أشعر بالملل حين أجلس للدراسة...فانصحوني

0 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تأتيني أوقات أحس من الحماسة أني لا أستطيع أن أجلس هادئا، لدي كثير من الدراسة أمامي وعند أن أهدأ وأدرس أبدأ بالنهوض من الكرسي والمشي والدوران، وأميل لفعل أي شيء، وأبقى أريد التحرك، وأشعر أني عاجز عن الهدوء والبدء بالعمل، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى عندما أريد أن أبدأ بالدراسة يسيطر علي اعتقاد بأني لا أستطيع الجلوس على الكرسي والطاولة والدراسة! وهو ما يمنعني من الدراسة.

كذلك دراستي تتطلب مني أن أجلس على المكتب وأدرس كتب الجامعة، وهو ما يشعرني بالملل وعدم تحمل هذا الوضع، والرغبة في النهوض من الكرسي.

أرجو المساعدة في حل كل من الذي ذكرته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moslim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على السؤال.

ما وصفت في سؤالك أمر طبيعي لحد كبير، وربما يشعر به الكثير من الناس، وهو التراوح بين الحماس والهمة والنشاط والرغبة بفعل أي شئ، وبين ما هو عكس هذا من الفتور وقلة الرغبة في الإنجاز والعمل والعطاء.

هناك بعض الأسباب البسيطة التي يمكن أن تسبب فرط الحركة وزيادة النشاط مع قلة الإنجاز والعطاء، ومن أبسطها الإكثار من المنبهات كالقهوة والشاي والكوكاكولا والتدخين، فحاول التقليل من المنبهات، وراقب الكمية التي تشربها، لتستبعد هذه العوامل البسيطة.

أحيانا تسبب فرط الحركة هذه الكثير من المثيرات كبعض ألعاب الكمبيوتر، كالبلاي ستيشن وغيرها، وخاصة الألعاب السريعة كسباق السيارات وكرة القدم على الكمبيوتر، فحاول التقليل منها، ومحاولة ضبطها.

أما ما يعتريك من الرغبة في ترك الكرسي عندما تجلس للدراسة الجامعية، فما الجديد في هذا؟! أليست هذه مشاعر معظم الطلبة عندما يجد الجد، ويجلس الواحد منهم للقراءة والمراجعة، فعندها تبدأ الرغبات بالانصراف للهوايات والتسليات،. وهنا يظهر الفرق بين من يستطيع السيطرة على نفسه، ويسير في مشروع دراسته، فيجلس الساعات مضحيا برغباته من أجل مصلحته ومستقبله، وبين من ينتصر هواه عليه، فيترك الكتاب والكرسي، وينصرف للتسلية واللعب.

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.

لا بد لمن أراد الفهم والدراسة والتقدم من ترتيب أولوياته، وتحديد أهدافه، ومن ثم بذل الجهد والصبر، والله تعالى وعدنا بعونه ومساعدته لنا قائلا "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين" ويقول أيضا "واتقوا الله ويعلمكم الله".

وفقك الله، ويسر لك طريق النجاح بالجهد والفهم والصبر.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات