السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من عسر المزاج أو تعكره إن شئت، كما أعاني من الأفكار السيئة، وتوقع المصائب والأمراض والتوتر، متزوج وعندي أولاد والحمد لله.
نصحني أحد الأصدقاء بدواء اسمه DEANXIT فاستخدمته ووجدته جيدا جدا؛ حيث عند تناوله يتحسن المزاج وتخف بشكل كبير الوساوس، وإن ظهرت فسهل أبعدها من تفكيري.
المشكلة أنه مكتوب على الدواء أنه للاستعمال القصير، فعند التوقف عن استعماله بيومين رجع وضعي النفسي لحالته السيئة، فأعود لاستعمال الدواء، فما الحل أفيدوني؟ هل أستمر بتناول الدواء المذكور أعلاه أم له مضار على المدى البعيد؟ كما أنني سمعت أن بلد الشركة الصانعة للدواء، لم تجز استعماله في بلدهم؟ هل هناك دواء بديل يمكن استعماله على المدى الطويل؟
أفيدوني وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما تفضلت فأنت تعاني مما نسميه بالقلق الاكتئابي، وهي حالة نفسية تعتبر من الحالات البسيطة إلى متوسطة، ومن أهم سبل العلاج هي أن تكون إيجابيا في تفكيرك، أن تمارس الرياضة، أن تدير وقتك بصورة صحيحة، هذا يعتبر علاجا مهما وضروريا من الناحية السلوكية.
أما من حيث الدواء فـ (الديناكسيت) من الأدوية البسيطة جدا، وما دامت حالتك قد استجابت بفعالية كبيرة لهذا الدواء، هذا يجعلنا نكون أكثر اطمئنانا أن الحالة غير مستعصية وغير مطبقة، فهذه بشرى كبيرة جدا، ويجب أن تكون دافعا لك من أجل المزيد من التحسن.
بالنسبة ل(لديناكسيت): أنا أؤكد لك أنه دواء سليم، لكن بصفة عامة الأدوية النفسية لا يحبذ أن يستعملها الإنسان لمدة طويلة دون رقابة طبية.
أخي: ليس هنالك ما يمنع أبدا استعمالك لهذا الدواء، لكن أنا أفضل انتقالك لدواء آخر يكون أكثر فعالية ويكون أكثر فائدة في حالتك، فالأدوية المضادة للقلق الاكتئابي جيدة وهي غير إدمانية وغير تعودية، كما أن مستوى السلامة فيها عالي جدا.
هذا لا يعني أن الديناكسيت دواء سيئ أو دواء خطر، لكن من وجهة نظري أنه دواء بسيط وخفيف جدا، فأنت إذا وضعت قاعدة علاجية راسخة وذلك من خلال تناول أحد الأدوية المعروف بفعاليتها مثل عقار زولفت أو عقار زيروكسات أو سبرالكس.
إذا استعملت أحد هذه الأدوية مثلا لمدة ستة أشهر بانتظام، مثلا السبرالكس لمدة ستة أشهر، تبدأ بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة – لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفعها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة خمسة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة خمسة مليجرام لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ثم تتوقف عن تناوله، وبعد ذلك يمكن أن تستعمل الديناكسيت عند اللزوم، وهذه ميزة كبيرة جدا في الديناكسيت، أنه لا يحتاج لجرعة تمهيدية – أي جرعة بداية وجرعة علاج واستمرار ثم جرعة توقف – فهو دواء يمكن أن تستعمله لفترة ثم تتوقف عن تناوله.
أخي: هذا هو الذي أراه، أرى أن تستعمل دواء معروف ومشهود له بالفعالية مثل السبرالكس، ونتمنى بعد قضاء مدة العلاج أن يكتب لك الشفاء -إن شاء الله تعالى-، وإن احتجت للديناكسيت في المستقبل فلا مانع أن تستعمله عند اللزوم، وإن استطعت أن تقابل طبيب فهذا لا بأس فيه أبدا.
بالنسبة للدواء المذكور الديناكسيت ليس له مضار حقيقية، وهذا الدواء تصنعه شركة لون بك وهو ليس ممنوعا في الدنمارك. يستعمل الدواء في كثير من الدول الأوربية، لكن بما أن الدواء هو خليط من دواءين، كثير من الدول لا تفضل هذه الأدوية المخلوطة، هذا لا يعني أنه يتم استغفال العالم العربي وتعطى أدوية ليست سليمة، الأمر ليس كذلك، هي مجرد تحوطات وسياسات دوائية تختلف من دولة إلى أخرى.
أؤكد لك أن الدواء بسيط وسليم، وحتى استعماله على المدى الطويل لا بأس به أبدا، لكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي، ودائما أن يقوم الإنسان بإجراء فحوصات روتينية ليتأكد من مستوى الدم والكولسترول والسكر مرة كل ستة أشهر مثلا، هذا نظام طبي عالي الجودة ومطلوب حتى بالنسبة للإنسان الذي لا يستعمل أي نوع من الدواء.
ولمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.