أحس أنني سأفقد عقلي وأتصرف كالمجنون... فما تشخيص هذه الحالة؟

0 606

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل ثمانية أشهر تقريبا أصابني شيء غريب، وهو أنني أتعرق وأحس أنني سأفقد عقلي وسأتصرف كالمجنون، حتى إنني أصبحت أخشى أنني أؤذي أي شخص، وأصابني حزن شديد وتوتر، واستمر معي لفترة شهر، وبعدها بدأ يخف تدريجيا بعد أن استمريت على الرقية الشرعية، ومنذ أسبوع تقريبا عاودتني الحالة، مع شعور بأنني سأصرخ وسأنفعل، وأشعر أن حلقي به غصة، مع وجود صداع برأسي وأحس أنه ثقيل، ووجود أفكار متشابكة، واختلاط بالتفكير غريب جدا.

علما أنني ذهبت إلى دكتور نفسي وصرف لي علاج سايركسات، ولم أستخدمه لأنني متخوف من أعراضه، علما أنني أكثر من مرة أخرج من المسجد خوفا من عمل شيء ملفت للنظر، أريد تشخيصا لحالتي والعلاج الأمثل؟ وما هو السايركسات؟ وما هي أعراضه؟ وهل هو مفيد لمثل حالتي؟

جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهد في سبيل راحة إخوانكم.

أرجو إذا كان يوجد رقم جوال للتواصل مع د. محمد عبد العليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الذي حدث لك نسميه نوبة حادة، وهي ما يعرف بالقلق الوسواسي، والقلق فعلا يكون شيئا غريبا للإنسان، يهاجمه فجأة بالضيقة والشعور بالغصة في الصدر والتعرق، هذه كلها أعراض قلقية.

أما الأعراض الوسواسية فهو شعورك بأنك سوف تتصرف كالمجنون أو أنك سوف تؤذي أحدا، أو أنك سوف تصرخ خاصة في المسجد، هذه المشاعر مشاعر وسواسية، وبفضل من الله تعالى الإنسان في مثل هذه الحالات لا يطبق ولا يتبع ولا ينفذ وساوسه، بل على العكس تماما يكون الإنسان أكثر حماية ووقاية لتجنب الفكرة الوسواسية.

أرجو أن تطمئن أخي الكريم، العلاج الأمثل هو: أن تدرك أن هذه فعلا حالة من حالات القلق الوسواسي الحاد، وهي وإن كانت مزعجة لكنها ليست خطيرة أبدا، وكل تخوفاتك وتوقعاتك المتشائمة لن تحدث أبدا بإذن الله تعالى، هذه نقطة مهمة جدا.

ثانيا: رفض الفكرة الوسواسية وتحقيرها.

ثالثا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء أرجو أن تطبقها، ويمكنك أن تسأل الأخصائي النفسي ليقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإن لم يكن ذلك ممكنا يمكن أن تتحصل على كتيب أو شريط من المكتبة للاطلاع على طريقة تطبيق تمارين الاسترخاء.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فهو ضروري، وهنالك عدة أدوية منها الزيروكسات والذي يعرف علميا باسم باروكستين الجرعة التي تبدأ بها هي نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها يوميا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة.

التحسن غالبا لا يبدأ قبل ثلاثة أسابيع من مواصلة العلاج، ربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى حبة ونصف بعد شهر من تناولك للحبة الواحدة يوميا، وفي بعض الحالات يجب أن ترفع الجرعة إلى حبتين بعد ذلك.

المهم هو أن تبدأ في تناول الدواء، وأنا أؤكد لك أنه سليم وأنه فعال، وهو من أفضل الأدوية المتوفرة لعلاج مثل هذه الحالات.

من أعراضه الجانبية أنه ربما يؤدي إلى عسر بسيط في الهضم في الأيام الأولى، لذا يفضل تناوله بعد الأكل حتى لا يحدث هذا العرض الجانبي، وربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس وليس كلهم.

بالنسبة للمتزوجين: قد يحدث تأخر بسيط في القذف المنوي لدى الرجال، وهذا العرض يكون مؤقتا، وليس هنالك أي تأثير سلبي على هرمون الذكورة أو القدرة على الإنجاب.

هذه هي الأعراض الجانبية التي قد تنشأ بتناول هذا الدواء، ولكني أؤكد عليه كدواء جيد ومفيد وممتاز وغير إدماني وغير تعودي.

من الضروري جدا أن تحرص وتلتزم في تناول الجرعة، لأن البناء الكيميائي يتم من خلال مواصلة العلاج والالتزام به.

على الصعيد الآخر: عليك أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وإذا استطعت أن تمارس أي نوع من الرياضة هذا أيضا أمرا جيدا.

احرص على صلاة الجماعة خاصة في الصف الأول، وحقر مشاعر الخوف والوسواس. هذا مهم جدا.

لمزيد الفائدة يراجع منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 )

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات