السؤال
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني الأعزاء : أنا صاحبة الاستشارة رقم: 2120580
لدي موعد في العيادة النفسية بعد شهر تقريبا، وأنا متوترة كثيرا، وأفكر ماذا سيحدث، ولا أعرف كيف ستكون طبيعة الموعد، و..... إلخ.
فهل لكم بأن تساعدوني، وتخبروني ما سوف يكون في أول موعد مع الدكتور أو الدكتورة؟
وكيف أضع ثقتي فيه مع أن لدي إصرارا لتغيير حياتي للأفضل بما أنها أصبحت تؤثر على جميع النواحي بشكل سلبي جدا، وعلى صحتي خاصة.
أتمنى أنني لم أزعجكم بسؤالي، فقط قلت أخبركم ربما يمكنكم المعرفة، وبالتأكيد فإن كل طبيب يختلف أسلوبه عن الآخر، ولكن مجرد معلومات بسيطة.
آسف، وشكرا لكم جميعا على ما تقدمونه، وجزاكم الله ألف خير، وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إشـراق ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وحسب ما ورد في استشارتك رقم: (2120580) وهذه الرسالة أستطيع أن أقول أن درجة القلق والمخاوف لديك مرتفعة بعض الشيء، لذا أنت تحسي بهذا القلق بصورة واضحة جدا حول المقابلة التي سوف تكون بعد شهر من الآن.
بالرغم من أن هذه المقابلات هي مقابلات عادية جدا وآلاف الناس يذهبون لمقابلة أطبائهم، لكن وكما هو واضح ومفهوم لدي فإن القلق والمخاوف هي التي جعلتك -لا أقول أنك تواجهين حالة من تضخيم لمشكلتك-، لكن أعتقد أن تفاعلك هو تفاعل طبيعي بالنسبة للشخص القلق خاصة في سنك، وأنا أود أن أطمئنك تماما حول ما سوف يجري إن شاء الله تعالى.
أولا: الحالة كما وصفتها هي حالة قلق ومخاوف، وربما تكوني قد تعرضت لما نسميه بنوبات الهلع أو الهرع، وهذه إن شاء الله علاجها بسيط جدا، وحين تقابلي الطبيب وتشرحي له الأعراض ومثيرات هذه الأعراض سوف يقوم إن شاء الله بتوجيهك التوجيه العلاجي الصحيح الذي أسأل الله تعالى أن يجعله سببا في شفائك وتعافيك.
أنا أقول لك إن الحالة حالة بسيطة جدا، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: أنا سعيد جدا في أنك اتخذت القرار الصحيح، وهو أن تذهبي وتقابلي الطبيب.
ثالثا: الأطباء بالفعل يختلفون في مناهجهم وفي شخصياتهم وفي سلوكهم، لكن هنالك أسس طبية ومهنية وأخلاقية عامة تتوفر إن شاء الله في جميع الأطباء مهما كانت خلفياتهم، أول هذه الخصائص هو أن يحترم الطبيب المريض، أن يكون مقدرا للخصوصية، حافظا للسر، وأن يصف العلاج والتوجيه الصحيح، هذه كلها إن شاء الله أمور متفق عليها تماما.
حين تذهبي إلى الطبيب بالطبع سوف يسألك الأسئلة الاستفتاحية، سوف يسأل عن عمرك، سوف يسأل عن المراحل الدراسية، بعد ذلك سوف تكون هنالك أسئلة حول الأسرة - لا تنزعجي لذلك أبدا - فالطبيب النفسي الذي يكثر الأسئلة هو الطبيب الجيد، لأن الصحة النفسية وعلوم السلوك والطب النفسي بصفة عامة هو علم يعتمد على التواصل وعلى الحوار وعلى الكلام وعلى التخاطب، لا توجد فحوصات أو مختبرات في الطب النفسي، إنما المخاطبة والحوار هي الوسيلة الأساسية للوصول إلى التشخيص الصحيح، فأنت كوني مطمئنة تماما.
أخبري الطبيب بأعراضك، ومن أهم ما أنصحك به هو أن تعرفي متى بدأت معك هذه الأعراض؟ ما هي الأشياء التي تزيد من حدتها؟ وما هي الأشياء أو الحالات أو الأوضاع التي تخفف عليك الأعراض؟ بمعنى آخر: يجب أن تعرفي المثيرات ويجب أن تعرفي المحبطات للأعراض، هذا أمر أساسي جدا، ثم بعد ذلك أخبري الطبيب بالآثار السلبية التي تأت من ظهور هذه الأعراض، الآثار السلبية على النطاق الاجتماعي، وعلى النطاق الدراسي، وعلى مستوى التواصل، والتخوف حول المستقبل، وهذا كله سوف يفهمه الطبيب وسوف يقوم بالتوجيه اللازم.
ربما يطلب منك الطبيب إجراء بعض الفحوصات مثل التأكد من نسبة الدم مثلا أو يريد الطبيب أن يتأكد من وظائف الغدة الدرقية، فهذه أمور لا تنزعجي لها أبدا.
المهم في الأمر أن تنفذي التعليمات الطبية، هذا مهم جدا، وأنا دائما أركز على هذه النقطة، لأن الالتزام بالخطوات والتعليمات والإجراءات العلاجية هي المفتاح الرئيسي لأن يجني الإنسان الثمرة الطيبة من العلاج إذا كان علاجا إرشاديا استرشاديا أو إذا كان العلاج علاجا دوائيا أو تمارين استرخاء أو توجيه حول تأكيد الذات وتنميتها وإدارة الوقت، هذا كله يتطلب حقيقة الالتزام التام في التطبيق، فأرجو أن تطمئني تماما.
وأنا سعيد جدا حقيقة لخطوتك الإيجابية وهي أنك قد حددت المواعيد لمقابلة الطبيب.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.