تقلب المزاج أعراضه ومظاهره وطرق علاجه؟

0 721

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أشرح لكم مشكلتي بشكل مفصل؛ لأنني بحاجة للمساعدة، وشكرا لصبركم، أنا دائما أذكر أني كنت خجولا جدا، لكن بعد سفري إلى إسبانيا للتعلم، بدأت بعد فترة تأتيني حالة من تغير المزاج.

أحيانا أكون اجتماعيا جدا، وقائدا بكل معنى الكلمة، ورأسي يعمل بأقصى طاقته، وفرح جدا، وأشعر كأني ملك، وأحيانا أشعر بأن رأسي مقفول، لا أستطيع الكلام مع الناس، وأخجل من الاختلاط، ولا أستطيع التركيز، ولا التفكير، ولا التحليل، لكن بعد ذلك نصحني صديق أن أفكر دائما بشيء يفرحني، فبدأت أفكر دائما بالشيء المفرح، وبالفعل أصبحت أمضي وقتا أكثر في حالتي الأولى الإيجابية، أكثر من الحالة الثانية بعد أن كان يحصل العكس تماما.

اعتقدت أن المشكلة حلت، لكن بعد فترة بدأ يراودني نفس الشيء، ولم يعد التفكير بهذا الشيء الجميل يفرحني، ولم يعد يؤثر على نفسيتي، علمت عندها أن نفسيتي هكذا، خجولة، وضعيفة.

كنت أقرأ في الموقع الكريم، ورأيت مجموعة أدوية مثل: البروزاك، لا أدري إن كان هذا هو الحل، فأمنيتي هي أن أبقى دائما في تلك الحالة الإيجابية التي كانت تأتيني عند التفكير بأمور جميلة.

أيضا أفكر أن أذهب إلى الطبيب؛ لكي يقوم بتحليل الهرمونات في جسمي، ما رأيكم؟

وما هو الدواء الشافي -إن شاء الله- وكيفية تناوله؟

شكرا بارك الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا لا أعتقد أنك تعاني من حالة اكتئابية حقيقية لنصف لك دواء مثل البروزاك، الذي أراه واستطعت أن أستخلصه من رسالتك أنه ربما يكون لديك درجة من تقلب المزاج، وتقلب المزاج، قد يتقلب الإنسان مزاجه ما بين ثلاث:

أن يكون في وضع طبيعي، أو تأتيه حالة انشراح متفاوتة في شدتها، أو تأتيه نوبة من الكدر أو الاكتئاب.

الأمر نسبي جدا، فهذه الحالات قد تكون بسيطة جدا، وفي بعض الأحيان قد تكون واضحة جدا، وأعتقد أن حالتك هي من الحالات البسيطة، وهو تقلب مزاجي، وأنت اتبعت نصيحة صديقك، وأعتقد أنه صائب حين قال لك تخلص من لحظات الكدر من خلال تذكر الأحداث الجميلة، ودائما نحن ندعو الناس للتفكير الإيجابي، التفكير الإيجابي هو نفس النهج الذي ينصح به دائما لتدبيل المزاج من مزاج سلبي إلى مزاج أفضل وأكثر إيجابية، هذا بالنسبة لتشخيص حالتك.

الأمر الآخر: أنا لا أريدك أبدا أن تصف نفسك أنك شخصية خجولة أو ضعيفة، جميل أنك قد أخطرتنا بما تراه حول ذاتك، لكن تكريس مثل هذه المفاهيم وغرسها في الذات هو في حد ذاته يعتبر أمرا سلبيا، احكم على نفسك بأفعالك وبإنجازاتك، وهذا -إن شاء الله- يجعلك تكتشف أن لديك مقدرات كثيرة جيدة وإيجابية، وأنت لم تكتشفها؛ لأنك كنت انتقائيا في تخير ما هو سلبي، ولذا بنيت لديك هذه الانطباعات الخاصة بفقدان الثقة بالنفس، أو الخجلو أو الضعف في الشخصية.

إذن الإيجابية في التفكير أعتقد أنها مطلوبة جدا، إدارة الوقت بصورة حسنة دائما هي من الأشياء التي ننصح بها، وهي أحد مفاتيح النجاح الرئيسية.

بالنسبة لمقابلة الطبيب: أرى أن ذلك لا بأس به إن كان ممكنا، أما إن كان ذلك مستعصيا فحالتك من وجهة نظري بسيطة جدا.

بالنسبة للتحاليل: ليس هنالك هرمونات معينة تحتاج للتحليل في حالتك، ربما يكون هرمون الغدة الدرقية هو من الهرمونات الهامة، لكن بقية الهرمونات مثل الموصلات الكيميائية في الدماغ، مثل: السيروتونين والدوبامين فهذه لا يمكن قياسها بطرق مباشرة، ولا داعي لذلك أبدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا حقيقة متردد جدا في أن أصف لك أي نوع من الدواء؛ لأنه من وجهة نظري أن الحالة بسيطة، وبسيطة جدا، لكن إذا كان ينتابك قلق حقيقي حول وضعك النفسي هذا فأعتقد أن هذا يمكن علاجه من خلال تناول دواء بسيط، مثل الفلوناكسول، والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة يوميا لمدة أسبوعين أو ثلاث، ثم تتوقف عن تناوله، وقوة الحبة هي نصف مليجرام.

بالرغم من قناعاتي إلا أنه ربما تكون لديك درجة بسيطة من تقلب المزاج، لكن لا أعتقد أنك في حاجة للأدوية المثبتة للمزاج، مثل: اللامكتال والتجراتول والدباكين والسوركويل، لا أعتقد أنك في حاجة لهذه المجموعة من الأدوية.

عش حياتك بصورة طبيعية، -وكما ذكرنا لك- استثمر وقتك، ضع أهدافا في حياتك، ارسم الخطط التي توصلك لهذه الأهداف بتوفيق من الله تعالى.

أرجو أن تتواصل معي إذا شعرت أن هنالك حاجة لذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات