هل هذا اكتئاب ما بعد الولادة؟

0 546

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري 22 سنة, متزوجة منذ سنة ونصف, أنجبت طفلا جميلا قبل 35 يوما, أي أني ما زلت في فترة النفاس.

مشكلتي أني في يوم ولادتي قبل الولادة, رأت الطبيبة أن تحقنني إبرة مضادة للغثيان, اسمها البرمب برامب, وبعد أن أخذتها أصبت بحالة قلق شديد, وإحساس غريب جعلني أصرخ, وأفك الأجهزة التي كانت علي, وأجري كالمجنونة, أشعر أني أريد أن أطير من نفسي, وأنا كنت قد أخذتها في بداية حملي, وسببت لي نفس الحالة, فعرف طبيب الباطنية أن لدي حساسية من تركيبة هذه الإبرة.

المشكلة الآن أني من ثاني يوم من ولادتي أتاني إحساس غريب فجأة، وأنا أتحدث مع زوجي عن حالتي مع الإبرة أتاني خوف شديد, وتوتر, وقلق, وبكاء بدون سبب, وحتى عند خروجي من المستشفى, استمرت الحالة معها وساوس عن المرض, والموت, وتفكير في المستقبل, وهي مستمرة حتى اليوم, قلق يكاد يميتني, وإحساس بضيق شديد, وأن كل الدنيا هذه ظلام, وليس فيها شيء يسعد، مع العلم أني مجرد أن أفكر في الحالة يأتيني إسهال, وغثيان, وانسداد في الشهية, ووزني نزل 15 كيلو في 3 أسابيع.

سؤالي: فهل هذه أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟ لأني حسب ما قرأت: إن الأم المكتئبة تؤذي طفلها, وهذا عكسي فأنا أحبه جدا, ورعايته تخفف ما بي, فهل يحتاج وضعي إلى تدخل دوائي؟ لأن الأهل يرفضون الفكرة تماما, وإن كان فما هي أعراض الدواء الجانبية؟ وكم يستمر؟

علما بأنه تمر أيام علي أكون طبيعية جدا، ولكنها تعاودني بمجرد التفكير فيها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله تعالى أن يجعل ابنك من الصالحين، وأن يجعله قرة عين لكم.

ما سببته لك إبرة الـ (برمببرامب) هو عرض جانبي معروف قد يسببه هذا الدواء، فالبعض قد يشعر بقلق شديد، كما أنه قد يؤدي إلى شد عضلي في الجسم؛ لذا يحس الإنسان بمتغيرات كثيرة، ويظهر أنه ليس مناسبا بالنسبة لك, بالرغم من أنه دواء جيد, ومفيد لكثير من الناس؛ لعلاج الغثيان, ويحسن النوم أيضا في بعض الأحيان.

عموما هذا الموضوع الآن حسم, وأنت الآن على دراية وإدراك بأن هذا الدواء لا يناسبك، وهنالك أدوية بديلة جيدة إذا احتجت لأي نوع من الفصائل التي تستعمل لعلاج الغثيان.

بالنسبة للأعراض التي انتابتك هي أعراض مخاوف وسواسية، وهذا نوع من القلق النفسي.

والإحصاءات تقول إن حوالي خمسين إلى ستين بالمائة من النساء يشعرن في اليوم الثالث، أو الرابع للولادة بشيء من القلق والتوتر، وهذا أمر طبيعي جدا, ينجلي غالبا بعد أسبوعين، وفي أقلية قليلة قد تتطور الحالة لتصبح اكتئابا نفسيا، وهذا ما يعرف باكتئاب النفاس، أو قد تظهر أعراض قلقية, ومخاوف وسواسية، وهذه لا تعتبر نوعا من الاكتئاب, لكنها تستحق العلاج إذا لم تختف.

أنا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، لديك قلق, ومخاوف, وشيء من الوساوس البسيطة، وهذه يتم علاجها بالتجاهل التام، وأن تفرحي بطفلك، ويجب أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، هذا مهم جدا, إذا كان لديك أي اضطراب في النوم فهذا يقتضي أن تتناولي العلاج، وإذا كان النوم معقولا, فلا أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي.

أعتقد أنك ينبغي أن تراقبي نفسك بشرط أن تأخذي منحى الفكر الإيجابي، وإذا لم تتحسن الحالة -لا قدر الله- فهنا يجب أن تستعملي الدواء, أو تقابلي الطبيب النفسي, وسوف يقوم بإرشادك وتوجيهك, وإعطائك العلاج اللازم, والأدوية كثيرة جدا.

من أفضل الأدوية عقار سبرالكس، وهو دواء جيد ويفيد، لكن الإشكالية قد تأتي مع الرضاعة، فهذه الأدوية معظمها لا يحبذ مع الرضاعة، وإن كان هنالك ضرورة لتناول هذه الأدوية؛ فيجب أن يكون العلاج مكونا من جرعات دوائية صغيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات