أصبحت أكره أخي الأصغر وأتمنى موته بسبب تعامله معي

0 664

السؤال

أنا أكبر أخواتي وإخواني، أدرس سنة أولى في الجامعة، مشاكلي في البيت سببها أبي وأمي وأخي، بدأت المشاكل وأنا في الصف الأول الثانوي، حيث اشترى أبي لي جهاز حاسب آلي، أخي الذي أصغر مني، وعمره 10 سنوات في ذلك الوقت صار يتحكم في الحاسب، والمشكلة أن أبي وأمي يؤيدانه ويقولان إنهما اشتريا الحاسب له وليس لي، فبدأ يأخذ (المواس) فيخفيه ولا يرجعه لي إلا بمقابل، وكل مرة على هذه الحال، وأبي لا يفعل شيئا بل يشجعه على ذلك، ومن ناحية المدرسة كنت أكرهها ولا أستيقظ بسرعة، ودائما في مشاكل مع أخي أمام عمي، وعمي يتدخل بالضرب.

إذا ذهبنا إلى السوق يأخذ المال الذي معي ليحاسب الأغراض التي أشتريتها، ولا يعطيني الباقي، إذا حاسبت أنا يخبر والدي، ووالدي يقوم بمعاقبتي أمامه، ويقول : هو يحاسب عنك، وإذا أخبرته بأنه لا يسترجع المال، فيقول: دعيه يأخذه.

دائما إذا ذهبنا السوق أجده خلفي يتكلم علي، إلى الآن هو على هذا الحال يخبر الناس عني أشياء خاصة جدا، وأتفاجأ كل مرة نقوم بزيارة أقاربنا يخبروني بما قال، وإذا أخبرت أبي يقول هذا كذب، وانتشرت الأخبار الكاذبة عن أنني أحب شخصا، وبسبب الأشياء الكاذبة عني تراجع قريب لنا عن الزواج مني بسبب كذب أخي المتواصل علي، ويتباهى أمام أقاربنا بأنه ضربني، وأنني بكيت، دائما يكذب علي، وبسببه أبي يعاتبني ويحرمني من أشيائي الخاصة، ودائما أمي تقارنني به، هو عمره الآن14، وهو إنسان مكره إلا أن الجميع يصدقونه، أمي تغار مني، أي شيء أريده حتى لو أنها لا تحتاجه تريد مثله هي، وأخي يرفض ذلك، ولا يشتري لي ولها، أبي دائما يسمع كلام أخي، مرة طلبت من أبي يشتري لي ملابس ذهب، قال أخي له: عندها ملابس فرفض أبي شراء الملابس، دائما ألبس ملابس أخواتي الأصغر مني، كل ذلك بسبب أخي، إذا فعلت أي شيء يذهب ويخبر والدي فيقوم أبي يعاتبني، ويسخر مني أخي ويضحك دائما علي، يتكرر هذا الحال لأن أبي دائما يقول لي أعطيه مالا، وإذا أخبرته أنه ليس عندي مال فيقول أخي: إنها تكذب عندها مال، فيقوم أبي بتهديدي، وأمي كذلك دائما أرأها تأخذ من أغراضي وإذا كنت أريد أخذها تصيبني حالة رجفة بالأطراف لذلك لا أفعل شيئا.

أصبح أخي يتمادى، وأحس أنني ضعيفة بسبب الارتجاف الذي يصيبني عندما أراه أو أسمع صوته مع أنه جبان، يقول لي دائما: هدى تخاف مني، ودائما يقول سأعطيك (كف) من زمان إذا ضربته أبي يدافع عنه، وكذاك أمي، وأمي دائما تقول أمامه احترمي أخيك، إذا قال لي كلاما سيئا أمي وأبي يضحكون، وكذا أخي، وكل مرة تصيبني رعشة، أصبحت الآن أكره الحياة مع أهلي، وأمي لا تحترمني ودائما تضربني أمام أقاربنا وأنا في هذا السن، لا أحب فعل شيء داخل المنزل أبدا، وآكل وأصابتني حالة عدم الإحساس وإدراك الواقع.

أريد علاجا سلوكيا، ذهبت إلى الأخصائي لكن لم أكمل العلاج، وقد أخطأت لأني لم أخبره بالمشاكل التي عندي، لأن أمي ستخبر والدي، ووالدي بالتالي سيعاتبني.

أريد حلا لمشاكلي التالية فأخي دائما يتلفظ علي بألفاظ تزعجني، إذا حاولت ضربة تنتابني رعشة في اليدين، ودقات قلب سريعة، وأبي وأمي يدافعان عنه دائما، ويأخذ المال الخاص بي، ولا أحد يتكلم، وإذا أردت شراء أي شيء يذهب ويشتري مثله، وأبي يسترجع الذي اشتره بعد عدة مشاكل.

أنا خائفة من المستقبل، أخواتي اللاتي أصغر مني سيتزوجن، وسأبقى وحدي بسببه، تراجع أحد أقاربي عن خطبتي، ودائما يكذب علي، وبسببه صارت لي عدة مشاكل، وإذا ذهبنا السوق أبي يأخذه معنا، فيقوم بإرجاع الأشياء التي أخذتها وإذا قلت أي شيء قال أبي: المال لا يكفي، عدة مرات يأخذ الأشياء التي أخذتها ويرجعها مكانها، بسبب هذه المشاكل لم أعد أرغب بأي شيء، دائما أتمنى موته، وبسببه كرهت كل شيء، ودائما أجلس بالغرفة، أمي وأبي يعاتبانني على أشياء تافهة بسببه هو، أريد حلا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

من الواضح أن مشكلتك تدور حول العلاقات البينية بينك وبين أسرتك، وبالذات يبدو العلاقة غير سلسلة من الأم والأب، وهذا الأخ الأصغر، وربما غيرهم.

يفيد أحيانا عندما يواجه الإنسان بعض الصعوبات في علاقاته بالآخرين أن يرجع قليلا للوراء، وينظر أين الخلل في هذه العلاقات.

وقد يفيد أيضا أن تفصلي بين هذه الصعوبات، فصعوبات علاقتك بوالدك وأمك لها طابع خاص، كونهما الأم والأب، ويفيد هنا أن تحاولي أن تختلي بكل منهما على انفراد، وتحاولي من خلال الحديث الهادئ والمحترم أن تتعرفي على كل منهما، وتحاولي أن تسمحي لهما التعرف عليك، على أفكارك ومشاعرك ورغباتك، وأن تدعيهما يشعران برغبتك في رضائهما ومساعدتهما بكل ما تستطيعين، وأن تعطي نفسك بعض الوقت لتقوي هذه العلاقة معهما.

ومن الواضح أنك في حاجة لبناء شيء من الثقة بينك وبينهما، وبحيث يأخذان كلامك على محمل الجد والثقة، وبذلك يقدمان كلامك على كلام أخيك الأصغر، طالما كنت على حق.

أما بالنسبة لمشكلتك مع الأخ الأصغر، فلهذا عدة جوانب، فأولا من طبيعة بعض المجتمعات أن يملك الأخ ولو كان صغيرا الكلمة العليا على أخته أو أخواته، ولا شك أن في هذا إجحاف كبير في حق الأخت الأكبر التي هي ربما أحكم وأكثر خبرة في الحياة، والتي قد يكون أخوها الأصغر في حاجة لرعايتها وتوجيهها وليس العكس.

والأمر الثاني في علاقتك بأخيك، أن تحاولي السيطرة على الموقف وبهدوء، وكما يقال إن "الحرية تؤخذ ولا تعطى"! وربما لا يفيد أن تنتظري يوما يقول لك أخوك هذا "أنت أختي الكبرى، ولك أن تأخذي حريتك، وتكون لك الكلمة النهائية في الأمور"!!

عليك أن تثبتي من خلال حكمتك وتوجيهاتك أنك أهل لتحمل مسؤوليات هذا المنصب، ولا بد لك من أن تشعريه بالكلام وبالسلوك أنك لن تسمحي له بأن يضربك أو يهددك.

ويتحدث المفكر الكبير "مالك بن نبي" عن مفهوم "القابلية للاستعمار" أي أن المستعمر يستعمرنا لأنه يدرك أن لدينا قابلية لهذا الاستعمار، فلذلك يستعمرنا، ولو شعر بأننا رافضون للاستعمار عندها فلربما لم يجرؤ على استعمارنا!

ويمكننا استعمال هذا المفهوم في جوانب متعددة من الحياة، كما هو موقفك من أخيك الأصغر.

فربما تهجم أخوك عليك لأنك تشعرينه بشكل مباشر، وغير مباشر أنه يمكنك تقبل هذا الأمر.

وإذا أردت تحرير نفسك حقيقة من سيطرة هذا الأخ، فعليك أن تحرري نفسك أولا من إمكانية أن يتحكم بك هذا الأخ الذي يصغرك بسنوات.

ولعله يفيدك أيضا وأنت في مرحلة الجامعة أن تقللي نوعا ما من درجة الاهتمام والوقت الذي تصرفينه في أمور البيت والأسرة، وتوجهي وقتك الأكبر واهتماماتك الأكثر للجامعة والمجتمع والصداقات خارج الأسرة، ومن شأن هذا أولا أن يبني ثقتك بنفسك أكثر مما يمكنك من مواجهة هذا الأخ وغيره، ويكسبك أيضا ثقة والديك ومحبتهما واحترامهما.

وفقك الله ويسر لك كل الخير والنجاح

مواد ذات صلة

الاستشارات