السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور محمد عبد العليم:
أنا الآن أتناول العلاج الخاص بالوسواس القهري والاكتئاب, والحمد لله -بفضل الله-تعافيت كثيرا, أنا أتناول (الفافرين) بجرعة 200 مجم، و(يلبترين) بجرعة 300 مجم، في بعض الأحيان أشعر بالضيق هل هذا طبيعي؟
ذهبت إلى الطبيب فأضاف لي (الدوجماتيل) بجرعة 100 مجم، هل هذه الجرعة كافية؟ وما هو دور الدوجماتيل في علاج الاكتئاب النفسي؟ وهل الاكتئاب يزيد عند بعض الناس في شهري سبتمبر وأكتوبر؟ وهل هذه المعلومة صحيحة؟
مشكلة أخرى: عندي بعض الصعوبات الجنسية, مثل: تأخر القذف, وعدم الإحساس بالمتعة عند الجماع, ما هو السبب؟ وهل استخدام اليد في عملية الإنزال تؤثر على الإحساس بالمتعة عند الجماع؟
سؤال أخير: هل الدوجماتيل يؤثر سلبيا على الجنس؟
جزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالحمد لله تعالى أن أحوالك قد تحسنت جدا, وأنك قد تعافيت كثيرا، وأسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين العافية, وأن يجعلنا شاكرين حامدين له على العافية.
بالنسبة لحالات الزهق البسيطة التي تنتابك يجب أن لا تكون شاغلة لك، فالإنسان يتقلب مزاجه في بعض الأحيان، وهنالك من علماء النفس من يرى أن الإنسان لا يمكن أن يشعر باللذة, وحسن المزاج, وانشراحه إذا لم يحس بشيء من الزهق والقلق, وربما الاكتئاب البسيط, هذه ربما تكون فكرة فلسفية, لكنها أيضا تستحق التفكر والتأمل فيها.
فيا أخي الكريم: تجاوز هذه النوبات البسيطة من خلال أن لا تشغل نفسك بها أبدا، وتذكر أنك في معظم الوقت معافى تماما, وفي صحة جيدة، وحاول أيضا أن تغير من نمط حياتك بقدر المستطاع، وركز أيضا على الرياضة، على تمارين الاسترخاء، الانغماس في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، هذا يعطيك دفعات إيجابية جدا نحو كمال التعافي, وارتفاع معدل الصحة النفسية -إن شاء الله تعالى-.
إضافة الدوجماتيل أعتقد أنها إضافة جيدة، لأن الدوجماتيل في الأصل هو مضاد للقلق, ومحسن بسيط للمزاج، ولوحظ تماما أنه حين يعطى مع الأدوية المضادة للاكتئاب, أو المخاوف, أو الوساوس يزيد من فعالية هذه الأدوية، أو على الأقل تكون النتائج أطيب من أن يتناول الإنسان الدواء المضاد للاكتئاب, أو الوساوس وحده.
فإذن هنالك دفع إيجابي حين يتم تناول الدوجماتيل، هذه الفعالية التضافرية مطلوبة -خاصة لعلاج الوساوس القهرية والاكتئاب- فتناوله على بركة الله، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وجرعة مائة مليجرام هي جرعة بسيطة جدا، وإن شاء الله تعالى تجني منها فوائد كثيرة.
بالنسبة للاكتئاب النفسي وفصول السنة, هنالك الكثير من البحوث التي تتعلق بهذا الأمر، من المعروف أن الاكتئاب في بلداننا يزيد في فترة الربيع، وكذلك الصيف، والبعض يسأل لماذا الربيع؟ الربيع وقت طيب وجميل, ربما يكون التفسير أن ذلك مرتبط بكيمياء الدماغ, بالنسبة للشهر التاسع والعاشر ربما تزداد أيضا نسبة الاكتئاب قليلا لدى بعض الناس.
لكن -يا أخي الكريم-: لا أريدك أبدا أن تشغل نفسك بهذا الكلام، لأن البحوث في هذا السياق -لا أقول إنها قليلة- لكن كثيرا ما تكون متناقضة، وهنالك فرق بين الذين يعيشون في القطب الشمالي والقطب الجنوبي، وهذه التداخلات والتغيرات البيولوجية قد تلعب دورا، لكن لا نستطيع أن نقول دورا أساسيا.
هذه مجرد ملامح, ومن الضروري أن لا نكون نمطيين في تفكيرنا كما ذكرت لك، لأن الواحد إذا اعتقد أن الاكتئاب يأتيه في الصيف، فهذه الموسمية في التفكير, والخوف من المرض في حد ذاته ربما تجلب الاكتئاب، فأتمنى أن نأخذ هذه المعلومات بحذر.
بالنسبة للصعوبات الجنسية مثل: تأخر القذف,أعتقد أن الفافرين قد يكون لعب دورا في ذلك، لكن في نفس الوقت من المفترض أن يكون (الوليبوترين) عاملا مساعدا لتحسين أدائك الجنسي.
عموما استمر على الأدوية كما هي، ويمكن أن تكثف من خيالاتك الجنسية, وكذلك اللعب الجنسي قبل الإيلاج، هذا بالطبع سوف يجعل تأخير القذف أقل حدوثا، والإحساس بالمتعة عند الجماع أيضا هو مرتبط بالخيال الجنسي لدرجة كبيرة.
استخدام اليد لا أعتقد أنه أمر رشيد في عملية الإنزال، البعض قد يساعده، وأعرف أن هذا الأمر هنالك من يشجعه، لكن أعتقد أنه إذا تركت الأمور على طبيعتها وصيغتها الغريزية فهذا أفضل، واستعمال اليد للإنزال لا شك أنه سوف يحرم المرأة من الإشباع الجنسي، وهذا أمر غير مرغوب فيه، فالجنس أخذ وعطاء.
سؤالك حول الدوجماتيل: إذا كان بجرعات كبيرة مائتي أو ثلاثمائة مليجرام مثلا قد يؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب حتى عند الرجل، وهذا ربما يؤدي إلى ضعف جنسي بسيط، لكن بجرعة خمسين أو مائة, أو مائة وخمسين مليجراما لا أعتقد أن لذلك أي أثر.
بالنسبة للنساء: ليس له أثر واضح, وإن كان يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية لدى بعضهن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.