السؤال
أعيش أياما صعبة بالنسبة لي، مليئة بالقلق والخوف والرعب، تعرضت لكدمة على الرأس قبل 6 سنوات على الجهة اليمنى في مؤخرة الرأس، بعد تلك الكدمة برز مكان الكدمة، ولم أعره أي اهتمام، لكن عندما أضغط عليها أشعر بألم، فقررت عمل حجامة قبل شهر، وفعلا عملت الحجامة، وخف بروز المنطقة تلك، ولكن عندما أضغط عليها أشعر بألم، وبعد فترة أصيب عمي بمرض أسأل الله الكريم أن يشفيه، لا أستطيع تذكر اسم ذلك المرض، وهو في المخ، وعندها انتابني الخوف والقلق، وبعدها أشعر بألم في أعلى رقبتي ونهاية رأسي من الخلف، وأشعر بوخزات؟
ما الحل؟ وهل يحتاج الأمر الذهاب إلى الطبيب؟ وهل فترة 6 سنوات كافية لتعدي مرحلة الخطر؟ - أقصد تاريخ الكدمة أو الرض - وهل ألم الضغط طبيعي؟ ولماذا أشعر أن الجهة الخلفية ثقيلة عند تحريك رأسي بسرعة يمينا وشمالا؟ ومتى يحتاج الأمر لتدخل طبي؟ وعندما آكل أشعر بألم في الجهة اليمنى من الرقبة يمتد إلى مؤخرة الرأس مثل العصب فهل هذا طبيعي؟
أريد تفسيرا حفظكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه يعرف أن الكدمات التي تحدث للرأس قد ينتج عنها تجمع دموي، وهذا التجمع الدموي قد يبدأ في الانحسار والانكماش، لكنه قد لا يختفي بالكامل، وما تبقى منه قد يتحجر وقد يتصلب ويظل موجودا، وهذه الحالات تعتبر حالات بسيطة جدا وليست خطرة، ويعرف أن هذه الكدمات حين تحدث لصغار السن من أمثالك لا تسبب أي نوع من المخاطر، لكن بالنسبة لكبار السن قد تؤدي إلى ارتجاجات في الدماغ، وربما نزيف داخلي في بعض الأحيان، وهذا يظهر دائما بعد مثل هذه الحوادث لمدة ليست طويلة.
فأرجو أن تطمئن تماما أن الحالة حالة بسيطة، حالة حميدة، والتكور أو التجمع الذي ظل موجودا كما ذكرت لك هو ناتج من التصلب الدموي الذي حدث، والشعور بالألم هو نقطة إيجابية جدا، لأن الأورام السرطانية لا تسبب ألما مطلقا، لا يحس صاحبها بألم في مكان التورم نفسه، وشعورك هذا بالألم دليل قاطع على أن هذا الأمر هو أمر بسيط وأمر حميد وأنه ناتج من تجمع دموي، فأرجو أن تطمئن تماما.
نسأل الله تعالى لعمك الشفاء، والذي استطعت أن أستنتجه أن عمك – شفاه الله – ربما يكون قد عانى من ورم في المخ أو شيء من هذا القبيل، ومثل هذه الأحداث – أي إصابة العم بمرض في المخ وأنت قد حدثت لك إصابة في الرأس – يحدث نوع من التوحد النفسي أو الرابط النفسي ما بينك وبينه، وهذا يؤدي إلى شعورك بالقلق ويسبب لك المخاوف المرضية.
إذن الحالة أيضا هي حالة نفسية مفهومة جدا ومعروفة، وتفسيرها نرجحه لأنك قد تكون حساسا وعاطفيا بعض الشيء، وأرجو أن تعتبر كل الذي حدث لك لا علاقة له بالأمراض، هي مجرد حساسية في شخصيتك وقلق ومخاوف.
أنت - الحمد لله تعالى - في صحة جيدة وفي صحة كاملة، والآلام التي تحدث لك في الرقبة من الجهة اليمنى وتمتد إلى مؤخرة الرأس هي كلها جزء مما نسميه بالمراء المرضي، أي التخوفات المرضية، هذه كلها انشدادات عضلية ناتجة عن القلق وليس أكثر من ذلك، وتجاهلها لا شك أنه هو خط العلاج الأول، وأنا لا أرى أي داع للذهاب إلى الطبيب، لكن إن أردت أن تذهب فقط من أجل الاطمئنان فهذا أيضا لا بأس به، بشرط أن لا تتردد على عدد من الأطباء، يجب أن تقتنع من الوهلة الأولى بما يقوله لك الطبيب إن رأيت أن هنالك ضرورة للمراجعة.
المخاوف المرضية يتم التخلص منها من خلال التوكل وترديد قوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} والعمل بها، والثقة بالنفس، والدعاء بسؤال الله العافية من كل داء، وممارسة الرياضة، وأن تستفيد من وقتك بصورة إيجابية وصحيحة، وأن لا تترك مجالا للفراغ ليسيطر عليك.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.