السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره سنة وسبعة شهور تقريبا، وهو الأول والوحيد لدي، أعاني معه من 3 مشكلات، أود معرفة أسبابها وعلاجها:
1- هو طفل كثير الحركة، ويحب العبث بكل شيء يقع تحت يده، حركته الكثيرة تسبب لي الإحراج أمام الناس، وكذلك التعب الشديد لي، حتى إنه لا يجلس كالأطفال في حضن أمهاتهم، وأينما ذهبت يريد فقط التجوال والذهاب هنا وهناك والخروج إلى الخارج، لدرجة أن كل من يراه يدعو بأن يعينني الله عليه لكثرة حركته!
لا أعرف هل هذا أمر طبيعي أم أنه مؤشر على أنه يعاني من فرط حركة ونشاط زائدين، يمكن أن يؤثر عليه في المستقبل؟ أحدهم اقترح علي مراجعة أخصائي أعصاب ودماغ لعمل تخطيط لدماغه، كونه وقع على رأسه أكثر من مرة، فهل هذا ممكن؟
2- عصبي وعنيد جدا، ويغضب بشدة إذا لم ألب له طلبا أو منعته من شيء، فيباشر فورا برمي الأشياء بقوة على الأرض، ويصرخ أو يمسك شيئا ويفتته بيده بعصبية، أو يرمي نفسه أرضا ويأخذ بالبكاء المتواصل، ويخبط رجليه بالأرض! كيف أتصرف معه؟ وهل هذا تصرف طبيعي لمن هم في مثل عمره؟
3- هو متعلق بي بدرجة كبيرة، ويبكي بشدة إذا دخلت أي غرفة وأغلقت علي الباب، حتى الحمام-أكرمكم الله-، لكن في الفترة الأخيرة ازداد الأمر حدة، وبشكل كبير وملاحظ جدا حيث إنه أصبح أكثر التصاقا بي، لدرجة أنه لا يريدني أن أغادر الغرفة التي هو فيها، أو حتى أن أبقيه في بيت أهلي لبعض الوقت وأذهب في مشوار ما، مع أنه كان يتقبل الأمر سابقا.
هل لما ذكرت سابقا علاقة بغياب والده عن البيت؟ حيث إن والده مسافر خارج البلد من شهر تقريبا، ولا يراه إلا في الصور أو على الإنترنت، وقد كان متعلقا أيضا بوالده، فهل مشكلته الثالثة سببها إحساسه بفقد والده؟
كذلك حاولت بعد سفر والده أن أضعه في حضانة لظروف عملي، ومكث فيها 3 أيام لكنه بكى كثيرا، ولم تستطع الحاضنة أن تسيطر عليه، فهل لهذا الأمر سبب في زيادة تعلقه بي؟
أرجو إفادتي بالأسباب والحلول، ولكم جزيل الشكر .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فارس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
هل هذا طبيعي؟
السؤال الأول: غير طبيعي!
السؤال الثاني: طبيعي في هذا العمر.
السؤال الثالث: طبيعي في هذا العمر.
فأما السؤال الأول، فمن الواضح أن عنده فرط الحركة الزائدة، والتي لاحظها وعلق عليها الآخرون، وربما عنده وفي هذه السن المبكرة ما نسميه "فرط الحركة" ولا نستطيع في هذه المرحلة، ومن خلال ما ورد السؤال أن نقول أن عنده "تشتت الذهن" أو "ضعف التركيز".
نعم إن استمر على هذا الحال فقد يؤثر هذا جدا على سلوكه عموما، وعلى تعلمه في المدرسة، حيث قد يصعب استيعابه في المدرسة، كما عجزت معلمة الروضة على ضبطه في صفها.
أنصحك بمراجعة طبيب أطفال ليجري فحصا عاما لهذا الطفل، ويحدد فيما إذا كان يعاني من "فرط الحركة" والتي يمكن إن تأكد تشخيصها من إعطائه الدواء المناسب في مرحلة ما من أجل التخفيف من حركته الزائدة جدا، مما يتيح له الاختلاط الطبيعي بالأطفال الآخرين، وفرصة دخول الروضة ومن ثم المدرسة، وتعلم ما يحتاجه من مهارات تساعده بقية حياته، ويمكن للطبيب المعالج، سواء طبيب الأطفال، أو الطبيب النفسي أن يشرح له طبيعة هذا الدواء، وكيف سيفيد هذا الطفل؟ ومدة العلاج.
من الطبيعي، وحتى الذي ليس لديه الحركة المفرطة، أن يحاول ابتزاز أمه مثلا لتحصيل ما تريد عن طريق البكاء، والاحتجاج، وربما رمي نفسه أو الأشياء على الأرض، حتى يحصل على ما يريد.
دور الوالدين هنا أن يعطوه الانتباه والاهتمام عندما لا يتصرف بهذه الطريقة، وعندما يتصرف بالسلوك المقبول، وعلى العكس أن لا نعطيه الانتباه عندما يتصرف بالطريقة السلبية، إلا إذا قدرنا أنه يعرض نفسه أو الآخرين للأذى، ولكن حتى هنا يكون تدخلنا غير مبالغ فيه، ونعطيه أقل كمية من الانتباه، بينما نعيد له الانتباه والاهتمام عندما يهدأ عن الصراخ والبكاء.
أنصح هنا بعدة فصول هامة في كتابي (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) د. مأمون مبيض، ويمكن الحصول على الكتاب من المكتبات الكبيرة، كمكتبة المكتب الإسلامي عندكم في عمان في البلد قرب مسجد الحسين، أو من موقع "نيل وفرات" (neelwafurat.com).
أما تعلقه بك فهو أمر طبيعي في هذا العمر، والأغلب أن تعلقه زائد بسبب غياب والده عنه، وقد كان من قبل شديد التعلق بوالده، وهو في هذا العمر يصعب عليه أن اختفاء والده أمر مؤقت، وبأنه سيعود، فهو قد اختفى عنه والده، ولا يريد أن تختفي أيضا عنه أمه، فهو شديد التعلق بها.
أشعر أن عمر الطفل، وهو بهذه المواصفات في الأسئلة الثلاثة، يحتاج للكثير من التطمين، قبل أن نستطيع تركه في حضانة أو غيرها، ولا بد من معالج حالة فرط الحركة التي عنده.
وبالله التوفيق.