هل أستقيل من العمل أم أستمر فيه؟

0 525

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أحس أني أعيش في صراع، أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة متدينة خلوقة جميلة
من عائلة محترمة, الكل كان يتوقع لي مستقبلا زاهرا سواء في التعليم أو الزواج, وحتى لا أطيل على سيادتكم.

دخلت كلية التمريض وحصلت على البكالوريوس، ولم تكن هذه الكلية طموحي ولا على هويتي، فأنا أكره شغل المستشفى، والتعامل مع الحالات الحرجة، أنا أقول هذا الكلام وأنا في غاية الأسف.

أعلم جيدا أنه مجال في نظري جليل ومن أسمى المهن، بل أعتبرها من المهن الإنسانية، لكن للأسف هذا المجال لا يناسبني لأنه يحتاج إلى سهر وتعب وجهد وعمل متواصل، وأنا بصراحة لم أعتد على ذالك.

وهناك سبب لن أخفيه عليكم، ولعل هذه طامتي أنه تقدم لي أكثر من 40 خاطبا، وبدون أي مبالغة كان ردهم واحدا وهو الرفض، بل وسماع كلام قاسي وجارح وخصوصا ممن يقل عن مستوانا.

أنا جدا مؤمنة بقضاء الله وقدره، ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أصبحت لدي عقدة من عملي الذي أجبرت عليه وبدون أي إرادة مني كرهته والسبب نظرة مجتمعنا المتخلفة.

أنا الآن وأخيرا ارتبطت بإنسان محترم، ولكن لم يكن طموحي أبدا ولكن قلت لنفسي لن أستسلم، فأنا من حقي أن أكون أما.

المهم زوجي يرفض موضوع السهر والمناوبات؟ وأنا في حاجة لأن أعمل، وزوجي يحمل عن عاتقه الكثير، وكذلك أنا بحاجة أن أستقر ماديا, والكثير ينصحوني بعدم ترك العمل بسبب البطالة وقلة الوظائف.

ماذا أفعل؟ هل أستقيل من العمل أم أستمر فيه؟ مع العلم أني كثيرة الغياب وهذا سبب لي أضرارا كثيرة. هل أحاول أن أحب مجالي؟ وكيف؟

وللمعلومية أيضا أنا أدرس حاليا في آخر سنة من آداب ترجمة إنجليزي وذالك لأثبت لنفسي وللعالم أني لم ولن أستسلم لأفكارهم المتخلفة، فما زال عندي بعض الأمل والطموح لعلي أحقق شيئا منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اورانس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا ندعوك لعدم الاستعجال بترك العمل، وعليك أن تتفاهمي مع الزوج، ولا مانع من أخذ إجازة لفترة معينة تجتهدي فيها من أجل أن تتفوقي في الدراسة وتبحثي عن فرص ومحاولات أرحب وأكثر راحة لك وللأسرة.

وإذا كان الزوج محترما فتمسكي به وتوصلي معه إلى الحلول المناسبة، ولا شك أن نظرة الناس إلى هذا العمل أو غيره لا عبرة بها، وفي كل ميدان هناك الكرام والصالحات، وإنما العيب في البطالة والقعود، ورضى الناس غاية لا تدرك، فهم لا يعجبهم العجب وكلامهم لا ينتهي.

ولذلك كان هم العقلاء إرضاء ربنا العظيم سبحانه، وإذا رضي الله عن الإنسان نال السرور ونال كل مراد، ثم تلقى له المحبة في الأرض قال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، فاجعلي إرضاء الله غاية، واشغلي نفسك بالمفيد وعمري حياتك بالذكر والشكر والتلاوة والدعاء.

ونحن ننصحك بأن توفقي بين واجباتك المنزلية وبين العمل، وسوف تجدي زميلات ناجحات في العمل وفي المنزل وأحسب أن هذا هو الذي سوف يسد أبواب الكلام، مع ضرورة أن لا تكثري الشكوى أمام زوجك، وحافظي على مشاعره، ولا تذكري الآخرين في وجوده، وتكلمي عن نجاحات العمل بصفة الجمع كأن تقولي نجحنا، وقولي له أنت سبب نجاحي، فتشجيعك له أكثر الأثر، وذكريه بأن هذه مهنة إنسانية وفيها ثواب عظيم لمن تحتسب، وحافظي على حشمتك وحجابك واسألي الله التوفيق والسداد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه وعليك بالبر، وأبشري فإن العاقبة للصابرين.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات