حالتي النفسية متعبة وأعاني من القولون العصبي.. فما سببه وعلاجه؟

0 546

السؤال

حالتي النفسية تعبانة جدا.
أعاني من غازات كثيرة في البطن، وألم أسفل البطن وإسهال، مع العلم أني كنت أعاني من إمساك لما يقارب السنتين.

ذهبت إلى طبيب وفحص معدتي عن طريق جهاز الايكو، وقال لي إن جميع الأعضاء الداخلية جيدة، ولكني أعاني من كثرة الغازات، أنا طبيعتي أعاني إمساك، ولكني الآن مصاب بالإسهال من شهر تقريبا، ولا أقصد الإسهال الحاد، أخرج مرة واحدة في اليوم، ولكن الفضلات غير متماسكة، يعني شبه إسهال، وهنالك دائما أصوات في معدتي أصوات (قرقعة) ولا أشعر بالفراغ بعد قضاء الحاجة، لا يوجد حرارة ولا نزيف آكل جيدا، ولكن الألم يتمركز أسفل البطن، ويمتد يمينا ويسارا أصوات دائمة في معدتي.

منذ سنة تقريبا حصل نفس الشيء لكن بدون إسهال أقصد الأصوات ولكن الآن الأصوات مع إسهال.

حدث هذا بعد أن قال لي الطبيب أني أعاني من انسدال الصمام التاجي في القلب لا أعرف ماذا أفعل أنا في بلاد الغربة، ولا أتكلم لغتهم جيدا، وهذه دراسة الأعضاء الباطنية...

الكبد طبيعي الحجم متجانس، والحواف منتظمة.
المرارة طبيعية الحجم، وغير محصاة.
الطرق الصفراوية داخل الكبد طبيعية وغير متسعة.
الطرق الصفراوية خارج الكبد طبيعية وغير متسعة.
البنكرياس لم يدرس.
الطحال طبيعي.
الكلية اليمني واليسرى طبيعي.
الوريد الأجوف السفلي طبيعي.
الأبهر البطني طبيعي.
غازات.

حالتي النفسية تعبانة، وأنا دائم التفكير؛ لأنني لم أستفق بعد من مشكلة انسدال الصمام التاجي، فهل مشكلتي تقتصر فقط على القولون العصبي أم أنني بحاجة إلى الموضوع على محمل الجد؟ وأن أستشير طبيبا هنا أو أنني بحاجة إلى تنظير؟

عافاك الله ومشكور سلفا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وحقيقة قد أعجبتني رسالتك المتميزة، وقد سردت الأعراض بدقة شديدة تساعدنا في التشخيص، هذه الدقة المتناهية والانضباط في ذكر الأعراض بهذه الصورة لهو أمر إيجابي جدا، لكن سلبيته هو أن نمطك في الترتيب والتنظيم والكتابة يدل على وجود بعض السانحات والسمات الوسواسية البسيطة.

أرجو أن تعذرني في ذكر هذا لكنها حقيقة، وهذا بالطبع يفيدنا إيجابيا أيضا في معرفة نوعية شخصيتك، والذين يعانون من الوساوس البسيطة لا شك أنهم يعانون من درجة أكبر من القلق، وهذا يجعلهم يتدققون ويتفحصون، وقد تشغلهم أعراض بسيطة.

إذن الأمر إن شاء الله كله إيجابي وجيد، فقد ساعدتنا في التشخيص، وأنا أؤكد لك وبصورة قاطعة بإذن الله تعالى أنك تعاني من اضطراب في القولون العصبي، وكلمة (عصبي) يقصد بها عصاب، والعصاب يقصد بها القلق والتوتر.

فهذه الأعراض الكثيرة من كثرة في الغازات وظهور هذه الأصوات في المعدة وعدم الإفراغ التام بعد قضاء الحاجة، وعدم تماسك الفضلات، والشعور العام بعدم الارتياح في الجهاز الهضمي، لهو دليل قاطع على وجود اضطراب في القولون العصبي.

أرجو أن يكون ذلك مطمئنا بالنسبة لك، والذي أقصده أن القولون العصبي كعرض مزعج لكنه كحالة طبية لا يحمل أي درجة من الخطورة، فهو يعتبر حالة قلقية في المقام الأول، وتوجد نظريات أخرى، لكن نظرية القلق هي النظرية المعتبرة.
الحمد لله تعالى كل أجهزة جسدك سليمة، وفي صحة ممتازة.

ما العمل؟ ما هي الحلول؟
الحلول بالنسبة لإجراء التنظير، أنا لا أعتقد أنك في حاجة إليه، لكن عدم القيام به أيضا سوف يضعك في نوع من الشكوك والمزيد من الوساوس، فإن كان الأمر متيسرا أنصحك بأن تقوم بإجراء المنظار، أما إذا كانت هنالك أي صعوبات نسبة لموضوع اللغة والغربة وهذه الأشياء فهنا أقول لك: أجله، ولا تهتم به، وحين تعود إلى بلدك إذا كان في الإمكان القيام به فهذا لا بأس، لكن يجب أن لا يسبب لك شاغلا، لأن مثل حالتك في الغالب المنظار لن يظهر أي شيء إن شاء الله، كل شيء سيكون سليما، من المهم جدا أن تمارس الرياضة، فهي ذات فائدة كبيرة جدا.

ثانيا: حاول أن تغير نمط حياتك، املأ فراغك، أدر وقتك بصورة صحيحة، وتجاهل بقدر المستطاع هذه الأعراض، فمجرد التركيز عليها والتفكير فيها يجعلك تسترسل فكريا حول الأعراض ويتم تضخيمها وتجسيمها وإعطاءها تفسيرات وتأويلات قائمة على القلق والتوتر، وهذا يزيد من قلقك.

ثالثا: حاول أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، وذلك بجانب الرياضة، وهذا كله يمكن أن تحققه من خلال إدارة الوقت بصورة جيدة. لا شك أن عليك واجبات حياتية كثيرة، فأنت في تلك البلاد لهدف معين، ولابد أن تجتهد لتصل إلى ما تصبو إليه إن شاء الله تعالى.

رابعا: شراب النعناع المركز وجد أنه مفيد وجيد، ونسبة لنوعية الأطعمة حاول أن تتخير الطعام الذي وجدته مناسبا. كثيرا ما ينصح للذين يعانون من القولون العصبي بأطعمة معينة، لكن الأفضل هو أن يعتمد الإنسان على تجربته الخاصة، ويتناول الأطعمة التي لا تسبب له الضرر.

أخيرا أقول لك فيما يخص الحالة: أن موضوع الصمام المايترالي يجب أن لا تشغل نفسك به، فهذا طبيعي، عشرة إلى خمسة عشر بالمائة من الناس يعانون مما تعاني منه، ولا تعتبر حالة مرضية.

أنا لا أريد أن أبسط الأمور أو أخفف عليك، أو أطمئنك بغير وجه حق، على العكس تماما أنا حريص على صحتك، وأريدك أن تتملك الحقائق الصحيحة، وأؤكد لك أنك إن شاء الله على خير وسوف تكون على خير.

من الضروري أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف، وأفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك انتقل إلى جرعة التوقف من اللسترال، وهي أن تجعل الجرعة حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات