السؤال
السلام عليكم.
عندما كنت طالبا في الثانوية ذهبت إلى مشوار بسيارة الوالد فأضعت الطريق ولم أرجع إلا بعد جهد جهيد، والآن أنا لا أذهب بالسيارة إلا مشوارا أعرفه، أما إذا لم أعرف الطريق فلا أذهب بتاتا، مما سبب لي الإحراج مع الأهل والزملاء.
أما إذا ذهبت إلى طريق لا أعرفه فإنني أفعل أشياء لا إرادية مثل معاكسة الطريق السريع.
قرأت أن هناك أقراص (لسترال).
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب جامعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فشكرا لك على السؤال المقتضب.
يبدو أنه بعد أن أضعت الطريق وأنت في الثانوية قد أصبت بنوع من الصدمات النفسية، حيث لم تعد إلى البيت إلا بعد جهد جهيد كما قلت، ولذلك فأصبح عندك ما يمكن أن نسميه منعكسا شرطيا؛ حيث ارتبط عندك الطريق الجديد -أي طريق جديد- باحتمال الضياع مجددا، وأنك قد لا تستطيع العودة إلى المنزل، وتماما كما حدث معك في الماضي.
ومن العادة أن يخدعنا دماغنا، وليس هذا بالضرورة بطريقة سلبية، وإنما من باب الحفاظ علينا وعلى أمننا وسلامتنا، فكلما ذهبت في طريق جديد، يقول لك دماغك: انتبه فأنت في طريق جديد، وقد تضيع فيه كما ضعت من قبل، فانتبه لسلامتك.
ولذلك فأنت لا ترتاح إلا بأن تعرف مسبقا طريق الذهاب وطريق العودة، كي لا تتكرر تجربة الضياع السابقة.
وما المطلوب الآن؟
أن تعطي نفسك فرصة أخرى أنه يمكنك أن تذهب في طريق جديد، ومع ذلك فأنت لا تضيع، ويمكنك السير فيه، وقضاء حاجتك التي أتيت من أجلها، ومن ثم العودة بكل أمن وسلامة.
وأنصحك بأن تذهب أولا في طرق بسيطة غير مزدحمة وغير معقدة، ويمكنك أن تصطحب معك صديق أو قريب ترتاح له، ويمكنك الاعتماد عليه، وتحاول بناء الثقة بنفسك رويدا رويدا، حتى تصل إلى مرحلة تستطيع فيها الذهاب في أي طريق ومن دون أن تشترط معرفته مسبقا. وستلاحظ من خلال الوقت أنه يمكنك السير في طريق جديد، ومن دون أن تضيع، ومن دون أن تضطرب أو تشعر بالحرج.
المهم أن تعطي نفسك فرصة لاكتساب هذه الخبرة الجديدة، والتي ستعاكس الخبرة السابقة التي تعلمتها وأنت في المرحلة الثانوية.
قد تفيدك قليلا بعض الأدوية كدواء اللسترال الذي ذكرت، وهو من الأدوية المضادة للاكتئاب، إلا أن العلاج الرئيسي والأكثر فعالية في مثل هذه الحالات هو العلاج السلوكي بالذهاب في الطرق الجديدة، واكتساب الخبرة الجديدة.
وفقك الله ويسر لك كل السبل القديمة والجديدة.