السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد عقار أو أي شيء من الأعشاب يساعد على تقوية الذاكرة, ويعطي القوة والقدرة على المذاكرة؟ لأن أخي في السنة الأخيرة بالمدرسة، وهذه السنة تحدد مصيره، والفرع الذي يدرسه يحتاج لجهد كبير وساعات طويلة.
ولقد سمعت بعقار اسمه ديناميزان, هل هو جيد؟ وهل له أضرار جانبية؟
وفي حال التوقف عن تناوله هل يسبب نتائج عكسية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الأدوية التي تقوي الذاكرة لا ينصح بها أبدا إلا لمن هم يعانون من ضعف الذاكرة الحقيقي, والذي ينتج من علة الخرف, أو العته, أو ما يسمى بعلة الزهايمر.
بالنسبة لأخيك - حفظه الله - كل الذي يحتاجه هو أن ينظم وقته، فأكبر سبب لعدم التركيز في السنة الأخيرة للدراسة هو القلق المتزايد, وعدم أخذ قسط كاف من الراحة، ويجب على أخيك وبمساعدتكم:
أولا: أن ينظم وقته، لا بد أن يأخذ قسطا كافيا من الراحة، هذا مهم جدا.
ثانيا: لا بد أن يمارس شيئا من الرياضة، فهذا مهم جدا، ولا بد أن يروح ويرفه عن نفسه بما هو طيب ومعقول ومتاح، كما يجب أن يخصص وقتا للدراسة.
هذه هي الأسس الأساسية الرئيسية.
كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء - وهي تمارين بسيطة جدا - يمكن أن يتدرب عليها من خلال تصفح أي موقع من المواقع على الإنترنت، وهذه التمارين تعطي الإنسان شعورا بالراحة, والراحة تحسن التركيز.
قراءة القرآن بتدبر وتأمل، دعي أخيك يقرأ وردا بسيطا من القرآن يوميا بتدبر، هذا يساعد في التركيز، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.
هذه هي الأسس الرئيسية التي ننصح بها لتحسين التركيز من أجل الدراسة، وهنالك أوقات لابد أن يتحينها الإنسان، هنالك أوقات يكون الدماغ فيها في حالة من الاسترخاء والراحة التامة، ويعرف أن النوم هو وسيلة ممتازة جدا لترميم الدماغ, وتحسين أنشطته وفعاليته خاصة فيما يخص التركيز، لذا نجد فترة الصباح فيها خير كثير، بعد صلاة الفجر من يدرس ساعة إلى ساعتين تكفيه عن دراسة أربع إلى خمس ساعات فيما عدا ذلك من الأوقات, فالأمر يحتاج لشيء من الترتيب ولا يحتاج لأدوية.
العقار الذي ذكرته وهو الديناميزان، والذي يعرف باسم (دوناميزان) هذا لا ننصح به، هذا دواء يستعمل لعلاج العته, والخرف، وليس في حالة أخيك أبدا.
ما ذكرته يكفي تماما، وإذا كانت درجة القلق عالية جدا عند أخيك فلا مانع من أن يستعمل أدوية مضادة للقلق والخوف، مثل عقار فلوناكسول، والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) بجرعة حبة واحدة في اليوم - أي نصف مليجرام - لمدة أسبوعين أو ثلاثة سوف يكون كافيا جدا.
بعض الناس ينصح بدواء يعرف تجاريا باسم (نتروبيل) هذا الدواء ينشط الدورة الدموية في الدماغ, وربما يحسن التركيز لدى بعض الناس, خاصة للذين يصابون بالصداع العصبي بعد أن يركزوا كثيرا في الدراسة، لكن لا أعتقد أن أخاك في حاجة إلى هذه الأدوية، فقط يتبع الإرشادات التي ذكرناها, وينظم وقته، وتتاح له الفرصة لأن يأخذ قسطا كافيا من الراحة, ويمارس الرياضة، ودائما أنتم أيضا حفزوه وشجعوه، وإذا كانت القراءة الجماعية مفيدة له - كما هي مفيدة لكثير من الناس -فلماذا لا يرتب مع بعض أصدقائه؟! هذا أيضا يزيد من المردود الإيجابي, ويزيد من الدافعية, ودرجة التحفز للاستيعاب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله له التوفيق والسداد.