تعلقت بامرأة متزوجة وهي معي في العمل، كيف أنساها؟

0 586

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي زميلة في العمل أحبها، هي متزوجة وأعرف أن هذا خطأ، ولكن وقع، حاولت أن أنساها ولم أستطع، أخذت إجازات حتى كدت أن أفصل من العمل، إنها في خيالي حتى في الصلاة، حاولت أن لا أكلمها، تقول لي: أنت غضبان مني؟

أرجو منكم أن تساعدوني حتى أنساها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك أيها -الأخ الكريم- مجاهدتك لنفسك، ومحاولة نسيان هذه المرأة، وواضح جدا من كلماتك أنك شخص في قلبك الخير الكثير، محافظ على صلاتك، وهذا -بإذن الله سبحانه وتعالى- مما يعينك على الخروج من هذا المأزق الذي أنت فيه.

لا شك بأن هذا الوضع الذي وصلت إليه هو بسبب التهاون والتساهل في علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية، من اختلاط مع عدم الالتزام بالضوابط الشرعية، ومن خلوة بالمرأة ومن إنشاء علاقات ود، قد يزينها الشيطان بأسماء أخرى، كاحترام الزمالة ونحو ذلك، وكل هذه تؤدي في الأخير إلى ما وصلت أنت إليه، وصدق الشاعر حين قال:

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عن بعضه أنت صابر

نحن الآن نشكر لك شعورك بأن هذا الذي أنت فيه خطأ عظيم، إذ تعلق قلبك بامرأة أجنبية عنك -لا سيما وأنها متزوجة- أمر مرفوض شرعا ومناف أيضا للعقل والفطرة الصحيحة، ومن ثم فأنت مأمور -أيها الحبيب- بأن تجاهد نفسك، وهذه المجاهدة قد تكون مرة، لكن عواقبها -بإذن الله تعالى- حميدة، وتحتاج منك إلى جرعة من الصبر، وكما قال القائل:

والصبر مثل اسمه مر مذاقه *** لكن عواقبه أحلى من العسل

أنت بحاجة أيها الحبيب أن تتجرع جرعات من الصبر، تعينك على التخلص من هذه الحال التي أنت فيها، وستجد -بإذن الله تعالى- النهاية الحلوة التي يسلم بها دينك، وتسلم بها أنت من عذابات التعلق بهذه المرأة، ونوصيك باتخاذ إجراءات لعلها تكون عونا لك على ذلك، وأول هذه الإجراءات أيها الحبيب:

أولا: أن تخاطب نفسك بخطاب العقل لا بخطاب العاطفة، وتذكرها بأن الوصول إلى هذه المرأة محال، فهي امرأة متزوجة، ومن ثم التعلق بها يشبه من تعلق بالشمس ويريد الوصول إليها، وهذا أمر لا يمكن، وإذا يئست النفس من الشيء سهل عليها نسيانه، فحاول دائما أن تذكر نفسك أنت بهذه الحقيقة.

ثانيا: أن تعمل جادا ومجتهدا على ترك هذا المكان الذي فيه هذه المرأة، بحيث لا تراها، فتذكر ما كان منك من تعلق بها، فحاول أن تنقل عملك إلى غير المكان الذي تعمل فيه هذه المرأة، فإذا لم تستطع هذا فإنا نوصيك بالتزام الحزم والجد في علاقتك مع هذه المرأة، وأن لا تظهر لها اللين، وإذا سألتك هذا السؤال فلا بأس بأن تقول: (أنا لا أريد أن أتكلم معك في غير الكلام العادي أو المعتاد للعمل أو نحو ذلك) وأن توصل إليها هذه الرسالة، وأن عليها أن تلتزم حدود الأدب وأوامر الشرع.

ثالثا: كما أن عليك -أيها الحبيب- أن تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار أن يحصنك وأن يزيل من قلبك التعلق بهذه المرأة، والله -عز وجل- إذا علم منك الصدق والإنابة والإخلاص فإنه لن يتركك، فقد نجى الله -عز وجل- يوسف -عليه السلام- بعد أن أحاطت به النسوة، وكن بلا شك كلهن جميلات، لكن قال -سبحانه-: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} فإخلاصك لله وخشيتك وخوفك منه والتجاؤك إليه ودعوته بصدق واضطرار أن يطهر قلبك، وأن يزيل عنك هذا التعلق، لا شك أن هذا من أعظم الأسباب -أيها الحبيب- في التخلص من هذا الحال الذي أنت فيه، مع اتخاذ الأساليب السابقة والتدابير الممكنة للابتعاد عن هذه المرأة.

وصيتنا الأخيرة: أن تسعى جاهدا في الأخذ بأسباب الزواج، وأن تتخير من النساء أحبهن إلى قلبك وأقرهن لعينك، وبهذا -إن شاء الله- ستنسى هذه المرأة.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير وأن يعينك على التخلص من التعلق بهذه المرأة، وأن يرزقك الزوجة الصالحة والذرية الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات