مشاعري جافة ولا أستطيع أن أقول كلام الحب لزوجتي

0 460

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أطرح عليكم مشكلتي مع زوجتي، وآمل بحلها، وهي أن زوجتي تشتكي مني كثيرا بأنني لا أتكلم معها عند حضوري للمنزل بعد الدوام، رغم أنني أشاهد قنوات الأخبار والاقتصاد وأنا صامت.

السبب من وجهة نظري أنها لا تشاركني في السياسة والاقتصاد، وكلامها إما عامي أو رومانسي، وأنا مشاعري جافة جدا، ولا أحب هذا الشيء! أي لا أحب الكلام الرومانسي، لأنني لا أحبها بالأصل، رغم أنها تقوم بواجبها كاملا نحوي ونحو الأولاد - بارك الله فيها -.

السبب قد يكون بأن زواجي منها ليس عن طريق زواج حب، بل من أجل إكمال ديني وإنجاب أولاد منها فقط، هذا كان تفكيري من بداية زواجي، ولم أجعل الحب هو تفكيري الأول، ولم أفكر به أصلا، والآن لدينا طفلان، سبع سنوات وأربع سنوات - ولله الحمد - وأنا أخشى على حياتنا الأسرية، لأنني جاف المشاعر والأحاسيس نحوها - كما تدعي - وهذا ليس بيدي والله، لكنه شعوري الداخلي نحوها، وهي تذكر هذا دائما لي، بأنني تزوجتها كي تعمل وتخدمني أنا وأطفالي فقط، وأنا أنكر لها ذلك، رغم أن كلامها صحيح.

هل أنا أناني وأحب نفسي فقط؟ وكيف أتغلب على جفافي الرومانسي نحوها؟ فلساني يعجز عن قول أحبك يا زوجتي! رغم أن زواجنا مر عليه ما يقارب التسع سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالصحابي الجليل عمرو بن العاص سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه؟ فقال عليه الصلاة والسلام بصوت مسموع أمام الناس: عائشة، فقال له عمرو فمن الرجال؟ قال صلى الله عليه وسلم أبوها، وفي هذا تعليم لكل الرجال بضرورة أن تكون لهم مشاعر، وأن يعلنوا عن مشاعرهم.

ومن هنا فنحن ندعوك للاهتمام بهذا الأمر، وقد أعجبني إنكارك لاتهامها لك بعدم الحب، وأرجو أن تتكلف هذا الأمر حتى يصبح لك عادة، واعلم بأنك تؤجر بإدخال السرور عليها، وسوف تبادلك الوفاء بمزيد من الوفاء، فاتق الله رب الأرض والسماء، ولا تجعل زوجتك تعيش المعانة والجفاء، واجعل قدوتك خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، الذي سابق الحميراء، ومسح دمعة صفية، رغم أن أبوها كان من ألد الأعداء، وهكذا كان هديه في التعامل مع النساء، وهو الذي قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

وأرجو أن تعلم أن الزوجة بحاجة إلى كلام زوجها، بل إن المرأة تعرف منزلتها من خلال إنصات زوجها لكلامها، وقد كتب الأستاذ الدكتور/ محمد النغيمش كتابا بعنوان (المرأة تحب المنصتين) وبوب علماء السنن باب السمر مع الأهل، وأخذوا ذلك من هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم، الذي كان يجمع الزوجات ويسمر معهن ثم يبقى عند صاحبة النوبة، واستمع لعائشة وهي تتحدث عن إحدى عشرة امرأة، وكان متابعا متفاعلا مع حديثها، ثم اختار أجمل نموذج وقال لها: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك) فردت عليه بقولها: (بل أنت والله خير من أبي زرع).

وإذا كانت الزوجة تقوم بمهامها كاملة، فأرجو أن تهتم بأداء ما عليك من حسن المعاشرة، وكن في بيتك ضحاكا بساما، كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم، فقد كان يدخل السرور على أهله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونصحي لك بأن تسمع أهلك الكلام الجميل، وتكلف هذا الأمر حتى يصبح لك عادة وسجية، وشجعها على الاهتمام بالقضايا المفيدة، وأكثر من الثناء على كل جميل تقوم به، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات