملل.

أرجو الإفادة الوافية بالعلاج والحل.

جزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالقلق النفسي يمكن أن يسبب كل الأعراض التي ذكرتها في رسالتك، فهو يعطي الشعور بالضيق، يجعل الإنسان مفرط الحساسية، خاصة في تعامله مع انفعالاته، وقد يكون لدى الإنسان مشاعر تكبر وتعظم من خلال الأمور البسيطة جدا، تجد الإنسان في تسابق مع نفسه ومع الزمن، هذه هي الأعراض الرئيسية لأنواع معينة من القلق والشعور بالضيق والملل هو مؤشر على وجود مزيج بسيط جدا من الاكتئاب النفسي الذي لا يرقى للدرجة التي يعتبرها تشخيصا منفردا بذاتها، البعض يفضل كلمة القلق الاكتئابي، ولكن هذه انتقصت في كثير من المحافل العلمية، عموما حالتك أخي أنا اعتبرها حالة قلقية وليست أكثر من لك، وخطوات العلاج تتمثل في الآتي:

أولا: التفهم الكامل للحقيقة العلمية، والتي هي أن القلق طاقة نفسية ضرورية من أجل النجاح، فالقلق يزيد الدافعية ودرجة اليقظة والهمة لدى الإنسان، لكن في ذات الوقت قد يكون معيقا إذا كان فوق النسبة المطلوبة، أو إذا كان القلق جزءا من التكوين النفسي للإنسان.

ثانيا :القلق يستفاد منه ليصبح إيجابيا، أقول لنفسي: (لماذا أقلق؟ يجب أن لا أقلق، أنا أريد أن يكون قلقي صحيحا فعالا وليس قلقا مريضا، أنا الآن أحس بالقلق، وسوف أقوم بعمل كذا وكذا، بدل أن أترك المجال لهذا القلق أن يسيطر علي) هذا النوع من الإقناع الذاتي، ومخاطبة النفس بصورة فكرية، يصرف الانتباه عن القلق المرضي ويحوله - إن شاء الله - إلى قلق إيجابي، وهنالك تمارين كثيرة جدا مشابهة.

ثالثا: التفريغ للنفس من خلال التعبير عما بداخل الذات، كثيرا ما نسكت عن أمور لا ترضينا وذلك بحجة أنها بسيطة أو لا نريد أن نحرج أو نزعج الآخرين، هذا كله طيب أن يكون الإنسان يحترم علاقاته بالآخرين ولا يريد أن يسبب لهم الإزعاج أو الحرج، لكن التعبير عن النفس مطلوب، وأن يكون أولا بأول وفي حدود مقتضيات الذوق والأدب.

رابعا: التدرب على تمارين الاسترخاء هذه التمارين مهمة جدا، ولو قام أحد المختصين بتدريبك عليها هذا فيه خير كثير، وأفضل من يدرب على هذه التمارين هم الأخصائيون النفسيون وليس الأطباء النفسيون، ممارسة الرياضة بصورة منتظمة وجدت ذات فعالية وفائدة كبيرة جدا.

خامسا: إدارة الوقت بصورة صحيحة، واستثماره في الأنشط المختلفة، الواجبات الوظيفية والاجتماعية، وأن يأخذ الإنسان القسط الكافي من الراحة، العبادة يخصص لها وقتا، الترويح عن النفس يخصص له وقتا أيضا.

أخي: الإنسان حين يحكم على نفسه بأفعاله أفضل كثير من أن يحكم على نفسه بمشاعره، وهذا يزيل الضيق والشعور بالملل.

سادسا: التفكير الإيجابي وهذا مطلوب، وهو علاج أساسي، لأن الإنسان معرفيا إذا ساورته أفكار سلبية ناتجة عن القلق تجده ينسى كل الجماليات الموجودة في حياته ويكون جل اهتمامه هي السلبيات، شاهدنا بعض الإخوة والأخوات يتحينون ويتخيرون فقط ما هو سلبي وينسون ما هو إيجابي في حياتهم، هذا يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والكدر، والقلق والملل، فكن إيجابيا في تفكيرك، عش حياتك بقوة، وانظر إلى المستقبل بأمل ورجاء.

الجزء الأخير في هذه الاستشارة: أريد أن أنصحك بتناول دواء مضاد للقلق فعال وسليم وبسيط ولا يتطلب وصفة طبية، والدواء يعرف باسم فلوناكسول (Flunaxol) واسمه العلمي هو فلوبنتكسول (Flupenthixol) ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة مساء، وقوة الحبة هي نصف مليجراما تناولها لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها حبة صباح ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة في المساء لمدة شهرين ثم توقف عن تناول الدواء.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الملل سلوكيا (264411 - 230249) والعلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات