السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 21 سنة، أعجبت بشاب قريبي، وأتمنى الارتباط به، وهو كذلك يبادلني نفس الشعور، ولكنه سافر للهند ليكمل دراسته، وبعد مضى 3 سنين التقينا عن طريق الفيس بوك، وأصبحنا نتكلم عن الدراسة، وأمور تتعلق بمستقبله (العمل).
علما بأنه لم يصارحني بإعجابه بي، وأنا لم أصارحه، وبعد فترة أصبح لا يتحدث معي نهائيا- وأنا متعلقة به جدا، ولا أفكر في غيره! مع أنني لست متأكدة بأنه الشخص المناسب لي أم لا؟!
حتى حينما كنت أتكلم معه نتكلم بحدود واحترام، وهو الرجل الوحيد الذي أحس معه بالأمان، وقبل أسابيع زارنا أخوه الكبير في المنزل، وأخبر أمي بأنهم يريدون طلب يدي لأخيهم، ولكنهم ينتظرون رجوعه من السفر.
المشكلة أنه لم يخبرني بذلك أبدا، لا عن طريق رسائل ولا بالدردشة، حتى فكرت أنه غير راغب في الارتباط بي، وغير جاد.
ما الحل؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن ييسر أمرك، وأن يوفقك لكل خير، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الطيب المبارك الذي يكون عونا لك على طاعة الله ورضاه، والذي يقر عينك وتسعد إليه نفسك.
بخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة – بأنك قد أعجبت بشاب، وتقولين المشكلة أنه لم يخبرك بأنه يريد خطبتك، أنا أقول: أي مشكلة هذه؟ قد يكون الرجل من الله سبحانه وتعالى عليه بخلق فاضل واستحى أن يتكلم معك في هذا الموضوع، لظنه أن هذا قد يفتح بابا من أبواب الشر عليه وعليك، فإنك لو علمت بأنه سوف يتقدم لك قد تبسطين في الحديث معه، وقد تقعا فيما يغضب الله تعالى.
أرى أن هذه ليست مشكلة أبدا، ولا ينبغي أبدا بارك الله فيك أن تجعليها قضية، وإنما أعتقد أنها نوع من الحكمة والتدبير أكرم الله به هذا الشاب.
قد يكون الدافع دافعا دينيا باعتبار أنه لعله رأى أنه ليس من حقه أن يتكلم معك وإنما يتكلم مع ولي أمرك، وقد يكون الدافع دافعا خلقيا، بمعنى أنه رأى أن هذه المسائل لا تنبغي، وأن الحياة الزوجية لا تكون بهذه الطريقة.
أرى أن الأمر عادي جدا وليس فيه حقيقة أي إنكار وليس فيه أي تجاوز، وليس فيه أي علامة على أنه لا يرغب فيك، والدليل على ذلك أن أخاه جاء ليخطبك له، أرى أن تتركي هذه الأفكار البسيطة التي لا ينبغي أن تكون عائقا أو حاجزا في سبيل بداية حياة زوجية طيبة بإذن الله تعالى.
توكلي على الله، وسلي الله تبارك وتعالى أن ييسر لك هذا الأمر، ما دام الرجل يتمتع بخلق ودين، وما دام الحمد لله يدرس دراسة متقدمة، ولعله أن يكون صاحب مستقبل طيب وتعيشين معه في أمن وأمان.
أتمنى كما ذكرت أن تتخطي هذه المسائل البسيطة التي لا ينبغي أن تكون عائقا أو عثرة، أو أن تعاتبي عليه فيها أبدا، لأنه ما فعل إلا الحق، وما فعل إلا الصواب، لأن الرجل إذا أراد أن يتقدم لخطبة فتاة وكان رجلا محترما يعرف الشرع والخلق فإنه يقينا سوف يأتي كما قال الله تعالى: {وأتوا البيوت من أبوابها} والأبواب في هذه الحالة إنما هي الأسرة، وليست العلاقة الخاصة ما بين الفتى والفتاة؛ لأن هذه العلاقة في الغالب أساسا علاقة غير مشروعة، والكلام الذي يحدث فيها يكون فيه بعض التجاوزات التي لا يقرها الشرع.
فاحمدي الله تبارك وتعالى على ذلك، وتهيئي لاستقباله بإذن الله تعالى، بل ولا مانع من الدعاء أن يكرمك الله تبارك وتعالى به ما دام صاحب خلق ودين.
هذا وبالله التوفيق.