السؤال
أنا من عشاق اللغة العربية، ولكن للأسف عشقي لها جاء متأخرا، مما جعلني أتحسر على كل أيام دراستي التي ذهبت هباء منثورا، وأشعر بالرغبة في العودة للدراسة من الصف الأول الابتدائي حتى ألم بها مجددا.
دائما ما أحاول القراءة ولكن كثيرا ما أشعر بالملل، والسبب في ذلك عدم استيعابي لأغلب المفردات في المادة المقروءة، حاولت مرارا تعلمها وتحميل كتب تساعدني في ذلك ولكنني لا أجد الوقت الكافي لتعلمها، فوقتي ضيق جدا، وعندما أجد الوقت لقراءة بعض صفحات تلك الكتب أشعر بالملل لأنني اعتدت على القراءة والدراسة من كتاب التمسه بيدي وليس من شاشة الكمبيوتر.
وهناك مشكلة أسعار الكتب غالية علي نوعا ما، فأنا لا أستطيع شراءها، لذلك لجأت لتحميلها من النت، ولكنن للأسف لم أستفد أبدا منها.
وأيضا لتعلم اللغة أحتاج لوقت طويل، ولا بد من التأسيس، فكل ما قرأته عن طرق تنمي لغتي العربية أجد أنه لا بد من تعلمها بأكملها من عروض وبلاغة ونحو وأدب، فذلك يحبطني كثيرا ويتعب عقلي ويشتت فكري، كيف لي أن ألم بكل هذا الآن وبهذا السن؟
أرجوكم ساعدوني فأنا أريد إثراء مهارتي اللغوية على الأقل لو قرأت مادة ألم بمحتواها جيدا حتى أستطيع المناقشة والمحاورة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شموخ التقوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن اللغة العربية هي لغة القرآن، وفي الاهتمام بها شرف لك ولكل من يسعى في تعلمها من بني الإنسان، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يدخلك عالي الجنان.
لا شك أن حبك للغة العربية وميلك إلى تعلمها وإتقانها يمثل الخطوة الأولى والمهمة والصحيحة، وأبشري فإن من سار على الدرب وصل، والحياة أمل، والأمل يتحقق بالعمل وبين يدي الله يجازي كل امرئ بما فعل.
ولست أدري ما هو تخصصك كمعلمة، ولكني أنصحك بالرجوع إلى المتخصصات في اللغة العربية حتى يضعوا لك جدولا مرتب لتعلم العربية واتقانها، لأن الرجوع إلى أهل الفن يقصر الطريق على من تسلكه.
وننصحك باستخدام الفصحى في التحدث، ثم كثرة القراءة؛ لأنها تزيد في الرصيد خاصة إذا أحسنت اختيار المقاطع الأدبية نثرا أو شعرا.
وأرجو أن تعلمي أن هناك شروحا للأجرومية وللألفية للشيخ العثيمين رحمه الله وهناك شرح لفطر الندى لبعض العلماء.
فحاولي أن تعيش مع اللغة قراءة وكتابة وكلاما وإسماعا، وهذا لو وجدت من يشاركنك الهم.
ولا أظنني بحاجة إلى التذكر بأهمية الارتباط بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لما للوحيين من أثر كبير على إطلاق اللسان، فافهمي معاني الآيات والأحاديث وركزي على دراسية الخصائص الأدبية للأسلوب القرآن.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يلهمك السداد والرشاد، ومرحبا بك في موقعك.
وبالله التوفيق والسداد.