تغيرت حياتي تماماً للأفضل بعد استخدام الدوجماتيل.

0 1005

السؤال

الإخوة في موقع إسلام ويب: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2123024) أحمد الله عز وجل الذي جعل العلاج متاحا وموجودا، وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما قال: (ما أنزل الله داء إلا جعل له شفـــاء). تبعا للاستشارة التي استشرتكم فيها، فأبشركم -ولله الحمد- أنني بدأت منذ مدة تناول العقار دوجماتيل بجرعة (50 مج) ليلا بعد الأكل، ولم يبق سوى أيام قليلة لأرفع الوضع إلى كبسولتين في الصباح والمساء.

في اليوم الأول من أخذي العلاج تغيرت حياتي جدا، وذهب عني الهلع -ولله الحمد- ولم يبق إلا القليل من بعض تلك الآثار الارتدادية، و هذا راجع إلى نفسيتي، ففي رأيي -وأنتم أعلم بهذا الباب- أنه لا يمكن للدواء في ليلة إحداث تغييرات كبيرة علي، لكن استعداد نفسيتي للعلاج ساعد على ذلك، وأنا سأتابع الدواء بعون الله، كما أنني لم أر أي حاجة إلى دواء زيروكسات في هذا الوقت، لكن إذا تراجعت -لا قدر الله- فسأشتريه.

كنت أود أن أسألكم عن دوجماتيل، عندما أبدأ بأخذ كبسولتين واحدة في الصباح وواحدة في المساء، متى من الأفضل أن يكون بعد الأكل أم قبله؟ وأنا أضع الكبسولة في فمي وأشرب عليها قليلا من الماء.

نقطة أخيرة: أسمع عن كثير من الشباب الذين كانوا يتعاطون الحشيش وفقدوا عقولهم، وهذا يخيفني كثيرا، علما بأنني جيد في فكري وتفكيري، لكن أخاف من هذا الأمر كثيرا، خصوصا عند أسمع عن شاب كنت أعرفه وأصبح مجنونا بسبب هذه المادة، فكيف يتم ذلك؟

بارك الله فيكم، وسدد خطاكم، وجزاكم خير جزاء لهذا العمل الكبير العظيم، واحتسبوا الأجر عند الله، وفي انتظار المزيد من نصائحكم الغالية، وتقبلوا أسمى عبارات الاحترام، والسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكر لك -أخي- تواصلك معنا في إسلام ويب، وأنا سعيد جدا بهذه البشريات الجميلة التي حملتها لنا، وهي أن نعمة الصحة والعافية بدأت عندك، فأسأل الله تعالى أن تواصل مسيرتك في التعافي والشفاء، وأن يطبق الله عليك بالصحة والعافية، وأن يجعلنا جميعا من الشاكرين عليها.

أتفق معك أن أثر الدواء لا يمكن أن يظهر من جرعة واحدة -كما تفضلت- فإن الاستعداد النفسي هو الذي جعلك تحس بهذه الفائدة العظيمة التي شعرت بها من تناول الدواء، لكن هذا ليس من باب الصدفة، أي هذا التحسن وهذا الاستعداد النفسي دليل أنه لديك ما نسميه بإدارة التحسن، فالتحسن إرادة واستعداد وآليات داخلية يحركها الإنسان، والتفسير القرآني واضح في هذا المعنى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فأنت أخي من الواضح أنك بدأت تغير في نفسك وفي ذاتك، وهذا يشجع تماما.

بالنسبة لتناول الدوجماتيل هو دواء بسيط جدا، وهنالك مجال كبير للحرية في تناوله قبل أو بعد الأكل، لكن يفضل بعد الأكل، كما أن وضع الكبسولة في الفم وأن تشرب عليها كمية قليلة من الماء هذا جيد، لأن هذا يساعد البلع، وأنا أطمئنك تماما أن الغطاء الجلاتين للكبسولة لا يـؤثر بالماء في نفس اللحظة، لكن بالطبع لا تضع الكبسولة لفترة طويلة في فمك، لأن هذا قد يؤدي إلى تهتك غشاء الجلاتين.

سؤالك عن الحشيش وأثره على بعض الشباب وأن البعض قد فقد عقله، هو سؤال جميل وجيد، صلة الحشيش بالاضطراب العقلي هي صلة مؤكدة حسب ما ورد في البحوث العلمية، هنالك دراسات متميزة خاصة مثل الدراسة السويدية المعروفة لدى معظم الأطباء، أشارت أن الحشيش يؤدي إلى اضطراب في كيمياء الدماغ ويؤثر على الدوبامين، والتي يعرف صلتها الوطيدة بالاضطرابات الذهانية أو العلقية، لكن الفوارق تأتي في أن بعض الناس لديهم استعداد أكثر للتأثر بسميات الحشيش، وبعض الناس لديهم شيء من المقاومة أو الممانعة إذا جاز التعبير، بأن لا يقعوا فريسة لتأثيرات الحشيش السلبية، لكن هنالك إجماع أيضا أن مدة التعاطي إذا كانت طويلة فالحشيش سوف يكون وبالا على أي إنسان إذا كان لديه استعداد للتأثر أو لم يكن له استعداد، هذه نقطة.

النقطة الأخرى أن تركيز المادة النشطة في الحشيش يتفاوت من مستحضر إلى آخر، أكبر وأعلى نسبة لتركيز هذه المادة يوجد في ما يسمى بعصارة الحشيش والنسبة أقل في أوراق الحشيش وفي السيقان، مثلا المرجوانا التي تستعمل في أمريكا الشمالية معظمها من الأوراق ومن السياقان، لذا نسبة المادة النشطة والتي تعرف باسم (THC) أقل، هذه المادة هي التي تحمل السميات التي تؤدي إلى الاضطراب العقلي، ونسبة تركيز هذه المادة في المرجوانا لا يزيد عن 2%، لكن بكل أسف في منطقتنا العربية وبعض البلدان الآسيوية مستحضر الحشيش ونوعية النبات الذي يزرع نسبة التركيز عالية للمادة السامة، وقد تصل من 6 إلى 8%، وهذا يجعل الذي يتعاطى الحشيش أكثر عرضة للاضطراب العقلي الذهاني.

الموضوع متشابك لكن هذه هي العوامل التي تجعل البعض يصبح مجنونا كما ذكرت، وأسوأ ما يمكن أن يكون أن الحشيش بجانب الاضطراب العقلي أو الذهاني هو اضمحلال الشخصية وضعف المقدرة المعرفية وافتقاد الطموح، هذه أمور لا يعرفها إلا من تعامل مع المدمنين، فالحمد لله تعالى أنت قد ابتعدت عن هذا تماما.

جزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى أن تستفيد من هذه المعلومات التي ذكرناها لك، وأن تعرضها أيضا على كل من ابتلي بتعاطي هذه السميات والمؤثرات العقلية الخطيرة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات