السؤال
السلام عليكم,,,
تزوجت زوجي وهو مريض بالفصام أو الهوس, وكت لا أدري! وكنت أعطيه "سافنيز 5 مجم" و"اكنيتون" في الطعام دون أن يدري, وكان يسبب له رعشة, ولا أستطيع أن أعطيه أكثر من هذه الجرعة, وهو لم يكن يتحسن إلى أن قرأت عن "سيروكويل" وأعطيته في الشراب؛ لأنه غير معترف بمرضه, وتدرجت في الجرعة إلى أن وصلت إلى 200 مجم, ولكنه في الأول تحسن, ولكن مع زيادة الجرعة أصبح مصابا تدريجيا بمرض الهوس, يتكلم كثيرا, وعنده نشاط.
أرجو الإفادة, وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية، وجزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، وأود أن أقول لك: إن هذه الأمراض من فصام, أو هوس, أو حالات مشابهة أصبحت الآن -وبفضل الله تعالى- تستجيب للعلاج لدرجة كبيرة.
اجتهادك مع زوجك واضح, واتخاذك منهج أن تعطيه الدواء دون علمه، هذا فيه شيء من الاجتهاد، ولا شك أنك منطلقة من حسن النية, وتكنين له كل خير، لكن لا أعتقد أن هذه الوسيلة سوف تنجح، ولا أعتقد أنها سوف تؤدي إلى تقدم علاجي حقيقي؛ وذلك لأن المريض في مثل هذه الحالات يحتاج أن يتناول الدواء أكثر من مرة, وربما لسنوات طويلة، وكثير من الأدوية تغير طعم الأكل الذي يوضع فيه الدواء أو المشروب, عموما حتى من الناحية الأخلاقية الطبية البعض لا يقر هذا المنهج.
في المقابل أنت صادقة تماما حين ذكرت أن زوجك لا يقر أنه مريض، ولا يعترف بذلك، لكن هذه النقطة والتي من الضروري جدا أن أركز عليها، وهي كيفية إقناع هؤلاء المرضى بضرورة العلاج.
أفضل طريقة للتأثير على مريض الهوس, أو الفصام هو أن يتحدث معه شخص واحد، وهذا الشخص يكون له تقدير ومكانة عند المريض، والشخص الذي سوف يتفاوض مع المريض أو يحاول إقناعه يجب أن لا يقول له إنك مريض بمرض الفصام, أو الهوس, أو أنك تتوهم, ولا بد أن تتناول العلاج، هذا يؤدي إلى إشكالية كبيرة جدا.
المريض يمكن إقناعه بأن نقول له: نلاحظ أنك تعاني من بعض الإجهاد النفسي، لديك شيء من اضطرابات النوم، لماذا لا تذهب إلى الطبيب؟ وسوف يقوم -إن شاء الله- بإرشادك وإعطائك العلاج اللازم.
وفي بعض الحالات يكون هنالك تواصل بين الطبيب النفسي وطبيب في أي اختصاص آخر, مثل: الأمراض الباطنية مثلا، وبعد أن يتم التأكيد من التشخيص يقوم طبيب الأمراض الباطنية بوصف الدواء باستشهاد من الطبيب النفسي.
الطبيب الباطني بالطبع من مهمته أن يقوم بفحص المريض كاملا، ويجري له بعض التحاليل المختبرية, هذه قد تقنع المريض بصورة أفضل.
فإذن هنالك طرق كثيرة يمكن انتهاجها, وإقناع هؤلاء المرضى بضرورة العلاج، فأرجو أن تبحثي عن الشخص الذي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على زوجك، وإن كنت أنت هو ذاك الشخص الذي يؤثر عليه فكوني كيسة وفطنة, وانتهجي أسلوب المودة معه، ومن خلال ذلك -إن شاء الله- تستطيعين إقناعه.
معظم هؤلاء المرضى حين تتحسن أحوالهم نقوم بشرح الحالة لهم، ونملكهم الحقائق العلمية بصورة لطيفة وطيبة، وتجد معظمهم يتقبلون الشرح, ويتعاونون جدا في تلقي العلاج بعد ذلك، هذه أيضا نقطة هامة يمكن أن يستفاد منها.
الآن توجد الكثير من الأدوية المضادة للفصام, وللذهان, وللهوس في شكل إبر، هذه الإبر تعطى مرة واحدة كل أسبوعين، أو مرة كل ثلاثة أسابيع، أو مرة واحدة كل شهر، هذا النوع من العلاج أيضا اختصر المسافات الزمنية, وميزة الإبر أنها تجعلنا نضمن أن المريض يتناول الدواء.
ظهرت في الآونة الأخيرة أيضا أدوية يمكن أن تذوب ذوبانا كاملا في السوائل، مثلا عقار زبركسا فلوتيب, هو دواء ممتاز جدا لعلاج الهوس والفصام، ويذوب ذوبانا كاملا، أنا أنصح بعض الأسر باستعماله في بعض الأحيان حتى يهدأ المريض، وبعد ذلك يمكن إقناعه بتلقي العلاج بصورة واضحة ومكشوفة، يعاب على زبركسا فلوتيب أنه غال بعض الشيء.
الأدوية التي تناولها زوجك الكريم ومنها السفانيز، أتفق معك أنه دواء جيد، لكن يعاب عليه أن آثاره الجانبية كثيرة، فقد يؤدي إلى التخشب، الرعشة، زيادة إفراز اللعاب، وربما ثقل في اللسان، لذا تجد معظم المرضى يبتعدون عنه تماما.
السوركويل دواء جيد لكن أرى أن الزبركسا قد يكون هو الدواء الأنسب لزوجك، أو أن يعطى أحد الإبر الشهرية أو الأسبوعية والتي هي معروفة جدا لدى الأطباء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لزوجك الشفاء والعافية.