السؤال
أنا فتاة ملتزمة, ولكن عندي فراغا عاطفيا, ولا أعلم هل هذا عرض صحي أم ماذا؟
لا أجد اهتماما, ولا حنانا من الأبوين, ولا حتى من الإخوة والأخوات، ولكن أرى جفاء، فإذا أردت تفريغ هذا على أبي, أرى أنهم يستغلون هذا استغلالا سيئا, قد يكون لعدم وعيهم بمسألة تربية الأبناء وأساسياتها, بل يأخذون الأمر بالسجية والوراثة.
إن أفرغته على أحدى صديقاتي تتمرد علي, ولا تسأل عني إلا قليلا، فأنا أحتاج إلى حنان الأبوين والإخوة والأخوات, كما أحتاج لحنان الزوج.
كيف أتخلص من هذا الشعور حيث أرى أنه معرقل لي في حياتي, وكأنه نقطة ضعفي؟
أريد التخلص منه نهائيا على الأقل في الفترة الحالية من حياتي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن هذه المشاعر السلبية واعتقادك أنك تفتقدين الحنان تعالج من خلال تصحيح المفاهيم، فلا بد أن تتوقفي مع نفسك، فليس هنالك أبدا ما يشير أو يثبت أن هذه المشاعر كلها صحيحة.
أنت أصبحت تفكرين من خلال أمور افتراضية أن الوالدين لا يهتمون بك, وكذلك الأخوة والأخوات، لا، هذا المفهوم ليس صحيحا، هو اختلاف في وجهات النظر, يجب أن نقدرها ونحترمها، لكني أريدك أن تبدلي فكرك تماما، فأنت جزء من أسرتك، ويجب أن تكوني عضوا فعالا في الأسرة، ويجب أن تتفاعلي إيجابيا معهم، ولا تنظري إلى هذه السلبيات والمعتقدات غير الصحيحة.
مفهوم الحنان، مفهوم العطف، الود، هذا أمر مختلف من إنسان لآخر، وهو نسبي جدا، وأنت يجب أن تعطي نفسك الشعور بأنك إنسان قوي, وشخصية متوازنة الأبعاد، وتسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تعيشين معه حياة طيبة هانئة.
من المهم جدا أن لا تكوني مهمشة في أسرتك، شاركي أسرتك في كل شيء، في كيفية التخطيط لمستقبل الأسرة، كوني دائما مفعمة بالأفكار الإيجابية، خذي المبادرات، رتبي مع والدتك المنزل، أعمال المطبخ، الاهتمام بشؤون والدك, وكذلك إخوتك، هذا يجعلك عضوا فعالا وأساسيا ورئيسيا في الأسرة، ومن ثم سوف تحسين بالحب الحقيقي من جانب والديك.
الذي أطلبه منك هو أن تغيري مفاهيمك، هذا مهم جدا.
بالنسبة للعلاقة مع الصديقات: الإنسان لا ينبغي أن يفرض نفسه على الآخرين، والعلاقات الاجتماعية أيا كان مستواها هي أخذ وعطاء.
بناء على هذا المبدأ أعتقد أنك تستطيعين أن تبني علاقات طيبة, وعلاقات راشدة جدا.
اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، وسوف تجدين الصالحات من الفتيات والنساء، يمكن أن تبني صداقات من خلال التعرف عليهن, ومشاركتهن في حلقات التلاوة.
شاركي في الأنشطة الاجتماعية، الأنشطة الثقافية، وقومي بزيارة الأرحام... إلخ.
هنالك أشياء طيبة جدا يمكن أن تقومي بها لتتخلصي مما أسميته بالفراغ العاطفي.
أنت من حقك أن تستمتعي بوقتك في هذا العمر، فوزعي وقتك التوزيع الصحيح، وخذي قسطا كافيا من الراحة، خصصي وقتا لأعمال البيت كما ذكرنا، وقتا للعبادة، الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن والذكر، شاهدي البرامج التلفزيونية الجيدة، روحي عن نفسك بما هو متاح وحلال، وهذا كثير جدا -إن شاء الله تعالى-.
من خلال هذا تستطيعين أن تعيشي حياة طيبة, وتديرين وقتك بصورة جيدة جدا.
اكتساب المعارف والثقافة -خاصة قراءة الكتب الجيدة الكتب الرصينة-, تخير المادة الجادة والمفيدة، هذا يجعل الإنسان يتطور معرفيا، وحين يتطور الإنسان معرفيا يتطور وجدانيا، وحين يتطور وجدانيا يحس بالرضى التام عن نفسه.
سيري على هذا الطريق، ومن جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك الزوج الصالح.
وانظري علاج الفراغ العاطفي سلوكيا (244853 - 267657)
والله ولي التوفيق.