السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي في الله:
في البداية أطلب منكم العذر على الأخطاء الإملائية؛ لأني في الصف الثاني الابتدائي, لأن أبي -سامحه الله- أرغمني على ترك المدرسة مبكرا, بينما سمح لأخواتي البقية بإكمال الدراسة بحجة أني الكبرى بينهن, وعلي مساعدة أمي في أعمال البيت, متجاهلا حبي الكبير للتعليم.
مرت السنون وأنا أراقب أخواتي وأقرا وأكتب معهن كل الواجبات, حتى أعنت نفسي على قراءة القرآن قدر ما أستطيع, وبعد أن حصلت أخواتي على أعلى الشهادات ظل الكل ينظر لي كأني جاهلة, ويعلم ربي أن المقربين مني يقولون: لقد ثبت أن الأدب والدين أعلى من الشهادة, والمؤلم في الأمر أن أبي وأمي غير نادمين على ما فعلوه بي, وأنا الآن قررت -وبعون من الله وبإرشاداتكم- أن أعود للدراسة الخارجية -أي عن بعد- وقد وافق زوجي على هذا الأمر رغم أن عمري 28, فما رأيكم؟ ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عزام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أعجبتني رسالتك كثيرا, وأحب أن أطمئنك أن مقدراتك – ما شاء الله – في التعبير والكتابة والإملاء عالية جدا، فمن يقرأ رسالتك لن يعتقد أبدا أنك درست فقط حتى الصف الثاني الابتدائي, ويظهر بتوفيق من الله تعالى أنك قد وسعت مقدراتك ومعارفك من خلال التعليم الذاتي المستمر، وهذا مطلوب.
أنا أشجعك تماما على مواصلة دراستك ومقدراتك واضحة، وتعرفي -أيتها الفاضلة الكريمة- أن التعليم لا يرتبط بعمر ولا بمكان ولا بزمان، وكما تفضلت وذكرت أن أعظم قيمة يمكن أن يكتسبها الإنسان في هذه الدنيا هي الدين والعلم والأدب، وأهدافك بفضل الله تعالى واضحة جدا، فمن جانبي أشجعك, وأنا أعرف تماما أن الشخص الذي هو مثلك لديه الحماس, ولديه الدافعية، ولا بد أن يصل إلى أهدافه بتوفيق من الله تعالى.
نصيحتي لك هي: أن تحسني إدارة الوقت، فهذا مهم جدا، وفقي بين التزاماتك المنزلية والزوجية, والأكاديمية, والتعليمية, والاجتماعية، ولا تنسي أن لنفسك عليك حقا، روحي عن نفسك بما هو متاح ومباح، وتواصلي اجتماعيا، وأنا على ثقة تامة أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تكونين من المتميزات.
بالنسبة للمقارنة بينك وبين أخواتك، فأرجو أن تكوني فخورة ومعتزة بالإنجاز العلمي الذي حصل عليه أخواتك، وأنا على يقين تام أن والديك لم يقصدوا أبدا أن يبخلوا عليك بفرص التعليم، لكن هذه التفاوتات موجودة في الحياة والناس ليسوا بشريحة واحدة.
محبة والديك واجبة، وكذلك برهما، وأنا على ثقة أنك على وعي وإدراك واقتدار بذلك.
أكرر لك أنني قد أعجبت برسالتك كثيرا، ومن جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح والصحة والعافية.