ألحقت ابني بالدراسة في سن مبكرة وأشعر بالذنب لذلك!!

0 341

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم قمت بتسجيل ابني في الصف الأول وهو ابن خمس سنوات ونصف، والبعض شجعني والبعض الآخر لا، وهو الآن في الصف الثاني وعمره، ست سنوات ونصف، ومستواه قريب من زملائه الممتازين، ولكني أبذل جهدا مضاعفا معه، وهو يساعدني حتى أذاكر له، رغبة منه في أن يصل إلى مستوى أقرانه.

لكن زملاءه أفضل منه، وهم أسرع منه في الكتابة والاستيعاب، كونهم أكبر منه، أنا أعلم بهذا واستوعبه ولكني أقارنه بهم، وأريده أن يصل إليهم، وفي بعض الأحيان أناقض نفسي كونه هو أصغر منهم، وأقول أنا السبب في ذلك، وهذا شيء طبيعي، ولكن أرجع إلى عادتي في اللوم، وتوبيخه ومقارنته بأخته الأكبر منه، وزملائه في الصف.

مشكلتي الآن أعاني من لوم نفسي، لماذا استعجلت؟ ولو لم أفعل لكان كذا، أرجو إرشادي إلى الحل المناسب، فقد تعبت من لوم نفسي ولومه وتوبيخه، ولا أريد أن أندم في المستقبل على ما فعلت.

أيضا أعاني معه من الإهمال وقلة النظافة، سواء في دفاتره أو ملابسه، وأتمنى الدعاء لي ولأبنائي، ولأمي بالشفاء.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن هذا الابن حين تم تسجيله في الصف الأول - وهو ابن خمس سنوات ونصف - هذا قرار صحيح، وبما أنه الآن في الصف الثاني وعمره ست سنوات، فهذا أيضا قد يكون معقولا جدا، لكن في ذات الوقت يجب أن لا تجهدي طفلك، ويجب أن لا ترهقيه أبدا، وتحمليه فوق طاقته.

إن كان ابنك لا يستطيع مواكبة زملائه فلا تضغطي عليه كثيرا، ولا تحسي بالذنب أبدا، اجعليه الآن يستمر في الصف الثاني، وحتى إن اضطر أن يعيد هذه المرحلة فلا بأس في ذلك أبدا، ووجهة نظري قد لا تكون مقبولة بالنسبة لك، لكنها هي الواقع.

هناك دراسات كثيرة جدا أشارت أن الاستعجال في إلحاق الطلاب بمراحل دراسية متقدمة مقارنة بأعمارهم ليست جيدة، أعرف أننا في عالمنا العربي قد ابتلينا بهذا، فهنالك من يدفع أبناءه دفعا ليبدءوا الدراسة في عمر مبكر جدا، وهذا ليس بالصحيح.

أنت بالطبع تحركت من حسن القصد وتريدين لابنك التميز والتفوق، وأن ينهي دراسته وهو في عمر صغير، هذا كله طيب، لكن في ذات الوقت ليس هنالك ما يدعوك أبدا بالشعور بالذنب ولوم الذات.

توبيخه حقيقة أمر خطأ جدا، بل على العكس تماما يجب أن يشجع ويجب أن يحفز، ويجب أن يتم تجاهل كل ما هو سلبي، وحتى إن انتهى به إلى أن يعيد الصف الثاني، فلا بأس في ذلك أبدا، وسوف يلتحق إن شاء الله بزملائه، ولن يفوته أي شيء إن شاء الله تعالى.

ابتعدي تماما عن أسلوب اللوم لك وله، والتوبيخ لا يفيد أبدا، وحاولي أن تطوري مهارات ابنك الأخرى، دعيه يلعب مع أقرانه وسوف يتعلم إن شاء الله النظافة والترتيب بالتدريج، وعدم التوبيخ والتحفيز..هذه هي الأسس التي تشجع الأطفال.

يوجد كتاب جيد للأخ الدكتور (مأمون مبيض) بعنوان (أبناؤنا من الطفولة إلى الشباب)، أرجو أن تقرئي هذا الكتاب، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين فيه مؤشرات تربوية جيدة جدا تفيدك فيما يخص تربية ابنك.

وجهة النظر التي طرحتها عليك وهي أن يعيد الابن الصف إذا لم يتحصل على درجات عالية أو إذا لم تتحسن كتابته، هذا رأي شخصي ليس من الضروري أن يكون صوابا، فأرجو أن لا تحسي بذنب آخر إذا لم تتبعي الإرشاد ونصيحتي.

إذا سار الابن بمعقولية فدعيه يسير، وحاولي أن تعدلي فقط من مناهجك التربوية، قدمي التحفيز والمردود الإيجابي على التوبيخ، فالطفل يستفيد من ذلك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يحفظ أبناءكم، وأن يجعلهم قرة عين لكم، كما نسأله تعالى أن ينعم على والدتك بالشفاء والعافية والمعافاة الدائمة لنا ولها ولك ولجميع المسلمين في الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات