هل أوافق على زواج ابني الأكبر من بنت أحبها أخوه الأصغر؟

0 412

السؤال

السلام عليكم.

لقد أحب ابني الأكبر بنت خالته منذ مدة طويلة، ولكنه لم يخبرنا بذلك، ومنذ 3 سنوات سافر للسعودية للعمل، وطوال فترة سفره طلبت منه أن يخطب، ولكنه كان دائم الرفض، ويقول لي انتظر حتى أعود، وعندما عاد أخبرني بحبه لبنت خالته، وأنه قبل سفره كان قد طلبها من أمها لمعرفة رأيها التي لم ترفضه، ولكنها تعللت بأن أختها الأكبر لم تتزوج بعد، والبنت أيضا ما زالت في أولى جامعة، وأمامها أربع سنوات حتى تنهي دراستها.

وعندما عاد من السفر ذهب إليهم ثانية لمعرفة رأيهم قبل أن يتقدم بشكل رسمي فوافقت الأم والبنت.

المشكلة أن أخاه الأصغر هو أيضا يحب نفس البنت منذ فترة طويلة أيضا، ونحن نعلم بذلك، وكنا نشجعه علي حبه هذا، ونعده بتزويجه منها دون أن ندري بحب أخيه لها، ولكني لم أتقدم بأي خطوة رسمية لذلك، ولا حتى فاتحت أمها في ذلك لأنه كان في الجامعة.

فهل أقبل هذا الزواج، فأنا متخوفة من ردة فعل أخيه الأصغر حين يرى الفتاه التي أحبها تزوجت أخاه أم أرفض الزواج؟ وهل إن رفضت يعتبر هذا ظلما للأخ الأكبر في رفض البنت التي أحبها، وقبلت الزواج منه؟ مع العلم أن الاثنين كانا يعلمان بحب كليهما لها منذ حوالي 3 سنين، وظلا يتقربا منها على أمل أن توافق على أحدهما.

ولم تفلح محاولات إقناع الأكبر بالتقدم لأي فتاة أخرى رغم أن فترة إجازته قاربت علي الانتهاء، ولا أدري متى إجازته التالية؟ وقد بلغ من العمر 29 سنة.

وقد رفض الأخ الأصغر زواج أخيه من تلك الفتاة متعللا بكونه أحبها، فلا يجوز أن تتزوج أيا منهما، وقد أنهى الأخ الأصغر جامعته هذا العام، وينتظر إما تجنيده أو إن لم يتم تجنيده فسيبحث عن فرصة عمل أو سفر للخارج.

فما رأيكم في موقف الأخ الأكبر والأخ الأصغر؟ وماذا علي أن أفعل؟ هل أوافق أم أرفض زواج الأخ الأكبر من تلك الفتاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلطف بك وبأبنائك، وأن يجعل لكم من لدنه فرجا ومخرجا ووليا وونصيرا، وأن يشرح صدر أبنائك لاتخاذ القرار الذي يحافظ على كيان الأسرة واستقرارها، ولا يؤدي إلى زرع الحقد والكراهية بينهما.

وبخصوص ما ورد برسالتك من أن ولدك الأكبر قد أحب ابنة خالته منذ فترة، وتقدم لأهلها، فرفضوه في المرة الأولى، ثم وافقوا في المرة الثانية، وقد جاء ليخطبها، ولكنك كنت تعلمين أن أخاه الأصغر يحب الفتاة التي يريد خطبتها، وأنكم كنتم على علم بذلك، وكنتم توعدونه بأنها ستصبح زوجة له، والآن أنتما في حيرة من الأمر، فكلا الأخوين لا يريد أن يتنازل للآخر عن هذه الفتاة، ومما لا شك فيه فعلا أنه إن تزوجها أحدهما فستظل هذه نقطة سوداء في العلاقة بينهما، وقد تؤدي إلى أشياء كثيرة من قطعية الرحم إلى غير ذلك، بل وقد يؤدي إلى فساد العلاقة ما بين البنت وزوجها، عندما تعلم بأن الأخ الأصغر لزوجها كان يحبها فكلما دخل بيته شك فيه زوجها (الأخ الأصغر) فسيكون ذلك مشكلة، وقد يكون الأخ الأكبر مسافر ويدخل الأخ الأصغر إليها باعتبار أنه ما زالت في قلبه وقد يحدث بينما ما لا يرضي الله.

فأرى فعلا حقيقة صرف نظر الأخوين عن هذا الباب تماما، وأتمنى أن يتكلم معهما إنسان متخصص في الجانب الشرعي النفسي، وأن يبين لهما الآثار المترتبة على هذا الأمر، وأن يقول لهما كما أقول أنا هذا الكلام الآن، فالقضية لا تتوقف عليكما، إنما إذا دخل زوج الفتاة – سواء كان الأكبر أو الأصغر – ويجد أخاه مثلا في البيت أو وجد امرأته تمشي أمامه لظن أن بينهما شيئا، وبذلك ستكون هذه مثابة سرطان في داخل الأسرة، وتكون مرضا عويصا في جسد العائلة.

فأنا أرى بارك الله فيك أن تحاولي إقناع ولديك معا بالعدول عن هذا، وأن تقولي لهما ذلك خير لكما، أنا لا أريد أن أخسركما ولا أخسر أحدكما، وإن وجود هذه الفتاة سيسبب مشاكل جمة بينكما، لماذا؟ لأن هذه الفتاة إذا كنا نعيش في بيت واحد، إذا سافر زوجها ستكون مع هذا الذي كان يحبها وتحبه، وسيكون الأخ المسافر لن يهدأ ولن يستريح، وقد تزرع فيه بذرة شك قاتلة قد تؤدي إلى موته، وكذلك أيضا لو أنهما معا يقيمان في مكان واحد فستحدث نفس المشكلة.

فأنا أرى فعلا أن تصرفي نظر ولديك تماما عن هذه الفتاة، أو أن يتنازل أحدهما برغبته للطرف الآخر دون تدخل لأحد وغير ذلك بعد الإقناع أيضا، وإن كان حتى هذا التنازل قد يكون في الظاهر، ولكن قد يكون النفس فيها ما فيها خاصة وأن كلا الولدين يحبان الفتاة من فترة طويلة، والبنت كأنها تريد مصلحتها ولا تفكر في الحب، لأنها عندما تقدم لها هذا الأخ الجاهز وافقت عليه، رغم أنها تعرف أن هذا يحبها وتحبه، إلا أنها نظرت إلى مصلحتها وقدمتها على قلبها.

وكونها تقبل بالأخ الأكبر معناه أنها فعلا تراعي مصلحتها، وقد لا تكون مرتبطة ارتباطا قلبيا كبيرا بكليهما، إلا أنها وجدت أن من المصلحة أن تتزوج الجاهز ولذلك وافقت عليه.

وجودها في البيت حقيقة سيكون بؤرة شك للرجلين معا، الذي يتزوج سوف يشك عندما يرى أي شيء، والذي لم يتزوج أيضا سوف يحاول أن يدمر ويحصل فرصة حتى وإن كان عنده شيء من الدين قد يضعف نتيجة معرفته بأنه كان يحبها، ونتيجة معرفتها أيضا بأنه كان يحبها، وقد يسافر زوجها هذا ويبدأ الأخ الثاني في مغازلتها وفي إفساد حياتها؛ لأنه كان يرغب فيها، وهو يحبها ومتعلق بها.

فأنا أرى بارك الله فيكم الحل الأمثل صرف النظر تماما عن هذه البنت فلا يتزوجها لا الأول ولا الثاني، وأن تقفوا موقفا قويا في هذا الأمر، وأن تبيني لهما أنك لست ضد مصلحتهما، ولكن أنت تريد أن تحافظي عليهما كإخوة، وهذا أهم من الزواج، فالمرأة نستطيع أن نعوضها، ولكن لا نستطيع أن نعوض الأخ بحال من الأحوال.

كما ذكرت: لا مانع من الاستعانة ببعض المشايخ الكبار الذين لديهم القدرة على تحليل النفسيات لإقناع هذين الشابين بالعدول عن فكرة الارتباط بهذه الفتاة، لأن الارتباط سيكون بمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت من الزمن، فلا تترك أخضرا ولا يابسا.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات