السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 21 سنة، أدرس بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية شعبة تقني متخصص في إدارة المقاولات في ثاني سنة.
أريد -إن شاء الله- من خلال هذه الرسالة الاستفسار عن دواء أتناوله منذ ما يقارب 3 أشهر على التوالي، وهو سيربلكس، بجرعة 10 مج، بمعدل قرص يوميا، وقد وصفته لي طبيبة مختصة في الطب النفسي كعلاج لأزمة الخوف التي تنتابني عند اقتراب موسم الامتحانات، مما يجعلني لا أذاكر بشكل جيد، بالإضافة إلى قلة تركيزي يوم الامتحان.
المهم أريد أن أعرف هل لهذا الدواء تأثير على ذاكرتي؟ وعلى طاقتي الذهنية كالذكاء والقدرة على الحفظ على سبيل المثال؟
مع العلم أنني بدأت أحس بتغير طفيف من الناحية النفسية (المخاوف).
في انتظار جوابكم.
تقبلوا مني أطيب تحية وخير سلام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ younesse حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،،،
فقبل أن أتحدث عن الدواء أود أن أقول لك أن المخاوف منتشرة جدا، ونوعية المخاوف الذي تعاني منها هو خوف من الدرجة البسيطة، أو هكذا يشخص، وهو نوع من القلق النفسي الظرفي، لابد أن تتجاهله، لابد أن لا يكون لك شاغلا، ويجب أن تعرف أن القلق مطلوب في مواقف معينة وكذلك الخوف، فأن يقلق الإنسان قليلا عند الامتحانات أو في أوقات المواجهات هذا أمر طبيعي جدا.
يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك، يجب أن تعرض نفسك لمصادر خوفك، وأنا من ناحيتي أقول لك أن الخوف هو خبرة مكتسبة ليس دليلا على ضعف شخصيتك أو قلة في إيمانك، وأؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، وهنالك حقيقة مهمة جدا: أن الأعراض الفسيولوجية التي تحس بها من تسارع في ضربات القلب أو ضيقا في التنفس أو دوخة أو شعورا بالرجفة أو شيئا من هذا القبيل، هذه مشاعر داخلية ذات طابع فسيولوجي ولا يحس بها الآخرين أبدا.
فإذا أنت غير مفضوح، أنت غير مكشوف للآخرين، لا أحد سوف يسخر منك أو يستهزأ بك، أرجو أن تتفاعل اجتماعيا، طور مهاراتك، وابدأ بالأشياء البسيطة، مثلا حين تحي الناس كن مرفوع الرأس، تبسم في وجه إخوانك، كن دائما في الصفوف الأولى في المساجد وفي المناسبات، حاول أن تأخذ المبادرات، هذا فيه الكثير من الفائدة التي تساعد في التخلص من المخاوف.
بالنسبة للدواء الذي أعطي لك وهو سبرالكس والذي يسمى علميا باسم استالوبرام، هو من الأدوية الممتازة، الأدوية الفاعلة، تنتجه شركة لون بك وهذا الدواء يتميز بأنه سليم، لا يؤثر مطلقا على الأعضاء الرئيسية في الجسم، كما أنه لا يؤدي إلى الإدمان.
عيبه الوحيد أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس، كما أنه قد يؤدي إلى تأخير القذف المنوي لدى الرجال عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤدي إلى العقم أو أي خلل آخر، وهذا التأثير – أي التأثير على الإنزال المنوي – هو تأثير مؤقت، وهذا يعتبر علاجا ممتازا بالنسبة للذين يعانون من سرعة القذف، إذن الدواء دواء تخصصي، دواء ممتاز، دواء نقي، دواء فاعل جدا.
الجرعة ربما تحتاج أن ترفعها إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم تخفضها بعد ذلك إلى عشرة مليجرام لمدة شهر أو شهرين، وأهم شيء هو أن تتقف من الدواء تدريجيا، أي أن تخفض الجرعة بعد ذلك إلى خمسة مليجرام لمدة شهر مثلا، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.
هذه هي الطريقة السليمة والصحيحة للتعاطي مع السبرالكس، وهو دواء سليم جدا كما ذكرت لك.
الدواء لا يؤثر أبدا على الذاكرة، بل على العكس تماما هو يحسن التركيز، وهذا يعني تحسين الذاكرة، وارتفاع الطاقات الذهنية - إن شاء الله تعالى -.
أرجو أن تطمئن تماما حول سلامة هذا الدواء وفعاليته في نفس الوقت، وأسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية والنجاح.
إضافة بسيطة، وهي: إذا كانت المخاوف التي لديك مصحوبة بتسارع شديد في ضربات القلب هنا ننصح بأن تتناول دواء إضافيا يعرف تجاريا باسم إندرال، والجرعة المطلوبة هي صغيرة جدا، وهي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله، كما يمكن تناوله عند اللزوم ويكون ذلك بجرعة عشرين مليجراما ساعتين قبل الانخراط في مهمة أو نشاط اجتماعي يتوقع الإنسان فيه أن المواجهة سوف تؤدي إلى شيء من الخوف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.