السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندي مشكلة سببت لي إزعاجا وألما كبير في حياتي؛ حيث إن أهلي يفرقون بيني وبين إخوتي في المعاملة، ودائما ما يعايروني بهم، ويمتدحوهم أمامي، ويشعروني أني لست منهم، مع العلم أن هذا يحدث لي ولأختي الكبرى، ولا يحدث مع بقية إخوتي.
أنا لا أعلم كيف أرضيهم فو الله العظيم الذي لا إله إلا هو أحبهم كثيرا، وأتنازل عن حقوقي ولا أتمسك بها، مع أن والدي مقتدر، وكان يعطي أخي وأختي السيارة، ولا يعطيها لي وأشياء أخرى كثيرة، وأنا لا تهمني تلك الأشياء كل ما يهمني رضاهم، ودائما ما أقول لهم ذلك وأتنازل من اجل أن أرضيهم ولكن أشعر بأنه بلا جدوى، فأشعر أنهم يعاملوني معاملة غير إخوتي، وهذا الآمر يؤرقني لأني أريد أن أرضيهم بأي شيء، ودائما ما أطلب منهم أن يأمروني بما يريدون ولكن تستمر المعاملة التي جعلتني أشعر أني لست ابنهم، وأفكر في ترك المنزل والدراسة (وأنا في السنة الأخيرة من الجامعة).
لا أعلم ماذا أفعل! فأنا لا أريد أن أكون في المنزل كحيوان يأكل ويشرب فقط، وهم مصرون علي هذا ولا يشركوني معهم في حياتهم، ويبعدوني أنا وأختي كأننا أعداء ,لا أعلم ماذا أفعل!؟ فعقلي مرهق من التفكير في هذا الآمر.
أرجو منكم المساعدة، وأريد أن أعرف ما هي واجبات الابن الذي يدرس نحو أبيه وأمه، وحقوقه عليهم في الإسلام؟ وأتمنى نصحي ماذا أفعل في هذا الأمر كي لا أتصرف تصرفا خاطئا يؤدي إلي غضب ربي مني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أسعدتني مشاعرك النبيلة تجاه والديك وإخوانك، وأحزنني عدم تقديرهم لذلك، وأخافني عليهم حصول هذا التفريق بينكم مع أن شريعة الله لا ترضى إلا بالعدل ونسأل الله الهداية للجميع.
ومرحبا بك في موقعك ونبشرك بأنك تؤجر على صبرك وتؤجر على إصرارك على بر والديك، ونهدي لك ولأمثالك قول الله سبحانه بعد الحديث عن بر الوالدين { ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا }.
وأرجو أن تجتهد في أداء ما عليك ولن يضيع أجرك عند الله، واتهم بدراستك، واحرص على أن تتفوق وتنجح في حياتك، وأنت ولله الحمد وصلت إلى مرحلة تستطيع أن تتفهم فيها ما يحصل، فالتمس لوالديك الأعذار وأكثر من الدعاء لهم في الليل والنهار، وقابل تقصيرهم بالإحسان، وتذكر أن الله كريم منان.
ونحن نتمنى أن تتعرف على أسباب تفضل بقية إخوانك عليك وعلى أختك، وما هي الأشياء الموجودة في أخوتكم وليست فيكم؟
وما هو تاريخ هذا التفضيل؟ وبماذا يردون عليكم عندما تسألونهم وتطالبون بالعدل؟ وهل هناك تقصير في الأمور الأساسية؟ وهل حاول أحد الأهل لفت نظرهم لذلك الخلل؟
ولا شك أن الإجابة على هذه التساؤلات سوف تساعدنا بحول الله وقوته على معرفة السبب، وعندها سوف يبطل العجب، وتستطيع بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب.
وصيتي لك ولشقيقتك بالتقوى ثم بالدعا،ء ثم بمواصلة البر والإحسان.
وبالله التوفيق.