لم أتحسن مع الدواء سوى بنسبة 20%

0 342

السؤال

بداية أشكر هذا الموقع المتميز وكل الساهرين عليه،، أما بعد:

دكتوري العزيز: كنت أعاني من قلة النوم بحيث لا أنام إلا نادرا، بدون سبب، ذهبت إلي طبيب فقال أن عندي اكتئابا حادا، خاصة بعد أن وضحت له أني سئمت كل شيء، ولم يعد أي شيء يفرحني، المهم أعطاني دواء السيبرليكس حبة في اليوم، وحبة من دواء زبام، وكذلك دواء زولوبودكس المنوم، وأوصاني بشربه لمدة شهر بمعدل حبة في اليوم، ثم لا أستعمله إلا عند الحاجة.

عدت إلي هذا الطبيب بعد شهرين، وأعلمته أني لم أجد أدنى تحسن بخصوص الاكتئاب، وحتى النوم حينما أتخلى عن دواء زولوبوديكس لا أنام.

اكتشف الطبيب فيما بعد أني أعاني من رهاب إجتماعي شديد بسبب مشاكل في الطفولة، لذلك أعطاني دواء زولفت بمعدل حبة في اليوم، ثم أرفعها إلى حبتين بعد ذلك، وأضاف لي دواء نورداز، وأوصاني بأخذ الدواء المنوم عند الحاجة.

بخصوص النوم - الحمد لله - المشكلة حلت تقريبا، لكني للأسف بخصوص الرهاب والاكتئاب لم أتحسن إلا بنسبة عشرين في المائة.

ما هو تحليلك دكتورنا الكريم لحالتي؟ وهل ذلك الطبيب على جادة الصواب؟ ودمت في خدمة أبناء المسلمين جميعا، وشكرا مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ soufyane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حين لا تحدث استجابات إيجابية للعلاج، أو تكون هذه الاستجابات ضعيفة، فأول ما يفكر فيه الطبيب هو أن يعيد النظر في التشخيص، والأمر الثاني الذي يكون محور اهتمام الطبيب، هل هنالك التزام بتناول الدواء وإتباع الإرشادات الطبية اللازمة؟

هذه هي النقاط الضرورية التي يجب أن يقيمها الطبيب قبل أن يخطو أي خطوة علاجية أخرى، مثل إضافة الأدوية أو تغيرها، أنت ذكرت أن حالة التشخيص في بداية الأمر كانت اكتئابا نفسيا، ثم بعد ذلك اتضح أنك تعاني من مخاوف اجتماعية، هنالك تداخل كبير ما بين الرهاب والاكتئاب، حيث أن 40% من حالات الرهاب الاجتماعي قد نلاحظ وجود أعراض اكتئابية مع حالات الرهاب، وحوالي 5 إلى 10% من حالات الاكتئاب أيضا نلاحظ وجود مخاوف متعددة كأعراض ثانوية، ليس عيبا أبدا أن يغير الطبيب التشخيص بل على العكس تماما، كثير من الأطباء قد يشخص الحالة ويعتبر إنها صحيحة، ويستمر لفترة من الزمن، لكن بعد أن يعيد التقييم بصورة صحيحة يتضح أن التشخيص أمر آخر، والرجوع إلى الحق فضيلة في مثل هذه الحالات.

أعتقد أن هذا الطبيب طبيب جاد وجيد، ولا شك في ذلك، وأعراض المخاوف بسيطة وواضحة جدا، الإنسان إذا كان لا يستطيع أن يتفاعل اجتماعيا يحس بالرهبة ويحس بافتقاد الكفاءة الاجتماعية، ويعتقد أنه مراقب في المواقف الاجتماعية، ويخاف أن يكون محط احتقار الآخرين، هذه هي الأعراض الرئيسية التي نشاهدها في حالات الخوف الاجتماعي، وهنالك أعراض فسيولوجية مصاحبة مثل التعرق في بعض الأحيان والشعور بالكتمة في الصدر، وكذلك البعض قد يشتكي دوخة بسيطة، واضطراب في النوم قد تكون موجودة أو غير موجودة، وعموما الرهاب الاجتماعي في الأصل هو نوع من القلق، والقلق كثيرا ما يكون مرتبط بالاكتئاب البسيط كما ذكرنا ذلك.

أخي: إذن إذا اعتبرنا حالتك هي حالة رهاب اجتماعي مع وجود أعراض اكتئابية يمكن أن تعالج على ضوء ذلك، وأعتقد أن عقار زولفت (Zoloft ) هو عقار متميز جدا، الدراسات كلها أشارت أن معظم الناس لا يستجيبون لجرعة حبتين أو ثلاث أو حتى أربع حبات في اليوم، وفي بعض الأحيان تكون هذه الاستجابة متأخرة بعض الشيء، فلا تنزعج أخي الكريم، وتواصل مع هذا الطبيب، فإذا قال لك ارفع جرعة الزولفت إلى ثلاث حبات فأعتقد أن هذا قرار سليم.

في بعض الأحيان وجد من خلال الدراسات أن عقار سوركويل (Seroquel) والاسم العلمي هو كواتيبين (Quetiapine) حين يعطى بجرعة (25) مليجرام إلى (50) مليجرام ليلا كمصاحب لجرعة الزولفت يساعد في علاج الاكتئاب، وكذلك الرهاب، وفي نفس الوقت هو دواء غير تعودي وغير إدماني ويحسن النوم كثيرا، هذه أيضا من أحد الخيارات التي لا بد أن نجعلها في الحسبان.

نصيحتي الأخيرة هي أن تعتمد على الآليات العلاجية غير الدوائية التي تقوم على مبدأ الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، والتواصل الاجتماعي، وتحقير فكرة الخوف، وممارسة الرياضة، ممارسة تمارين الاسترخاء، كلها فيها إضافات طيبة وجميلة، ولا شك أن الدعاء مطلوب في كل زمان وفي كل وضع، وخاصة في مثل هذه الحالات.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 ).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات