هل ممكن يكون التعارف والزواج عبر الماسنجر ناجحا؟

0 446

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب تعرفت على فتاة منذ سنة تقريبا عن طريق الإنترنت، وتعلق قلبي بها، وصرت معجبا بها، لدرجة أني طلبتها للزواج دون أن أرى وجهها حتى الآن! وهي معجبة بي، وأنا لم أكذب عليها قط.

هي الآن متعلقة بي بدرجة لا توصف، وهي فتاة حساسة جدا، وأنا من شروط اختيار زوجتي بأن تكون شرعية، وتلبس الحجاب الشرعي، وعرفت منها أنها لا تلبس اللباس الشرعي.

نصحتها كثيرا بأن تلبس الحجاب، لكنها دائما تقول لي إنها ليست مقتنعة به، وإنها إذا لبست الحجاب تريد أن تكون مقتنعة به حتى لا تخلعه مرة ثانية، هي مترددة حتى الآن، وأنا أصبحت مترددا في الارتباط بها بسب عدم اقتناعها بذلك، مع أن قلبها متعلق بي.

أنا الآن خائف من أن لا تلبس اللباس الشرعي، مع أنها وعدتني بذلك، وفي نفس الوقت أخاف عليها إن تركتها بأن تصاب بمشاكل نفسية، وأن أكون سببا لدمارها نفسيا وعاطفيا، وأن تدعو علي ليل نهار لأني وعدتها بالزواج ولم أنفذ وعدي، أخاف إن استمررت معها بأن ينزل علي غضب من ربي! أنا لا أريد أن تستمر علاقتي فيها بصورة محرمة، وأنا الآن في حيرة من أمري، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن علاج ما أنتم فيه يبدأ بالتوبة النصوح، ثم بالمجيء للبيوت من أبوابها، وأول وأهم الخطوات هو إيقاف مسألة التواصل حتى يحصل التصحيح للوضع، والإسلام لا يقبل أي علاقة بين شاب وفتاة إلا في أطار المحرمية أو الزوجية.

واعلم أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، والتواصل عبر النت لا يعطي الحقيقة، ومن هنا فنحن ندعوكم جميعا إلى مراقبة الله والتمسك بآداب الشرع، ثم عليك بطلب يدها بطريقة رسمية، مع ضرورة أن يكون أهلك وأهلها على علم بالموضوع وليس من المصلحة أن تخبرهم بأنك كنت على علاقة بها حتى لا يحملهم ذلك على العناد وإساءة الظن بك وبها.

ويمكن أن تطلب من إحدى محارمك أن تتعرف على الفتاة وأسرتها ومن حقهم أيضا أن يتعرفوا عليك وعلى أسرتك؛ لأن الزواج رباط بين أسرتين فإذا حصل التعارف، فلا مانع من طلب الرؤية الشرعية؛ لأن الإنسان قد يعجب بأفكار الإنسان وأسلوبه ولكنه لا يرتاح عند رؤيته، ومن هنا كان اهتمام الشريعة بهذا الجانب، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والرؤية الشرعية لا بد أن تكون في حضور محرم من محارمهما فإذا حصل الميل منك ومنها فهذا مبشر بالخير والوفاق.

وللعلك لاحظت أن الإسلام لا يقبل إلا بعلاقة شرعية معلنة، ولا يعترف بعلاقة لا توصل إلى الرباط الشرعي، فإذا حصل الحب فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وأرجو أن تعلم أن خوفك عليها وخوفك من اللوم لنفسك وخشيتك من دعائها عليك أمور لها اعتبار، ولكن ليس العلاج في الاستمرار على الخطأ، والخروج من المأزق في البداية على مراراته أهون بكثر من الاستمرار في الخطأ والتمادي في المعصية، واعلم بأن العظيم يستر ويستر فإذا تمادى الإنسان وبارز الله بالعصيان هتكة وخذله وحرمه { فليحذر الذين يخالفون عن أمره}

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالتقرب إليه وعليك بالدعاء، وفي الختام يسعدني أن أشكر لك هذا التواصل مع الموقع، وأشكر لك هذه المشاعر النبيلة تجاهها، وأهنئك على هذه الروح التي دفعتك للسؤال، وإنما شفاء العي بالسؤال، فاستجب لشريعة الكبير المتعال، ونسأل الله أن يصلح لك الأحوال.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات